Advertisement

عربي-دولي

فوضى ترامب

Lebanon 24
09-01-2021 | 16:55
A-
A+
Doc-P-782620-637457913199151373.jpg
Doc-P-782620-637457913199151373.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان: "فوضى ترامب"، كتبت جويس كرم في "الحرة" تقول:
 
"الكل يرتكب أخطاء إنما فقط العقلاء يتعلمون من أخطائهم"، قول لرئيس الوزراء البريطاني الراحل، وينستون تشرشل، يحمل دروسا لدونالد ترامب، وهو في الأيام الأخيرة لرئاسته، وتحيطه صور الانهيار السياسي والشعبي لمناصريه في الكونعرس، واستقالات بالجملة من إدارته.
Advertisement

ترامب ظن أنه أكبر من الديمقراطية الأميركية وحاول التلاعب بنتائج الانتخابات التي خسرها بأكثر من عشر ملايين صوتا أمام جو بايدن. وحين فشل في القضاء، وابتزاز حكام الولايات، وفي الإعلام، توجه إلى الشارع وتهيأ له أنه "الزعيم" وأن هيبته ستكسر ديمقراطية بعمر الديمقراطية الأميركية وعقوده المالية ستقنع النواب ونائبه مايك بنس، بتغيير النتائج. 

وما هي إلا دقائق بعد إعلان مايك بنس بأن الدستور والناخبين وليس أي شخص في موقع السلطة يقرر النتيجة، وإذ بمناصري ترامب يقتحمون أبواب الكابيتول بهدف إيقاف الجلسة وإشاعة الفوضى وإنقاذ زعيمهم. المشهد كان غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة. عصابات بعضها بمظهر من جاء من الأدغال، وآخر محمل بقنابل مولوتوف وأسلحة وأعلام من التاريخ الكونفدرالي العنصري وحتى شعارات نازية وقمصان عليها تمجد معتقل "أشفيتز"، نجحوا في استغلال الانهيار الأمني في محيط الكابيتول وإيقاف الجلسة لخمسة ساعات.

نجاح "الغوغاء" في تدنيس رمز الديمقراطية الأميركية هي التي قصمت أعلنت نهاية ترامب. فالهيبة والقوة التي حاول إحاطة نفسه بها لأربع سنوات انهارت أمام صفعات الكونغرس، فوز بايدن بمباركة جمهورية، تجميد حسابات ترامب في مواقع التواصل الاجتماعي، استقالة وزراء ومسؤولين في البيت الأبيض، اعتقال 68 من مناصريه وتحقيق للأف.بي.أي ووزارة العدل لن يستثني أحدا وقد يطال الرئيس نفسه بعد خروجه في 20 الجاري.

ترامب راهن وجازف بالكثير لوصوله الرئاسة وخلال رئاسته. فمن أحداث شارلوتسفيل التي رفعت شعارات النازية في 2017، وحتى أحداث ميشيغان ومحاولة خطف حاكمة الولاية غريتشين ويتمر، امتنع ترامب عن انتقاد مناصريه. لا بل حرضهم في الكثير من المرات على كسر القانون، تهديد منافسيه، ضرب الإعلام والصحافيين، بهدف البقاء في السلطة.

أحداث الكونغرس هي نقطة تحولية لكل ذلك. فالجمهوريين أدركوا وللمرة الأولى ربما خطورة ترامب على المؤسسات الأميركية وأن شبح الأنظمة السلطوية من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا لم يعد غريبا على الولايات المتحدة. الأحداث أيضا حركت العصا القانونية والإعلامية والسياسية ضد ترامب، الذي تراجع تحت الضغوط وأقر للمرة الأولى ليل الخميس بخسارته السباق. 

ترامب يبدو اليوم نمرا من ورق، وهو محاصر سياسيا ومهدد قانونيا بدعاوى في نيويورك وأخرى قد تطاله من واشنطن بعد خروجه من الحكم. حتى الشخصيات المقربة منه مثل وزيرة الثقافة المستقيلة بيتسي دي فوس والسناتور ليندسي غراهام، أكدوا في بياناتهم بأن ترامب شوه أي انجازات رئاسية قام بها بسلوكه في الأسابيع الأخيرة وصولا لنقطة الانحراف يوم الأربعاء.

ماذا يبقى؟ الكونغرس قد يتحرك ويعزل ترامب مرة أخرى وإذا وافق مجلس الشيوخ هذه المرة فهذا سيمنعه من الترشح مرة أخرى. إلا أن الأعباء القانونية التي تنتظره قد تحيل دون ذلك، وهو قد يصدر عفوا عن نفسه في الأيام المقبلة يحصنه فدراليا إنما ليس من دعاوى نيويورك.

الغوغاء الذين اقتحموا مبنى الكابيتول حطموا هيبة ترامب قبل أي شيء آخر. الديمقراطية الأميركية أعرق ومؤسساتها أضخم من أن يكسرها ترامب. هذه نهاية مأساوية للجمهوريين وفرصة أمام بايدن لترميم الانقسام الأميركي في مرحلة ما بعد ترامب. 
المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك