يشتهر السياسيون الأميركيون بإدلائهم بتصريحات تحريضية. وفي الآونة الأخيرة، وبحسب صحيفة "ساوث شينا مورنينغ بوست" الصينية، "طرح بعض السياسيين الأميركيين فكرة الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السلطة. وغرّد، على سبيل المثال، السيناتور ليندسي غراهام على تويتر داعياً لاغتيال بوتين".
وتابعت الصحيفة، "يُعرف عن بوتين أنه مستبد، والحروب التي شنها في سوريا وجورجيا وأوكرانيا مقلقة ولأسباب مفهومة. ومع ذلك، "التخلص من" بوتين ليس بفكرة جيدة. يبدو أننا لم نتعلم شيئاً من الحروب القليلة الماضية. فالسبب وراء الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس الليبي السابق معمر القذافي بالإضافة إلى ديكتاتوريين آخرين كان فقط لجر البلاد إلى المزيد من الفوضى. فعندما تقتلع حكومة بين عشية وضحاها، فهذه ليست بفكرة جيدة على الإطلاق".
وأضافت الصحيفة، "ويصبح هذا الأمر صحيحاً بشكل خاص عندما تتمحور حكومة دولة ما بالكامل حول فرد واحد. فعندما تزيل هذا الشخص، تبدأ قطع الدومينو الأخرى بالسقوط. عندها، سيتنافس كل قائد عسكري وسياسي والأوليغارشيون على السلطة. عد بالزمن إلى عهد يوان شيكاي وعصر أمراء الحرب في الصين، هذا العهد الذي تميز بالفوضى بسبب الصراع الذي نشب بين الرئيس وبين العناصر الثورية بقيادة صن يات سن، إنما الفارق الآن هو وجود آلاف الأسلحة النووية الجاهزة للإستعمال. إذا تمت "الإطاحة" ببوتين، فسوف تدخل روسيا في صراع داخلي سيجعل الغرب يحن إلى أيام عهد بوتين. فخلال انهيار الاتحاد السوفياتي، شهدنا على انقلاب فاشل كاد أن يؤدي بروسيا إلى الدخول في حرب أهلية. وفي الفوضى التي أحاطت بالمرحلة الانتقالية، اكتسحت الأسلحة السوق السوداء، الأمر الذي حوّل القادة العسكريين إلى مجرد قاطعي طرق. حدث كل هذا حتى عندما كان ميخائيل جورباتشوف وبوريس يلتسين في السلطة. فتخيل ماذا سيحدث إذا لم يتم تعيين خليفة في السلطة".
وبحسب الصحيفة، "المشكلة هي أن بوتين ليس له خليفة واضح. على عكس عائلة الأسد في سوريا، فإن عائلة بوتين لا تقود روسيا. فالرئيس الروسي مطلّق ولا يُعرف أن كان لأبنائه أي انخراط في الحياة السياسية. كما وأنه أبقى حلفاءه السياسيين على الهامش من دون أن يكون لهم أي تأثير على قراراته. واعتقد الكثيرون أن رئيس الوزراء السابق دميتري ميدفيديف سيُنصب على أنه حامي بوتين، لكن استقالته أثارت بعض الشك، الأمر الذي سيؤدي إلى استبعاد حصول هكذا خيار. فالحقيقة هي أن نظام بوتين بُني حوله. عندما يحصل أحد الأشخاص على ترقية في الرتب ما سيسمح له بالوقوف إلى جانب بوتين ويصبح جزءا من حاشيته، فإن الرئيس سيُبقي هذا الشخص على الهامش. مع عدم وجود خطة واضحة للخلافة، فإن مستقبل روسيا بدون بوتين غير مؤكد".
وختمت الصحيفة، "قد يكون بوتين على استعداد لانتقال روسيا في المستقبل في ظل غيابه وذلك مع تقدمه بالسن، ولكن الإطاحة المفاجئة من شأنها بالتأكيد تقويض ما تبقى من استقرار لروسيا".