الأطعمة المنشطة جنسياً: حقيقة أم خيال؟

المحار، الموز، الشوكولا وغيرها من المواد الغذائية، يربطها الانسان تلقائيا وعفوياً بالجنس او الاغواء او تحفيز الطاقة الجنسية. تاريخياً، "آمنت" حضارات كثيرة بما يعرف بالـ "الاغذية الافروديتية" (Aphrodisiacs) نسبة الى آلهة الحب والجمال "افروديت" التي خرجت من داخل محارة بحرية رائعة كما تروي الأسطورة اليونانية، فلجأ السكان الى تناول مواد غذائية مختلفة بهدف تنشيط الرغبة وتحسين القدرة الجنسية والخصوبة. واذ لا تزال هذه المعتقدات راسخة حتى يومنا هذا، يبقى السؤال: هل أثبت طبياً وعلمياً ان لبعض الاطعمة علاقة مباشرة بالجنس واللذة؟ الدراسات تميل الى الاشارة الى ان هذه المعادلة مترسخة في عقول البشر فقط، كما تشرح اختصاصية التغذية كريستيل بدروسيان. وفي حديث لموقع "لبنان24" تشير الى انه "لا يمكن، من ناحية اخرى، التغاضي عن حقيقة علمية ومفادها ان الخلل او العجز الجنسيّ تسببانه، في كثير من الاحيان، عوامل اساسية مثل اتباع نظام غذائي غير صحيّ، عدم ممارسة الرياضة، الضغط النفسي... وعليه، يلجأ هؤلاء الاشخاص الى الاكثار من اطعمة معينة لاعتقادهم انها قادرة على تحفيز الحواس والرغبة الجنسية. ولكن هل تضعنا بعض الاطعمة فعلاً في مزاج الحب؟ "الاجابة هي نعم"، تقول بدروسيان، وتعقب: "لكن هذا الامر ليس مثبتا طبياً". يبدو اذاً أن المعتقدات الراسخة في عقول الاشخاص هي التي تلعب الدور الاساس في رسم هالة الحب والجنس والحميمية. وتلفت بدروسيان الى ان ثمة خمس فئات لتصنيف الاطعمة الافروديتية، وتعددها: - الانواع الحارة وتشمل البهارات مثل الكاري والفلفل، بمعنى آخر اي مادة غذائية تمدّ الانسان بالدفء والحرارة - الشكل: الاطعمة التي تشبه الاعضاء الجنسية او التي توحي بها مثلاً المحار والتفاح للنساء، الموز والجزر للرجال. - اعضاء الحيوانات التناسلية: ان تناول هذه الاطعمة من شأنها تحفيز الرغبة الجنسية، بالاضافة الى تناول "بطرخ" السمك او انواع معينة من الطيور - كل ما يعتبر او يصنف كـ "exotic" مثل الكاكاو ، او كل ما هو باهظ الثمن. - الاطعمة التي تحفز الحواس (النظر، الرائحة، المذاقـ الملمس) كالشوكولا الذي يذوب في الفم. باختصار، فإن الاطعمة الافروديتية هي تلك الحارة، الغنيّة، الناعمة والغريبة! بدروسيان تشير ايضاً الى ان الوهم او تحديدا ما يعرف بـ Placebo effect يلعب ايضا دورا في التحفيز الجنسي، اذ احياناً يربط الاشخاص طعاماً معيناً بمناسبة او تجربة خاضها وأمتعته، فتحرّك لديه المشاعر ذاتها. بمعنى آخر، فإن الفكرة بحدّ ذاتها، لا الطعام، هي المؤثرة هنا. وعلى رغم تأكيد بدروسيان الا اثباتات طبية على قدرة اغذية معيّنة على تحفيز الطاقة الجنسية، الا انها تشدد في المقابل على ان اتباع نظام غذائي صحيّ والابتعاد عن عدد من العادات السيئة ضروريان للتمتع بصحة بدنية جيدة، وبالتالي بصحة جنسية جيدة ايضاً. وعليه تنصح بتحسين النظام الغذائي عبر تناول المزيد من الخضار والفواكه، التقليل من اللحوم الحمراء، الحدّ من شرب الكحول (علما ان الدراسات اثبتت قدرة كمية صغيرة على زيادة الرغبة الجنسية، اي كأسان للرجال وكأس للنساء). وتضيف: "إن البدانة سوف تؤثر سلباً على اللياقة والقدرة الجسدية لممارسة الجنس، كما انها تؤثر على التوستيرون، اضافة الى شعور السيدات بخاصة بعدم الرضى عن اجسادهنّ فيفقدن الثقة بقدرتهن على الاثارة". وتدعو بدروسيان الى ممارسة الرياضة بانتظام لأنها تحمي الشرايين والقلب وتمدّ الاشخاص بالطاقة، وهي تحسن عملية القذف بالنسبة الى الرجال، كما تشير الى مضار التدخين ايضاً لا سيّما وان الدراسات اثبتت ان الرجال المدخنين معرضون لمشاكل في القذف بنسبة مرتين ونصف اكثر من غير المدخنين. وتختم بدروسيان مع نصيحة اخيرة تدعو فيها الاشخاص الى الاسترخاء والنوم لوقت كاف وحتى ممارسة اليوغا. ولم لا يشعل الشريكان عددا من الشموع ويشغلان موسيقى رومنسية لقضاء ليلة ممتعة وحميمية؟ الاكيد ان السيدات لن يفتهنّ وضع بعض قطع الشوكولاته على موائد هذه اللحظات. بحسب بدروسيان، "نعم انها مفيدة جدا لاحتوائها على مضادات الاكسدة وتساهم في التخفيف من ضغط الدم".