تحت عنوان " الحكومة والخيارات الجديدة ـــ القديمة: الحريري يتغير وعون كذلك" اعتبرت هيام القصيفي في صحيفة "الأخبار" أن معطيات التأليف الكثيرة تتبدل يومياً، وتتبدل معها التفاهمات. لكن الإيجابية التي يريد رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف إعطاءها للمشاورات الحكومية لن تترجم قريباً، مشيرة الى انه في جعبة الرئيس المكلف سعد الحريري اقتراحات عدة يطرحها اليوم أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا تهدف فحسب إلى الدفع بمسار تأليف الحكومة، بل أيضاً إلى الخروج من مأزق سياسي دخلته كل القوى السياسية في المرحلة الأخيرة، بعدما ظهر أن خريطة التحالفات والتفاهمات السياسية تتغير.
ولفتت القصيفي الى انه ليس سهلاً أن تتبدل المعطيات بعد الانتخابات النيابية، فتبدو القوى السياسية قد عادت إلى تموضعها القديم، مع بعض التغييرات الطفيفة، فرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يتحدث عن انتهاء التفاهم مع معراب، ويكاد ينعى اتفاقاً مسيحياً مشتركاً، ويصرّ على دوره شريكاً أساسياً في التأليف من الند للند مع الرئيس المكلف سعد الحريري. القوات اللبنانية تتمسك بالتفاهم، وتتبلغ من رئيس الجمهورية متابعته الخاصة لملف العلاقة معها، والحريري يعود إلى إحياء تفاهماته القديمة مع القوات ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري. تغير جوهري يضع رئيس الجمهورية أمام معطىً من نوع جديد، الأمر الذي جعله يعبّر عن استيائه من هذا التبدل في أداء الحريري، وملمّحاً إلى قدرته أيضاً على التغيير. فالحريري يتحدث بثقة عن صلاحياته في تشكيل الحكومة ويرفض المساس بها، ويطرح شروطاً لا يسهل تأليف الحكومة من دونها. وهذا أمر ليس بسيطاً في حسابات رئيس الجمهورية أو في معادلة "الماروني القوي."
وأشارت الى أن أمراً واحداً لم يتبدل في كل هذا المسار، هو تمسك عون بخريطة طريق يرسمها الوزير جبران باسيل، إلى تشكيل الحكومة، رغم ما تخلقه من حساسيات داخل صفوف التيار وداخل العائلة ومع كل القوى السياسية، وهو الذي حدد حتى الآن "حصته الصافية" في الحكومة التي بات معارضوه يطلقون عليها تسمية "حكومة باسيل الرئاسية".
وأكدت القصيفي أنه في ظل المعطيات المتوافرة، اقترح فريق الحريري حول حكومة من 24 وزيراً، بدلاً من ثلاثين. حتى الآن لم يلقَ الاقتراح تجاوباً من أي طرف، لأن ما يمكن حله في حكومة من 24 وزيراً يمكن أن يحل بحكومة ثلاثينية. ولا يبدو أن رئيس الجمهورية في وارد القبول بسقف أقل من 30 وزيراً، علماً أنه كان قد طالب بحكومة من 32 وزيراً لتمثيل الأقليات (العلويون والسريان).
وبما أن عقدة تمثيل القوات اللبنانية أساسية، كما تمثيل جنبلاط، نشطت الاتصالات في الساعات الأخيرة، وأدت إلى دخول عون بقوة على خط التأليف، وسيفتح في لقائه مع الحريري، اليوم، باب الحلحلة الحكومية عبر اقتراحات إيجابية، والأرجح تجاوباً مع الحريري الذين ينقل إليه مطالب القوات بالوزارة السيادية، علماً أن القوات ليست متمسكة بنيابة رئاسة الحكومة، في مقابل تمسكها بحقيبة سيادية وثلاثة وزراء، وبالتالي وعلى الرغم من الحديث أمس عن بعض الملامح الإيجابية في مسار التأليف، فإن أشد المتفائلين يتحدث عن مرور أسابيع قبل أن تولد الحكومة.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا