نبّه المطارنة الموارنة إلى أن "كل تأخير في تشكيل الحكومة سيمنع تفعيل الاقتصاد ويعرض الاستقرار المالي للاهتزاز"، وشددوا على "ضرورة التوصل إلى اتفاق على خطة وطنية شاملة في شأن النزوح وعودة النازحين إلى بلادهم تلتزمها الحكومة".
وكان المطارنة الموارنة عقدوا إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع، أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران يوحنا رفيق الورشا، جاء فيه:
- توقف الآباء عند سير المشاورات في شأن تشكيل الحكومة العتيدة، واسترعاهم النقاش المسيطر في شأن الحصص والأحجام، علما أن حكومة تتمثل فيها الأحزاب يعمل بالدرجة الأولى على اتفاق على سياسة الحكومة في الحقول كافة، حتى إذا أرسي هذا الاتفاق على قواعد الخير العام والعدالة الاجتماعية، يشرع المكلفون في التشكيل باختيار الأسماء التي ليس من الضرورة أن تكون جميعها من السياسيين، وإلا يخشى أن تكون الحكومة مجالا لتنازع القوى والمصالح الخاصة أو الحزبية الضيقة، وهذا عكس ما ينتظر منها في المرحلة المقبلة.
- يقلق الآباء ما تتسبب به التجاذبات السياسية السائدة من اهتزازات بنيوية في القطاعات الاقتصادية في لبنان، ومن تراجع في أكثر من مجال اقتصادي، بالرغم من الجهود التي تبذل على هذا الصعيد. ومعلوم أن القطاع المالي المستقر يتطلب تفعيل البنى الاقتصادية المنتجة. فكل تأخير في تشكيل الحكومة سيمنع تفعيل الاقتصاد ويعرض الاستقرار المالي للاهتزاز.
- تداول الآباء مراسيم التجنيس منذ سنة 1994 حتى اليوم، وتجاوزاتها للقوانين وتأثيراتها السلبية على العيش المشترك. لذا يهمهم أن يؤكدوا أن الجنسية هي على ارتباط وثيق بهوية الوطن وكرامته وسيادته ومصالحه العليا، وعلى أولي الأمر ألا يفرطوا بها تحت أي مبرر. ثم إن المتحدرين من أصل لبناني في بلدان الانتشار، والذين من بينهم شخصيات أثبتت حضورها على المستوى العالمي وفي الحقول المختلفة، هم أحق بالجنسية من سواهم. ويأمل الآباء تفعيل قانون استعادة الجنسية، وبت أمر آلاف الطلبات التي تنتظر جوابا منذ سنوات، وإعادة هذا الحق الى مستحقيه.
- تم التداول أيضا في موضوع النازحين السوريين وحقهم في العودة إلى وطنهم، فيشدد الآباء على مسألتين رئيسيتين: الأولى، ضرورة التوصل إلى اتفاق على خطة وطنية شاملة في شأن النزوح وعودة النازحين إلى بلادهم تلتزمها الحكومة، حتى تكون كلمة لبنان في هذا الخصوص مسموعة على المستويين الإقليمي والدولي. والثانية، ضرورة العمل على أساس هذه الخطة مع المرجعيات والمنظمات الدولية المعنية بشأن هذه العودة، لأن الأزمة في سوريا أكبر من أن يواجهها لبنان منفردا، أو بمعزل عن التنسيق الواضح والهادف مع تلك المرجعيات والمنظمات.
- يثير مشاعر اللبنانيين مشهد التفلت الأمني في مناطق البقاع اللبناني، والتعرض لهيبة الدولة بهذه الطريقة السافرة، وتصفية الحسابات بطريقة خارجة على كل القوانين والأعراف التي تحكم الدول، كما يشعر اللبنانيون بالعار من وجود أماكن في بلادهم تخضع لشريعة الغاب، تستباح فيها أقدس حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة، بارتكاب جرائم باستسهال كامل ومن دون وازع. إن هذا الوضع يحتم على الدولة فرض سلطة القانون، من دون تساهل أو تفاوض على حق اللبنانيين، كل اللبنانيين، بالعيش في أمان وسلام.
- ما زال موضوع المدارس وقانون سلسلة الرتب والرواتب والدرجات الاستثنائية التي فرضها يثير قلق أهالي التلامذة والجسم التعليمي وأصحاب المؤسسات التربوية، وقد اضطر بعض هذه المؤسسات الى أن يقفل أبوابه، وينهي خدمات عدد من المعلمين والموظفين. وكم من التلامذة سيجبرون على ترك مقاعد الدراسة لأن أهلهم لا يستطيعون دفع الأقساط المدرسية. لذا يكرر الآباء مطالبتهم الدولة أن تأخذ على عاتقها أقله بدل الدرجات الاستثنائية، فتخفف الأعباء عن كاهل الأهل والمدارس، وتتحاشى أن يحرم عدد من أبناء المجتمع اللبناني من ممارسة حقهم في اختيار المدرسة التي يريدون لأبنائهم، وهذا من أهم حقوق الإنسان وأقدسها.
- تحتفل الكنيسة خلال شهر تموز الجاري بأعياد بعض القديسين والشهداء الكبار أمثال الشهداء المسابكيين، وتلامذة مار مارون، ومار الياس النبي، ومار شربل. وفيما يقيم قداسة البابا فرنسيس مع بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية، يوم صلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط، السبت المقبل في مدينة باري بجنوب إيطاليا، يدعو الآباء أبناءهم الى مواكبة هذا الحدث بالصلاة سائلين الله أن ينعم على وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط بإيقاف الحروب والقتل والدمار، وبنشر الأمن والسلام العادل والدائم".