كتب طوني عيسى في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "لماذا أصبح عون والحريري "راس براس"؟" : "في النهاية، الرئيس سعد الحريري هو الذي سيؤلف الحكومة، لا سواه كما يهدِّد بعض 8 آذار. الجميع يعرفون ذلك. وفي أي لحظة، قد يفاجأ المشاهدون بحكومةٍ يتمّ فيها تدبير الحصص للجميع فلا يخرج أحد "زعلاناً"... شرط أن تُرضي بعض القوى الخارجية. ولكن حتى ذلك الحين، تَظهر المعركة وكأنها محصورة بطرفين فقط: الرئيس ميشال عون والحريري، وتبلغ المناورة حدود اللعب عند حافة الهاوية، ولكن بالتأكيد لا أحد سيقع فيها!
السؤال البديهي هو: ما الذي أوصل عون (ومعه "التيار الوطني الحرّ") والحريري إلى أن يصبحا "راس براس" في المواجهة السياسية وكأنهما القوّتان الوحيدتان على الساحة الداخلية؟ وفي تعبير أوضح، أين هو دور الطرف الأقوى، أي الثنائي الشيعي، في عملية التأليف؟ وهل يكتفي بدور المتفرِّج على اللعبة بعدما ارتاح الى أنه وحده سيسمّي وزراء الطائفة جميعاً؟
"الكباش" الداخلي يبدو في الظاهر بين عون والحريري، أي بين الرئاستين الأولى والثالثة، وفي طريقة جانبية بين المسيحيين والسنّة. ولكنّ "الكباش" الحقيقي هو الإقليمي والدولي، وتحديداً هو النزاع بين المملكة العربية السعودية من جهة (والمدعومة أميركياً)، وإيران من جهة أخرى. ولهذين المحورين حلفاء كلاسيكيون يخوضون المعارك عنهما في الداخل.
المحور الأول، السعودي المدعوم أميركياً، يمثّله الحريري ومعه فريق من المسيحيين (14 آذار). والمحور الإيراني يمثّله "حزب الله" ومعه فريق من المسيحيين ("التيار" وقوى 8 آذار).
اللافت في أزمة تأليف الحكومة أنّ "حزب الله" يغيب عن المواجهة المفترض أن يخوضها ضمن المحور الحليف لإيران، ويترك لـ"التيار"، وعون ضمناً، أن يخوض وحده المواجهة عن هذا المحور، ويكتفي مسيحيو 8 آذار (ودروزها) بـ"المساندة الخلفية".
• يعني ذلك أحد أمرين:
- إمّا أنّ "التيار" يفاوض بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن "حزب الله" في عملية تأليف الحكومة.
- وإمّا أنّ "الحزب" مرتاح إلى أن نفوذه في الحكومة العتيدة، هو وحلفاؤه، سيكون مضموناً. ومن الأفضل له أن لا يستفز بعض القوى العربية والدولية وإثارة حساسياتها بتظهير مطالبته بحصّة وازنة في الحكومة".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.