عاد نواب تكتل "لبنان القوي" والعونيون منهم إلى الحضور بشكل دوري إلى عين التينة، وخصوصاً خلال "لقاء الأربعاء النيابي"، في خطوة تحمل الكثير من الإيجابية من قبل "التيار الوطني الحرّ" وعهد الرئيس ميشال عون تجاه برّي، لكن هذه الإيجابية ترافقت مع خطوات "القوات اللبنانية" في هذا الشأن، والتي سبقت الخطوة العونية متخطية إشكالية عدم إنتخاب كتلة "القوات" لبري رئيساً لمجلس النواب.
من جانبها لا تحتاج "القوات" من برّي، وفق مصادر عليمة، سوى إلى علاقة عادية تساعدها على الحفاظ على علاقة مستقرة مع الحزب "التقدمي الإشتراكي" من دون أن تحرج الأخير بإشكال مع برّي، وهذا يعني الإستمرار بتأمين بيئة سياسية ملائمة لدخولها في الحكومة من دون أي قدرة لأي طرف على إقصائها.
وإذا كانت "القوات" ستستغل علاقتها الجيدة ببرّي بفض إشتباكها المباشر مع "حزب الله" من ضمن سياستها الجديدة بالتهدئة الإعلامية والخطابية مع جميع الأطراف، فإن الهدف المعروف – المجهول قد يكون كسب حلفاء قد يدعمونها في أي معركة مع العهد في المرحلة المقبلة وبالأخص بسبب العلاقة المتوترة بين برّي ورئيس "التيار" الوزير جبران باسيل من جهة وبين "القوات" وباسيل من جهة أخرى.
أما العونيون فهم يهدفون أولاً إلى قطع الطريق أمام الهدف القواتي الأخير، في محاولة لتفكيك أحلاف قد تعقد ضدهم في المرحلة المقبلة وستكبلهم وتكبل عهد الرئيس عون.
في حين أن الهدف الثاني يتمثل بإراحة "حزب الله" الذي بات في مرحلة الخلاف المحرج بدعم حليفه المسيحي في مختلف الملفات مهما كانت تفصيلية لعدم إزعاج برّي. لذلك فالعونيين الذي يحتاجون إلى دعم الحزب في السنوات المتبقية من عمر العهد سيعملون على تحسين علاقتهم ببرّي، الأمر الذي يجعله حيادياً في أسوأ الأحوال، وحليفاً متعاونا في أفضلها، علماً أن برّي يُعتبر الشخصية الأبرز التي تمتلك أوراق ضغط كبيرة على أي حكومة وأي عهد في لبنان...