منذ عدّة سنوات بدأ الحديث في إسرائيل عن قيام "حزب الله" بتأسيس "حزب الله" سوري على الأراضي السورية يضم عدداً كبيراً من المقاتلين السوريين، الذين يتولى تدريبهم وتجهيزهم، وقيادة جزء كبير منهم.
مع تقدم الحرب السورية زاد الحديث عن "حزب الله" السوري من قبل عدّة جهات معادية للحزب، في حين ركز الإعلام الغربي على المجموعات الشيعية المتعددة الجنسيات التي تقاتل في سوريا تحت قيادة إيرانية.
في الواقع، ووفق مصادر ميدانية مطلعة، لا تنظيم في سوريا يحمل إسم "حزب الله" – سوريا، بل مجموعات عدّة تقاتل تحت قيادات مختلفة في مناطق مختلفة من سوريا، أشرف "حزب الله" والإيرانيون على تدريبها وتجهيزها والعمل على كودرتها.
وتلفت المصادر إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المقاتلين السوريين، غالبيتهم من الطائفة الشيعية، شكلوا بالتعاون مع "حزب الله" ألوية ومجموعات عسكرية رديفة للجيش السوري ساهمت في القتال إلى جانبه خلال مراحل متعددة في حلب وحمص ودير الزور ودمشق.
وترجح هذه المصادر أن يكون عدد هؤلاء بين الـ 60 و80 ألف مقاتل، يعملون ضمن تشكيلات مستقلة، يديرها بشكل أساسي "حزب الله" مع حفاظها على إستقلالية لا بأس بها.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المجموعات قاتلت بشكل رئيسي في حمص والبادية السورية، وعلى رأسها "لواء الرضا"، وهو أكبر هذه الألوية وأهمها، مع وجود مجموعات أخرى في كل من حلب ودير الزور ودمشق.
وترى المصادر أن هذه المجموعات تكتسب إلى حدّ بعيد تدريباتها وخبراتها من "حزب الله"، حتى أنها ترتبط به بشكل عضوي.
وتؤكد المصادر أن المجموعة الأقرب إلى "حزب الله" هي المجموعة الأصغر والأكثر سرية، والتي تأسست في القنيطرة، والتي لم تتخذ حتى اليوم إسماً واضحاً وعلنياً، إذ يسميها بعض المتابعين بـ"المقاومة الإسلامية في سوريا"، وهي المجموعة التي تنشط على طريقة حرب العصابات في منطقة القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل.
وعلِم "لبنان 24" من مصادر سورية متطلعة أن هناك قراراً رسمياً سورياً بتسوية أوضاع جميع السوريين الذين قاتلوا إلى جانب المجموعات الإيرانية، أي إدخالهم إلى الجيش السوري شكلياً مع إبقائهم في مجموعاتهم الرديفة، كذلك سيتم تسوية أوضاع المتخلفين عن خدمة العلم .
من كل ما تقدم يمكن الحديث عن أن "حزب الله" – سوريا وفق المصطلح الإسرائيلي هو مجموعة منظمة من التنظيمات التي تضم مقاتلين شيعة من سوريا، وترتبط بشكل عضوي مع "حزب الله" اللبناني.