Advertisement

فنون ومشاهير

رلى حمادة: اخترت فلسطين لأنها اليوم والأمس والغد!

كارولين بزي

|
Lebanon 24
03-10-2019 | 01:30
A-
A+
Doc-P-631326-637056864126709593.jpg
Doc-P-631326-637056864126709593.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كانت تهدف إلى أن تترك بصمة في عالم المسرح ومسيرتها المهنية بمسرحية تتناول فيها فلسطين، فتركت بصمة في المسرح وفينا، لا يمكنك أن تشاهد "حنان" أو "أم خالد" ولا تعود لإنسانيتك، لشغفك ولحبك لفلسطين. 
Advertisement
اتخذت رلى حمادة قراراً السنة الماضية بأن تقدم عملاً تتناول فيه فلسطين، فكان لها ما أرادت. جسّدت قضية أمة وشعب بأكمله على المسرح في مسرحية "رسالة إلى آن فرانك". 
ما أن تُعتقل "وعد" ابنتها حتى يبدأ الجمهور يتعرف إلى "حنان" رسامة الكاريكاتير الناقدة اللاذعة للكيان الصهيوني، وسرعان ما يعتقلها ويعذبها ويغتصبها جنوده المحتلون، تتزوج فيعتقلون زوجها الصحافي المقاوم ثم يقتلون ولديها "خالد" و"مجد"، مع كل المعاناة وهدم منزلها مراراً، استقبلت في منزلها "آن فرانك" الفتاة اليهودية الهاربة من ظلم النازية، لتأتي إلى ذلك البيت الفلسطيني وتحذو حذو آبائها وأجدادها في الاحتلال والمكر والخداع. 
توضح رلى حمادة لموقع "لبنان 24"  كيف ولدت فكرة المسرحية وتقول: "قررت أن أقدم عملاً مسرحياً عن فلسطين، وتواصلت مع الكاتبة سمية شمالي وهي صديقتي، وفي دردشة أطلعتها على فكرتي إلا أنني لن أتمكن من كتابة النص، فكان جوابها بأن لديها فكرة "عن آن فرانك" (الفتاة اليهودية التي كتبت مذكراتها وهي مختبئة من النازيين في مستودع بأمستردام وكانت بسن الثالثة عشرة عندما اختفت مع عائلتها وتوفيت وهي في السادسة عشرة من عمرها)، ووجدت أن الفكرة ذكية جداً". 
فلسطين اليوم والأمس والغد
عن سبب اختيارها لفلسطين في هذا التوقيت، تقول: "اخترت فلسطين لأنها اليوم والأمس والغد وهي الأساس في كل ما حصل ويحصل وسيحصل، لا يجب أن ننسى ولهذا السبب هي فلسطين. وكان من المفترض أن أعرض المسرحية السنة الماضية ولكن بعدما تلقيت عرضاً لعمل تلفزيوني قررت أن أؤجل، وشعرت الآن أنني مضطرة على تقديمها ولكنني أجهل السبب". 
قدمت رلى حمادة معاناة شعب بأكمله بل وقضية أمة بأسرها من خلال رسالة إلى آن فرانك، وتلفت حمادة إلى ان الهدف كان تقديم العمل من وجهة نظر انسانية، وتضيف: "كل من دخل إلى المسرح حتى لو لم يكن متعاطفاً مع القضية خرج وهو متعاطف وهذا أعتبره شيئاً جميلاً، لأن التواصل مع الناس من منطلق إنساني لا بد أن يشعرنا بالتعاطف". وتتابع: "أعتقد ان المسرحية بمثابة وثائقي يصور القصة من البداية وحتى النهاية".
وتشير حمادة إلى أن اليهود صنعوا من آن فرانك رمزاً للبراءة والتضحية وهم بطبعهم أذكياء بالتسويق، وربما لو جاءت إلى فلسطين لأصبحت مثلهم، ولذلك حاولنا أن نقول أن أغلب الأطفال واليهود الذين تعرضوا للاضطهاد النازي جاؤوا إلى بلاد ليست لهم واحتلوها وفظّعوا بأهلها أكثر مما فعله النازيون بهم.  
قامت "حنان" بإيواء آن فرانك" اليهودية الماكرة التي حاولت سرقة منزلها، بل وقدمت لها الطعام والشراب، تعليقاً على احتضان "أم خالد" لعدوتها تقول: "انسانيتنا هي التي تتحكم بنا، ولكي نكون واثقين من هذه الخطوة قام مخرج المسرحية عوض عوض وهو فلسطيني الجنسية، بسؤال جدته التي لا تزال تحتفظ بمفتاح بيتها في فلسطين، إن قصدتها فتاة بسن السادسة عشرة جائعة وتشعر بالبرد ولكنها يهودية هل تستقبلها؟ فأكدت له أنها ستستقبلها لأنها لن تتركها بمفردها بهذا السن في الشارع، لذلك اقتنعنا أكثر بتعاطف "حنان" مع "آن فرانك".
أتقنت رلى حمادة اللهجة الفلسطينية وكأننا نتابع امرأة فلسطينية تتحدث عن معاناتها، وتلفت إلى أنها تعلمت هي ومدى حرب اللهجة الفلسطينية على مدى ثلاثة أشهر، على يد عوض الذي كان أستاذاً محترفاً.
الأم الفلسطينية
وعن تجسيد دور الأم الفلسطينية، تقول الممثلة اللبنانية: "تابعت الكثير من الفيديوهات والوثائقيات عن الأم الفلسطينية التي استشهد أولادها، على الرغم من أنها أم تبكي وتتأثر لفقدان أولادها وهو ما ينطبق على أهالي المقاومين ولكن في الوقت نفسه تشعر بالفخر والقوة ربما، شعور غريب عملت عليه لأقدمه على المسرح".
تنقلت رلى حمادة بين "أم خالد" المقاومة الفلسطينية والضابط الاسرائيلي الذي عذبها، عن التنقل بين الجلاد والضحية والفصل التام بينهما، تشير إلى أن تأدية الدورين ورؤية الموضوع من جوانبه كافة يساعد "أم خالد" بلعب الشخصية بإتقان وبقوة أكبر، ولاسيما عندما يرى الجمهور ما حصل معها في المعتقل بدل الحديث عنه فقط. 
استعان المخرج عوض عوض بمساحة المسرح كاملةً، تعليقاً على ذلك تقول: "هي المرة الأولى التي أعمل فيها مع مخرج يستخدم مساحة المسرح بأكملها من أولها إلى آخرها. كما أن عوض سينوغراف والمخرج بالوقت نفسه، حتى انه استخدم الجدران كخرائط". بالإضافة إلى الحجارة التي رممت فيها منزلها وكتب عليها أسماء شهداء فلسطين. 
لعبت دور "آن فرانك" الممثلة مدى حرب هي تلميذة LAU تعاون معها عوض سابقاً، وتصفها حمادة بأنها فتاة موهوبة فعلاً وبالشكل مناسبة للدور، وهي المرة الأولى التي تقدم عروضاً مسرحية أمام الجمهور. 
ومن عمق الألم استطاع صنّاع العمل أن يوجدوا مساحة للكوميديا في المسرحية. 
تجمع مسرحية "رسالة إلى آن فرانك" كل عناصر التشويق والعمق والدراما والكوميديا، كما أنها تستحق أن تجول العالم العربي وليس لبنان فقط، وتشير رلى حمادة إلى أنه يمكن تمديد المسرحية في حال امتلأ المسرح في العروض الأربعة الأخيرة وهي في 3 و4 و5 و6 تشرين الأول. 
 
كما ستقدم رلى حمادة وفريق العمل عرضاً لها في مدرسة العزم في طرابلس في السابع عشر من الشهر الجاري، وفي الثامن عشر منه على مسرح "الرابطة الثقافية" في طرابلس أيضاً. 
 
وتعتبر حمادة أنها ربحت معنوياً من خلال هذا العمل الذي كانت تهدف بأن تترك بصمة من خلاله، وكان رهانها صائباً، وتؤكد أنه سيخسر من لم يشاهد المسرحية وهي العمل المتكامل الذي لن نشاهده يومياً. 
لعشاق فلسطين وللذين يجهلون ما حصل مع الشعب الفلسطيني، شاهدوا "رسالة إلى آن فرنك" على مسرح مونو أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد، وفي طرابلس يومي 17 و18 تشرين الأول الجاري.      
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك