يشهد العالم سباقًا تكنولوجيًا محمومًا لإيجاد حلول لمشكلة الحرارة المهدورة في مراكز البيانات التي تستهلك كميات هائلة من الكهرباء، خصوصًا مع تضاعف الاعتماد على
الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. وفي خضم هذا التحدي، يبرز
الماس الصناعي كأحد أكثر المواد وعدًا في تبريد الرقائق الإلكترونية وتعزيز كفاءتها.
وبحسب تقرير لـ"
نيويورك تايمز"، فإن شركات التقنية الكبرى مثل "آي بي إم" و"
إنتل" تختبر حاليًا دمج قطع صغيرة من الماس الصناعي في المعالجات للحفاظ على برودتها. ويقول المهندس آر. مارتن روشايسن من شركة Diamond Foundry إن أكثر من نصف الطاقة في الرقائق الحديثة تُهدر كتيار تسرب، ما يجعل التبريد الفعّال ضرورة لا خيارًا.
ويُوضح المستشار الأكاديمي بجامعة سان
خوسيه، الدكتور أحمد بانافع، أن الماس يتمتع بموصلية حرارية تفوق السيليكون بعدة أضعاف، ما يجعله مادة مثالية لتبديد الحرارة في شرائح الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. ويضيف أن اعتماد الماس يمكن أن يخفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30 بالمئة ويُطيل عمر الأجهزة.
لكن الطريق أمام "الماس الإلكتروني" لا يزال محفوفًا بالتحديات، أبرزها كلفته المرتفعة وصعوبة دمجه في خطوط الإنتاج الحالية. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن التطور في تقنيات ترسيب الطبقات الذرية قد يفتح الباب لاعتماده على نطاق واسع في السنوات المقبلة.
ويقول الدكتور حسين
العمري، خبير الذكاء الاصطناعي في
وادي السيليكون، إن الماس ليس بديلًا عن السيليكون بل "حليفه الأقوى"، إذ يمكنه أن يحافظ على برودة الشرائح ويزيد من كفاءتها في مواجهة حرارة الذكاء الاصطناعي المتصاعدة.
وبينما تسعى الجامعات والشركات العالمية لاستثمار الحرارة المهدورة وتحويلها إلى طاقة عبر تقنيات جديدة مثل دورات رانكين العضوية (ORC)، يبدو أن الماس الصناعي قد يكون المفتاح الذي سيحوّل شرائح الحوسبة من "مصادر حرارة" إلى "معجزات تكنولوجية باردة".
(إقتصاد سكاي نيوز)