أفادت الدكتورة
داريا خايكينا أخصائية الغدد الصماء، بأن إجبار الطفل على تناول كل الطعام الموجود في صحنه، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ونشوء عادات غذائية سيئة في
المستقبل.
ووفقا لها، فإن إقناع الطفل بتناول "ملعقة للأم وملعقة للأب وملعقة لـ..." غير صحيح. وهناك عبارات تهديد مألوفة للكثيرين منذ الطفولة، مثل: "لن تغادر المائدة حتى تنتهي من تناول الطعام" أو "لن تذهب للعب مع أقرانك" وغيرها. قد تبدو هذه العبارات بريئة، لكنها في الواقع تخفي عادات غذائية سيئة سيعاني منها الطفل طوال حياته.
وتشير الطبيبة إلى أن الطفل قد يفقد الشعور بالجوع والشبع، لأنه عندما يُجبر على تناول الطعام، يتعلم تجاهل إشارات جسده. وبما أن أحدا لا يسأله "هل أنت جائع؟"، يضطر إلى تناول كل الطعام في الصحن. ومع مرور الوقت، يؤدي هذا إلى الإفراط في تناول الطعام وعدم القدرة على التمييز ما إذا كان يريد الطعام حقًا.
وتقول: "لذلك نلاحظ أن البعض لا يستطيعون التوقف عن تناول الطعام، وأن البعض لا يشعرون بالشبع، لكنه في النهاية يدرك أنه أفرط في الأكل، ويفهم الآخر أنه يجب التوقف عن تناول الطعام لكنه لا يتمكن من ذلك".
ووفقا لها، فإن الطفل الذي يُقنع باستمرار أو يُهدد أو يُجبر على تناول الطعام يعتبر الأكل عقابا، ما يمنعه من تكوين علاقة هادئة وثقة مع الطعام. ويؤدي هذا مستقبلا إلى رفض تناول الطعام عند البعض، وتناول الطعام كوسيلة للتوتر لدى البعض الآخر.
وتشير إلى أن تغذية الطفل قد تكون صعبة فعلا، لأن الأطفال في معظم الحالات لا يرغبون إلا في تناول أطعمة محددة، وهذا ليس نظاما غذائيا متوازنا. لذلك، من الضروري تعليم الطفل تناول الطعام "بشكل صحيح". ولتحقيق ذلك، تقدم بعض النصائح.
وتقول: "قدّموا الطعام للطفل، ولكن لا تجبروه على تناوله. ولا داعي لتحويل عملية الأكل إلى ساحة معركة. ويجب اعتبار رفض الطعام رد فعل طبيعي. لا يريد؟ هذا طبيعي، يمكن أن يتناوله لاحقا. وإذا كان الطفل نشيطا، وينمو، ويكتسب وزنا، فهذا يعني أنه يحصل على كفايته. ولا داعي لإدخال ملعقة إضافية، فهناك قواعد تحدد حصصا مشروطة للأطفال. كل شيء فردي".
وتوصي الطبيبة بالتوقف عن مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة والأجهزة الإلكترونية أثناء تناول الطعام، حتى لا يتشتت انتباه الطفل ويفهم متى يشبع.
وتقول: "مهمة الأم هي تقديم الطعام وليس إجبار الطفل على تناوله، لأن تكوين سلوك الأكل لا يقتصر على قائمة الطعام فقط، بل يشمل الأجواء حول المائدة أيضا. فكلما كانت الأجواء أكثر هدوءا واحتراما، كانت علاقة الطفل بالطعام أكثر صحة
مدى الحياة".