Advertisement

صحافة أجنبية

لا تتركوه وحيداً...

عبد الفتاح خطاب

|
Lebanon 24
08-12-2015 | 01:07
A-
A+
Doc-P-90999-6367053389310569831280x960.jpg
Doc-P-90999-6367053389310569831280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تترقرق الدموع خفية في عينَيْ حسين يوسف، ويخفيها، ويغالبها، هذا الرجل الصابر المؤمن صاحب الكلمة الطيّبة، والد الإبن البكر الجندي المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف. يتكابر على الغصّة وينظر إلى خيم الاعتصام التي فرغت من معظم الأهالي بعد أنْ رجع إليهم أولادهم المختطفون لدى «جبهة النصرة». هو فرح بصدق لفرح الأهالي .. لكن فرحه كان ممزوجاً بالأسى العميق والحسرة والوجع. لو تسنّى لهذا الرجل الأبيّ لأطلق البركان الثائر في أعماقه وصرخ في وجه البشرية جمعاء: «افعلوا شيئاً غير إطلاق التصريحات وإظهار مشاعر المواساة .. أعيدوا لي فلذة كبدي .. أريد أنْ أضمّه إلى صدري، وأن أشبع شوقي إليه وإلى رائحته .. أودُّ استعادة مجرى حياتي». هو يبيع عمره، فقط كي يطمئن على ولده الذي لا يدري عنه شيئاً منذ أكثر من عشرة أشهر. ستعود حياة أهالي العسكريين المحرّرين إلى سابق عهدها، ربّما مع بعض الذكريات المُرّة، وسيظل أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» يتجرّعون المزيد من كأس الانتظار المرّ. وحده حسين يوسف (ربما مع قلائل) سيجلس على كرسيه، في زمهرير البرد والصقيع، ينفثُ دخان سيجارته بمرارة، ويتأمّل بانكسار الخيم الفارغة، وجحافل المارّة غير المبالين في ساحة رياض الصلح، ويراجع في ذهنه المُنهك، مِراراً وتكراراً، تفاصيل مأساته. أقلّ الإيمان والأفعال ألا ننسى العسكريين المحتجزين لدى «داعش»: المعاون ابراهيم مغيط، العريف علي المصري، العريف مصطفى وهبة، الجندي أوّل سيف ذبيان، الجندي علي الحاج حسن، الجندي عبد الرحيم دياب، الجندي محمد يوسف، الجندي خالد حسن، الجندي حسين عمار، وجثة الشهيد العريف عباس مدلج. ادعوا لهم بالفرج القريب.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك