كتبت جويل بو يونس في" الديار": على ابواب الجلسة الحكومية المرتقبة في 5 ايلول، وفيما كانت انظار اللبنانيين والعالم تتجه الى الكلمة التي سيلقيها
رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الاحد الماضي، اطل صاحب الباع
الطويل في السياسة
اللبنانية بكلمة متلفزة، حبك مضمونها بعناية العارف بدقة المرحلة وحنكة الرجل الذي عاصر اصعب الازمات وشكل على مر السنوات صمام امان للبنان.
عرف
بري كيف يمسك العصا من الوسط، وضع النقاط على حروف الكلام بلغة واقعية تقر بدفع ثمن غال لكن لا بالاستسلام والهزيمة من جهة، وتترك نافذة واسعة لمخرج مشرف لحصرية السلاح اساسه الحوار واستراتيجية الامن الوطني مع الحفاظ على الثوابت: "السلاح شرفنا وقوتنا"، اذ قال: مستعدون لنقاش هادئ تحت سقف الدستور والبيان الوزاري والقرارات الدولية، ولكن لا تحت وطأة التهديد أو الضغوط الخارجية.
ولكن ماذا بعد خطاب بري؟ ما مصير جلسة 5 ايلول التي تم نقل موعدها من الثلاثاء الى الجمعة افساحا للمجال امام الاتصالات السياسية؟
مصادر موثوقة مطلعة على جو الاجتماعات التي تكثفت بالساعات الماضية ولا سيما اللقاء الذي جمع امس رئيس الوزراء نواف سلام برئيس الجمهورية جوزاف عون في بعبدا، كشفت لـ "الديار" بان اتجاه الوزراء الشيعة هو للمشاركة بروح إيجابية، في جلسة الجمعة لكن المفاوضين ابلغوا المعنيين عبر الوسطاء بان وزراء الثنائي وفي حال كان اتجاه جلسة الجمعة للذهاب على غرار جلسة 5 و7 اب قرار بالتصويت فهم سينسحبون من الجلسة.
وكشفت المعلومات فان اي سيناريو لم يحسم بعد لما ستخرج به جلسة الخامس من ايلول لكن المؤكد هو ان قائد الجيش رودولف هيكل سيعرض تصور الجيش لخطة حصرية السلاح مع انفتاح على الرد على كل الاسئلة والاستيضاح الذي يطلبه اي وزير. وفي هذا الاطار، لفتت مصادر متابعة عبر الديار الى ان النقطة التي لا تزال عالقة هي امكانية ذهاب الامور حد اتخاذ قرار بالتصويت وهذا ما لن يقبل به وزراء الثنائي، مشيرة الى ان الاتصالات الراهنة تدور حول هذه المسألة تحديدا ومحاولة اقناع الرئيس سلام بعدم تفجير الجلسة عبر الاصرار على هكذا قرار.
وعن هذا المخرج تحديدا، تحدثت المصادر المتابعة عن سيناريوهينيطرحان في الكواليس الاول هو ان يعرض هيكل تصور الجيش على ان يستكمل النقاش في وقت لاحق وجلسات اخرى ما يعني عمليا الا تكون جلسة الجمعة هي الجلسة الحاسمة التي ستتخذ القرار بالتوقيت والمهلة المعطاة لحصر السلاح على كل الاراضي اللبنانية.
وتكمل المصادر بان الارجح الا يكون هناك جدول زمني انما سيتم تحديد مهل زمنية للمراحل التي يتطلبها تنفيذ خطة الجيش لحصر السلاح ولاسيما انها ستمتد على مراحل متعددة، كأن يقال مثلا بان المرحلة الاولى تتطلب شهرا لانجازها والثانية شهرين وغيرها من المراحل.
وتتابع المصادر بان السيناريو الثاني يقول بانه في حال كان التوجه هو لاتخاذ قرار حاسم في جلسة الجمعة، فالعمل جار كي يكون هذا القرار مقرونا بوجوب ان يحصل الانسحاب الاسرائيلي اولا ولاسيما ان رئيس الجمهورية مصر على تنفيذ 3 امور: اولا حصرية السلاح لكن شرط الا يضر بالسلم الاهلي، ثانيا الانسحاب الاسرائيلي واعادة الاسرى وفق اتفاق 27 تشرين، وثالثا اعادة الاعمار ووجوب ان يبدي المجتمع الدولي التزاما اكبر بهذه المسألة.
وعليه، تشير المصادر الى ان المعنيين يدركون تماما ان الجيش وحتى هذه اللحظة لم ينه المهمة حتى اللحظة في جنوب الليطاني بشكل كامل لافتقاده للمعدات والعناصر وبالتالي فليس من الامر السهل ان يتم وضع الجيش امام هكذا واقع دون تأمين بضمانة اميركية الخطوة المطلوبة من اسرائيل اولا وهي الانسحاب من الاراضي التي احتلتها تسهيلا لمهمة حصرية السلاح، وتقول المصادر: انطلاقا من هذا الواقع الذي يدركه تماما قائد الجيش الذي كان اصلا ابلغ المعنيين على خط التفاوض بانه لا يمكن تنفيذ الخطة الجاهزة الا بتأمين التوافق السياسي اي توافق كل الاطراف بمن فيهم
حزب الله وليس فقط الغطاء السياسي المطلوب حكوميا، فالارجح الا تخرج جلسة الجمعة بقرار تنفيذي على ارض الواقع وان يستكمل النقاش لاحقا مع عرض مفصل للمراحل التي باتت جاهزة بخطة الجيش وجداولها الزمنية.
وبالانتظار، تجزم اوساط مطلعة على جو ما يدور في كواليس الاجتماعات بان لا عون ولا سلام يريدان جر البلد لما لا تحمد عقباه، وتقول: ورقة براك لم تسقط لكن مفاعيلها جمّدت بعد رفضها من قبل اسرائيل بانتظار ما قد يعود به
الاميركي الذي لا يزال يفاوض الاسرائيلي، كاشفة عن زيارة جديدة لمورغن اورتاغوسالى
بيروت من دون تحديد موعد لها. وفي اطار الحديث عن الموفدين، تؤكد الاوساط بان المعنيين بلبنان تبلغوا من السفير الفرنسي بزيارة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الايام القليلة المقبلة الى بيروت متابعة لمرحلة ما بعد التجديد لليونيفلولخطة حصرية السلاح كما لما تعمل عليه باريس من التحضير لمؤتمر دعم للبنان كما لمؤتمر ثان يكون مخصصا لدعم الجيش اللبناني من دون ان يعقد حكما على الاراضي
الفرنسية.