عقد النائب غسان سكاف وعقيلته ميسم لقاء وطنيا جامعا تخلله غداء تكريمي لرؤساء بلديات البقاع الغربي وراشيا في دارته في عيتا الفخار، بحضور عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل ابو فاعور، رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال ياسر خليل، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ نظام مهنا، رئيس اتحاد بلديات السهل محمد المجذوب، رئيس اتحاد بلديات البحيرة إسكندر بركة، قائمقام راشيا نبيل المصري، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، المفتي الشيخ علي الغزاوي، مطران زحلة والبقاع للروم الارثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، المطران نيفون صيقلي ممثلا بطريركية أنطاكيا للروم الأرثوذكس، مطران زحلة والبقاع الغربي وراشيا للموارنة المتروبوليت جوزيف معوض، مطران زحلة والبقاع للروم الكاثوليك ابراهيم إبراهيم ممثلا بالأرشمندريت إيلي المعلوف، مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي ممثلا برئيس دائرة أوقاف راشيا ابراهيم الحسين، مستشار الرئيس سعد
الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، رئيس دائرة أوقاف البقاع الشيخ عاصم الجراح، عضو المجلس المذهبي الدرزي السابق الشيخ ابو ربيع أسعد سرحال، كاهن رعية عيتا الفخار الاب متري الحصان، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى محمد العجمي، وعدد كبير من رؤساء بلديات ومخاتير البقاع الغربي وراشيا وحشد من الفعاليات.
وكانت كلمة لسكاف قال فيها: "هذا الجمع اليوم، يثبت أننا في البقاع موحدون متضامنون من كل الطوائف والمذاهب، وأننا بكل فخر نعطي أمثولة لكل
لبنان بنبذ الطائفية والمذهبية في وطن لكل أبنائه. هذا ما عودتنا عليه منطقتنا الحبيبة في البقاع الغربي وراشيا عبر التاريخ. في السياسة اليوم، لنقولها بصراحة تام، إن الفرصة التي أتاحها إضعاف العدو
الإسرائيلي لإيران وحزب الله في الحرب الأخيرة، قد أتاحت للدولة
اللبنانية بدء اعادة تكوين مؤسساتها، ولكن هذه الفرصة بدأت تتضاءل أو تضعف ولن تتكرر، ما سيضعف الثقة من الخارج بقدرة لبنان عى الخروج من الأزمة. ولنقولها بصراحة أكبر، نحن ما زلنا في هذه المنطقة في حرب كبرى يتخللها هدنات مفخخة ، وحرب نتنياهو لتغيير
الشرق الأوسط لم تنته. فتصريحات توم باراك ومواقفه النارية الأخيرة تثير القلق وتعطي اسرائيل مبرراً لإستباحة لبنان مجددا، وتمهّد الغطاء السياسي لنتنياهو لتوسيع حربه على لبنان. فالواقع مقلق جدا ولا يبشر بالخير حتى الآن، والتصعيد ربما سيكون سمة المرحلة المقبلة، وللأسف، نحن في الداخل نتلهى بإضاءة صخرة الروشة في اشارة إلى انقسام مذهبي حاد في لبنان، قد يؤدي بما تبقى لنا من وحدة داخلية. بالله عليكم، لماذا نصر نحن اللبنانيون على إبقاء جنوب لبنان ساحة داخلية لتصفية حسابات بين إيران وإسرائيل؟ ولماذا نصر ايضاً على إبقاء الجنوبيين وكل اللبنانيين وقوداً لحروب الآخرين؟"
أضاف: "كلنا أمل أن يكون موقف باراك هو موقفه الشخصي، بعد أن حُيد عن ملف لبنان، وأن لا يحظى موقفه الأخير بغطاء سياسي من واشنطن فلا نذهب نحن اللبنانيون ضحية تجاذب ضمني بين المعلن والمضمر في موقف الإدارة الاميركية، لأن لبنان اليوم يراهن على دعم واشنطن في مسيرته الأمنية والاقتصادية وفي لجم اسرائيل من الجنوح الحربي فوق أراضيه. التفاهم الداخلي وحده قادر على تحصين الدولة ومؤسساتها ولا بديل عن اتفاق الطائف سوى تطبيقه. لكن اتفاق الطائف عام 1989 لم يكن ثمرة توافق داخلي فقط ، بل كان نتيجة تفاهمات إقليمية ودولية شملت ايضا المملكة العربية
السعودية وسوريا وإيران ما أتاح تمريره. فهل نحن على أبواب استحضار نموذج الطائف مجددا اليوم وإن بظروف مختلفة؟ الاستقرار القائم على تسويات خارجية فقط هو استقرار هش وقابل للانهيار مع أي تبديل في موازين القوى، وهنا نخشى أن تكون جولات المبعوثين الدوليين، وفي غياب توافق داخلي متين، فولكلوراً يستغله الخارج لجعل التوقيع النهائي على أي اتفاق أقلّ ذلاً وذلك بعد اتفاق الذل الماضي الذي سمح بمئات الاختراقات والاغتيالات والمجازر، والتي كان آخرها مجزرة أطفال بنت جبيل".
وختم: "لنذهب جميعا كلبنانيين إلى توافق داخلي يحصن ساحتنا الداخلية قبل أن تفاجئنا اسرائيل بحرب جديدة ، وليكن هذا الجمع الكريم من أبناء البقاع الغربي وراشيا نموذجاً للعيش الواحد يُحتذى به في كل لبنان".
الغزاوي
وكانت كلمة للمفتي الشيخ علي الغزاوي قال فيها:ه"ذه الوجوه المجتمعة في هذه الدار تمثل الصورة الحقيقية لهذا الوطن الذي كما أرضه سماؤه وكما ترابه نباته يريد من أهله أن يبقوا على صورتهم ليبقى لبنان من خلال صورتهم وبين يدي هذه الوجوه الكريمة من صاحب هذا الدار سعادة الدكتور غسان سكاف وبحضور صاحب المعالي وكذلك صاحب السماحة مفتي راشيا ممثلاً بفضيلة الشيخ إبراهيم فضيلة الشيخ أسعد سيادة المطارنة أصحاب الفضيلة والسعادة البلديات".
أضاف: "نحن في هذه الأيام التي نعيشها وضمن هذه المنعطفات التي لربما نعيشها ألماً، ولكن نغلّب الأمل على الألم ونغلّب المحبة على الكراهية، ونغلّب أن ينتصر الوطن حتى يبقى الوطن لكل ما فيه، ولذلك نحن بحاجة اليوم أن نضيء العقول حتى من خلال تلك العقول يضيء الوطن، فإذا كان في الوطن ضوء كان الحجر مضيئاً وكان التراب مضيئاً وكان النبات مضيئاً. وأما أن يكون هناك إضاءة لمكان على حساب الدولة فنقول آن الأوان ان لا يفهم أحد أن الدولة خصم لأي من أبنائها، إن الدولة هي للكل وعلى الجميع أن يعيش في خدمة الدولة وفي قوتها، وعندما تقوى دولتنا سنكون جميعاً أقوياء وعندما تضعف دولتنا سنكون جميعاً ضعفاء، فإن قوة دولتنا من خلال وحدتنا وإن قوة دولتنا من خلال وحدة شملنا في دولتنا، هناك دولة ومواطن ، صحيح أن الله شاء أن نكون طوائف متعددة في هذا الوطن، ولنكن كما هذا الوطن، هو متعدد الطوائف، ولكن من خلال ذلك كما قال بابا الفاتيكان عندما زار لبنان:" إن لبنان هو رسالة فليكن هذا التعدد رسالة للعالم كله. الناس باستطاعتهم أن يعيشوا مع بعضهم وبإستطاعة تعددهم ان يبني دولة واحدة وباستطاعة من كانوا في مناطق متعددة أن يكون الوطن هو العنوان حتى نكون كلنا على أرض واحدة وفي هدف واحد".
وتابع: "أمام تلك التحديات التي يعيشها لبنان من الخارج، نحن بحاجة أن ننادي كل العالم، إن لبنان هو جسر الغرب إلى العرب، وجسر العرب إلى الغرب، فليحفظ الجميع هذا الجسر حتى تبقى من خلال تلك الجسر تلك المودّة التي نريدها أن تسود العالم كله".
وختم: "شكراً لمن جمعنا وشكراً لمن حضر معنا وإلى مزيد من اللقاءات نحن لسنا تحت عنوان لقاء سياسي ولا انتخابي ولكن عنواننا هو أن يظهر الدكتور غسان وحدة مجتمعنا ووحدة أرضنا وصورة بقاعنا".
الصوري
وقال المطران انطونيوس الصوري في كلمة: "بداية نشكر الرب على هذه الجمعة الجميلة مع الوجوه الطيبة صاحب السيادة أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة وكل الفعاليات الموجودة، الشكر الكبير لربنا وللدكتور غسان الذي جمعنا اليوم بهذه الجمعة جمعة المحبة محبة الوطن الذي يجمعنا جميعاً ومحبة ربنا ايضاً التي تجمعنا، لا شك اليوم، بأن بلادنا امامها تحديات كبيرة وايضاً امامنا فرصة كبيرة لبناء دولة القانون والمؤسسات الذي كل لبناني يطمح لها، بالحقيقة وفي هذا الزمن بالذات، نحن بحاجة الى ان نلتقي جميعنا ان نتحاور ان نصل إلى كلمة سواء جميعاً. لان اليوم طريق الحلول لكل شيء هو بالحوار، هذا هو الطريق السليم جميعنا بهذا الوطن نشكل هذه الرسالة المميزة التي هي رسالة العيش الواحد والمشترك بين أبناء الله، بين عباد الله بين البشر الذي للأسف بالمنطقة يوجد مشروع هو عكس هذا المشروع، مشروع تقسيم المنطقة إلى مناطق طائفية أو مذهبية. لبنان هو رسالة جمع لا رسالة تفرقة هو الإنسان والإنسانية لا رسالة التمييز العنصري ولا التمييز الديني، لهذا السبب نحن علينا أن نتمسك جميعاً بوحدتنا كلبنانيين يجب ان نصبر على بعضنا البعض قليلاً ونتحاور أكثر ونريد هؤلاء الحكماء بكل مكان بكل بقعة بهذا البلد ان يعملوا اليوم لأجل تذليل كل الصعوبات التي تواجه مسيرة هذه البلاد، لبنان هو بلد الحياة هو بلد الفرح بلد المحبة وبلد الخير وبلد الثقافة الإنسانية العميقة والرسالة الإلهية لان هو ايضاً بلد الإيمان النابع من هذه الارض".
وختم: "لهذا السبب اليوم من هذه الدار هنا جميعنا مجتمعين نرفع النداء إلى الوحدة نداء إلى التحاور نداء إلى تغليب مصلحة الشعب والوطن على اي مصالح خاصة او مصالح تختص بجماعة دون أخرى، نحن جميعنا جماعة واحدة يجب ان نكون، وجميعنا في النهاية هذا المركب الذي اسمه لبنان جميعنا فيه يغرق، فنغرق جميعاً، يصل الى بر الأمان جميعاً نصل الى بر الأمان، فإن شاء الله رجاؤنا عبر الحكماء في هذا البلد والسياسيين على أمثال الدكتور غسان الذين هم يريدون ان يجمعوا ويحاوروا، نحن لدينا ثقة في الرب بداية واتكال عليه نحن كرجال نخدم الإيمان بالصلاة و ان شاء الله بنعمة الرب رجاؤنا كبير ان هذا البلد الى خير في اقرب وقت، والله يبعد الحروب والضربات و يبعد كل شر عن هذا البلد".