يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا يوم الأحد، في زيارة يقول إنها تستهدف التوصل إلى إطار سلام لإنهاء الحرب الروسية، وسط تصعيد ميداني متبادل بين الطرفين.
وفي رسائل صوتية للصحافيين يوم السبت، شدد زيلينسكي على أن الضمانات الأمنية التي تعرضها
واشنطن تُعد أساسية لضمان سلام مستدام، وأن نطاقها يرتبط بما سيكون
ترامب مستعداً لتقديمه. وقال خلال جلسة أسئلة وأجوبة عبر تطبيق "واتساب": "بالنسبة لنا، من المهم جدًا أن تكون هناك إشارة واضحة إلى أننا نريد ضمانات أمنية ملزمة قانونيًا"، مضيفاً: "هذا يعتمد في المقام الأول على الرئيس ترامب. والسؤال هو: ما الضمانات الأمنية التي سيكون الرئيس ترامب مستعدًا لتقديمها لأوكرانيا؟".
وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز"، من المقرر أن يلتقي زيلينسكي ترامب يوم الأحد في فلوريدا، بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وإجراء مكالمات هاتفية مع قادة أوروبيين يوم السبت. وقال زيلينسكي إنه سيجري محادثات عن بُعد مع قادة أوروبيين "لتبادل تفاصيل الوثائق التي سأناقشها مع رئيس الولايات المتحدة".
وفي سياق الدور
الأوروبي، نقلت "إن بي سي نيوز" عن متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ستشارك في الاجتماع عبر الإنترنت، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن القادة
الأوروبيين جرى تهميشهم إلى حد كبير في المفاوضات الرئيسية، مع استمرار نقاشاتهم حول الضمانات الأمنية والتمويل.
وقال مسؤول أوكراني مطّلع على التحضيرات لاجتماع الأحد إن الجانب الأوكراني يستعد لبحث ملف الضمانات الأمنية، إلى جانب قضايا الازدهار الاقتصادي وإعادة الإعمار، مع حديث أيضاً عن احتمال عقد مؤتمر صحافي مشترك بين ترامب وزيلينسكي لعرض نتائج الاجتماع. وفي دردشة عبر "واتساب" مع صحافيين أوكرانيين، قال زيلينسكي: "الخطة ذات النقاط العشرين التي نعمل عليها أصبحت جاهزة بنسبة 90%"، مشيراً إلى أن فرق التفاوض حققت "تقدمًا كبيرًا"، مضيفاً: "مهمتنا هي التأكد من أن كل شيء جاهز بنسبة 100%".
ومع انطلاق رحلته، كتب زيلينسكي في منشور سابق على منصة "إكس" أن
روسيا إذا "حوّلت حتى فترة عيد الميلاد ورأس السنة إلى وقت لتدمير المنازل وحرق الشقق السكنية وتخريب محطات الطاقة، فإن هذا النشاط المرضي لا يمكن الرد عليه إلا بخطوات قوية وحقيقية"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تمتلك هذه القدرة، وأوروبا تمتلك هذه القدرة".
ميدانياً، أعلنت
وزارة الدفاع الروسية يوم السبت أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 111 طائرة مسيّرة أوكرانية ودمرتها خلال ثلاث ساعات فوق ست مناطق روسية، بينها ثمان فوق موسكو. وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن 11 طائرة مسيّرة أخرى كانت متجهة إلى العاصمة تم إسقاطها لاحقاً، بينما ذكرت هيئة الرقابة على الطيران "روسافياتسيا" أن مطاري فنوكوفو وشيريميتييفو فرضا قيوداً مؤقتة على المجال الجوي لدواعٍ أمنية.
وفي المقابل، قال
وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمنكو إن قذائف روسية كثيفة استهدفت في وقت مبكر من صباح السبت العاصمة كييف ومحيطها، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 20 آخرين، مع تضرر أكثر من 10 مبانٍ سكنية. وأدت الضربات إلى إغلاق مؤقت لمطارين في جنوب شرق بولندا بعد دفع القوات الجوية البولندية بطائرات مقاتلة، بحسب ما أعلنت وكالة خدمات الملاحة الجوية البولندية عبر منصة "إكس".
وقال زيلينسكي يوم السبت إن 500 طائرة مسيّرة روسية و40 صاروخاً استهدفت البلاد، فيما ذكر الكرملين أن القوات الروسية سيطرت على بلدتي ميرنوهراد في منطقة دونيتسك وهوليايبول في منطقة رابوريجيا، كما أعلن أن الرئيس فلاديمير بوتين تفقد أحد مراكز قيادة القوات المسلحة الروسية وتلقى تقارير من رئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف وقادة مجموعتي "الوسط" و"الشرق". (العين)