عبر تحضيرات متصاعدة، يواصل الحزب "التقدمي الإشتراكي" استعداداته للانتخابات النيابية المُقبلة في أيار 2026، وذلك من دون استبعاد إمكانية تأجيل الاستحقاق بضعة أشهر كما يُشاع في كواليس الأوساط السياسية.
في الشوف – عاليه، حيث عرين "الإشتراكي"، يتم صوغُ التحالفات بشكل دقيق، وفق ما تكشف مصادر مقربة من "التقدمي" لـ"لبنان24"، مشيرة إلى أنّه "لا شيء محسوما سوى بعض أسماء الترشيحات، بينما هناك شخصيات أخرى يجري البحث في أسمائها ريثما الوصول إلى صيغة نهائية بشأنها".
حالياً، فإن المعركة لدى "الإشتراكي" هذه المرة اختلفت عن انتخابات العام 2022. حينها، فإنّ ترشح الوزير السابق وئام وهاب مهّد لنزالٍ كبير على المقعد الدرزي الثاني في الشوف، فيما الأول حُسِم للنائب تيمور جنبلاط، وسيُحسم له في استحقاق العام 2026.
حتى اليوم، فإن وهاب لا يزال خارج السباق الانتخابي ولا ترشيح، ما يجعل الساحة الدرزية مفتوحة أمام الرئيس السابق لـ"التقدمي" وليد جنبلاط، الأمر الذي ينزع تماماً "المطبات" أمام الشخصية الدرزية الثانية التي سيخوض جنبلاط استحقاقه عبرها، وبالتالي تثبيت الساحة لصالح نجله تيمور وجعل السياق الانتخابي أمام ارتياح واضح.
في الواقع، فإن معركة جنبلاط على المقاعد الدرزية في الشوف – عاليه، وإن كانت حدتها تراجعت نسبياً رغم وجود منافسة، تُعتبر مفصلية أيضاً على صعيد ما بعد الانتخابات، خصوصاً أن جنبلاط يسعى لتكوين قاعدة درزية خاصة به تتيحُ له الحفاظ على حصرية ترشيح الوزراء الدروز للحكومة المُقبلة.
ما سيدعم جنبلاط هذه المرة هو التحالف بينه وبين
رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتقول مصادر مقربة من حركة "أمل" لـ"لبنان24" إنّ الحلف بين الرجلين ثابت وسيكون الاتجاه هو لدعم مرشحين يختارهم جنبلاط، وهذه المرة قد ينصب التركيز على المقعدين السنيين في الشوف – عاليه، وتحديداً على المقعد الثاني ضمن اللائحة التي سيشكلها جنبلاط.
المصادر ذاتها تقول إن توجّه "الثنائي الشيعي" نحو أي لائحة سيدعمها وهاب، قد يكون أمراً غير وارد إطلاقاً، في حين أنّ الذهاب نحو "تعويم" أي لائحة يشكلها "
التيار الوطني الحر" لن يكون وارداً على صعيد القرار العام خصوصاً أن جنبلاط يحظى بغطاء من
بري، وبالتالي من المفترض أن تصب أصوات "الثنائي" في دار المختارة ومرشحيها وليس عند مرشحي "
القوات اللبنانية" التي سيتحالف معها "الإشتراكي" بشكلٍ حاسم.
وبذلك، فإن مسار الانتخابية سيرتسم بشكلٍ أكثر دقة خلال الأشهر القليلة المُقبلة، في حين أن "الإشتراكي" ما زال "يُهندس" قاعدة ترشيحاته، علماً أن الهدف الأساسي هو التالي: كسب المقاعد الدرزية، انتزاع مقعد
ماروني، والسعي لكسب المقعد السني الثاني وعدم اهتزاز الأول، فيما المقعد الكاثوليكي في الشوف يُعتبر مفصلياً بالنسبة لجنبلاط هذه المرة كون المطروح له هو يوسف طعمة، نجل النائب السابق نعمة طعمة.