ذكر موقع "France Inter" الفرنسي أنه "في أوكرانيا كما في قطاع غزة، شهد عام 2025 العديد من خطط التسوية، لكنه ينتهي دون أي أفق جدي لسلام دائم وعادل، على الرغم من إعلانات "التقدم". في كلا الصراعين، يحرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخيوط ولكنه في المقام الأول يدافع عن مصالحه الخاصة".
وبحسب الموقع، "هناك العديد من الصراعات المستمرة حول العالم، الحرب الأهلية في السودان، منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا، الجهادية في منطقة الساحل، كمبوديا وتايلاند... لكن صراعين رئيسيين سيحددان مجرى السنوات المقبلة: الغزو الروسي لأوكرانيا، والصراع
الإسرائيلي الفلسطيني. في كلتا الحالتين، شهد عام 2025 العديد من خطط التسوية، لكنه ينتهي من دون أي أفق جدي لتحقيق سلام دائم وعادل".
وتابع الموقع، "في أوكرانيا، غيّر وصول
ترامب كل شيء: فهو يحاول عبثاً التوفيق بين هدفه المتمثل في التوصل إلى اتفاق مع
روسيا بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبين تحقيق سلام يحفظ ماء الوجه. وفي مناسبات عديدة، بدا مستعداً لقلب الطاولة من أجل "صفقة" مع بوتين، لكنه سرعان ما عاد إلى مواجهة الحقائق الجيوسياسية القاسية".
وأضاف الموقع، "في نهاية هذا العام، سيتم تقديم خطة سلام أميركية جديدة تمت مناقشتها مع أوكرانيا والأوروبيين، ولكن كما عنونت صحيفة نيويورك تايمز الخميس، فإن فرص قبولها من قبل موسكو ضئيلة. فهل سينحاز ترامب إلى بوتين بقطع المساعدات عن أوكرانيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق، أم سيختار الضغط على روسيا؟ إن مجرد طرح هذا السؤال بحد ذاته دليل على تغير الزمن".
وبحسب الموقع، "في غزة أيضاً، يسيطر ترامب على زمام الأمور، بطريقته الخاصة. لقد ترك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتصرف كما يشاء طوال معظم عام 2025، بينما شنّ الجيش الإسرائيلي هجومه الممنهج على قطاع غزة، ودمره بشكل منهجي، ما رفع عدد الشهداء إلى أكثر من 70 ألفاً منذ مجزرة 7 تشرين الأول 2023. لقد فرض ترامب وقف إطلاق النار في تشرين الأول، بعد أن شنت
إسرائيل غارة جوية إضافية على قطر. ومنذ ذلك الحين، تم وضع "خطة ترامب"، التي سمحت مرحلتها الأولى بعودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وإطلاق سراح الأسرى
الفلسطينيين، وعودة مساعدات إنسانية أكبر".
وتابع الموقع، "لكن الانتقال إلى المرحلة الثانية وصل إلى طريق مسدود، إذ يفتقر إلى المشاركة السياسية
الفلسطينية، وهي شرط أساسي لنزع سلاح حماس. في غضون ذلك، استعادت حماس سيطرتها على السكان، الذين ما زالوا يعيشون في جحيم في أرض مدمرة. سيشهد العام المقبل على وجه الخصوص انتخابات تشريعية
في إسرائيل . ويختتم الائتلاف الحاكم مع اليمين المتطرف عام 2025 بموقف متشدد للغاية: الموافقة على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وهي المنطقة الفلسطينية الأخرى التي تشهد عنفاً استيطانياً متفشياً. كما ويتحدث
وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن ضم "فعلي" للضفة الغربية، وعن إنشاء مستوطنات شمال غزة. فهل سيحظى هذا البرنامج المتطرف بتأييد الإسرائيليين بعد عامين من الصدمة التي أعقبت أحداث 7 تشرين الأول، والعزلة الدولية، وتصاعد معاداة السامية؟ البدائل ليست جذرية، لكن حكومة من دون نتنياهو ومن دون اليمين المتطرف ستدشن عهداً مختلفاً".
وختم الموقع، "في أوكرانيا، كما في
الشرق الأوسط، لا يزال السلام بعيد المنال في عالم تحركه الطموحات الإمبريالية، ويختبر موازين القوى، ولا يتردد في اللجوء إلى العنف، ويدوس على القانون. وللأسف، من غير المرجح أن يكون عام 2026 مختلفاً كثيراً".