Advertisement

لبنان

أبعادٌ أمنية.. لماذا تتمسّك أميركا بلبنان؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
18-11-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-887546-637728302668818986.jpg
Doc-P-887546-637728302668818986.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كثيرة هي الأطراف التي عوّلت على إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عقب اندلاع الأزمة الدبلوماسيّة بين لبنان ودول الخليج. ففي الداخل، كانت السّهام موجّهة بشكل مباشر إلى خاصرة الحكومة لإضعافها وكسرِها، لكن المواقف الدوليّة الداعمة لها كانت عاملاً أساسياً لاستقرارها.

هنا، كان موقف الولايات المتحدة الأميركية الداعم لميقاتي كافياً لحسم النظرة الدولية وتأكيد أهمية خطتها، وما كلامُ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بهذا الشأن إلا مقدمة أساسية وواضحة لاستمرارِ العمل مع ميقاتي وتأمين الاستقرار الكافي لحكومته لوقف الانهيار المالي والاقتصادي.

 

أبعادٌ إقليمية

في المقابل، فإن الالتفاف الأميركي حول الحكومة يحملُ في طياته أموراً أساسية مرتبطة بواقع إقليمي، وهو يأتي بعيداً عن الأزمة القائمة بين لبنان ودول الخليج لأن الحسابات التي يتم المراهنة عليها أكبر بكثير وأبعد من لبنان.

بالنسبة لواشنطن، يتبين أنّ التعاطي مع الملفات في المنطقة لا يتم بشكل أحادي، بل يحصلُ ضمن سلّة واحدة. وعلى هذا الأساس، فإنّ المصلحة الأميركية تقتضي بالدرجة الأولى إرساء الاستقرار الأمني في المنطقة وعدم انزلاقها إلى فتيلِ حرب أو اقتتال. وانطلاقاً من هذا الأمر، ترى الولايات المتحدة بقاء الحكومة في لبنان ضرورياً كونه يمنع الانفلات الأمني ويساهم في لجمِ تداعيات الانهيار المالي. كذلك، تثق واشنطن بأنّ تماسكَ الجيش اللبناني يعتبرُ منطلقاً لكبحِ نفوذ حزب الله العسكري على كل لبنان، لما في ذلك الأمر من تهديد مباشر لأمن إسرائيل.

ومع هذا، فإنّ الولايات المتحدة تسعى لحماية مصالحها في الشرق الأوسط بكل الوسائل، وهي ليست بوارد التفريط بها على أي جبهة. ولهذا، تتمسك بمتانة الأمن في لبنان، وتؤخر انسحابها من العراق أيضاً لاسيما بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قبل أيام. وعملياً، فإن كل ذلك ينطلق من نقطة أساسية هي منع النفوذ الإيراني من التمدّد أكثر باتجاه لبنان والعراق، وسط عدم اتضاح صورة مفاوضات الملف النووي مع طهران.

كذلك، فإنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تريدُ أن تخسر الرهان في الشرق الأوسط أمام روسيا، كما أنها لن تتيح للدول الغربية رسم توجهات المنطقة بعيداً عنها. وعلى هذه القاعدة، يستند الحراك الأميركي أولاً على إرساء جبهات هادئة وبعيدة عن الإضطرابات العسكرية وثانياً على لعبة توازنات في المنطقة يتم إداراتها بشكل حساس تمهيداً لخارطة جديدة.

وكدليل على ذلك، فإنّ التسهيلات الأميركية مع سوريا والانفتاح العربي باتجاه الأخيرة يعتبرُ مقدمة لهدوءٍ تسعى أميركا لاستغلاله، ويعد ذلك بمثابة تعويضٍ عن الهزة التي حصلت في أفغانستان عقب انسحابها من هناك في آب الماضي. وفي ما خصّ الملف الأخير، كان المحور المناوئ للولايات المتحدة يروج لفكرة أنّ الأخيرة تطعنُ بالأطراف التي تعمل معها وتتركُ أي دولة تريد من دون الالتفات إلى واقعها. إلا أن الواقع مع العراق ولبنان يبدو مختلفاً، وما التمسك الأميركي بإبقاء باب الحلول مفتوحاً سوى دليل على ترسيخٍ للنفوذ ومنع لحدوث أي اهتزازات أخرى.

وانطلاقاً من كل ما سبق، تتمسك الولايات المتحدة بعناصر الاستقرار التي تراها مناسبة، وقوة العراق هي أساسية في ذلك، كما أن الثقة التي تحظى بها حكومة ميقاتي تعتبرُ صمام أمانٍ في لبنان، وعبر تلك العناصر يمكن الانتقال لمرحلةٍ جديدة عقب تبلور المشهد المرتبط بإيران وانكشاف آفاق المصالح الروسية والصينية في الشرق.

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك