كتب ميشال نصر في" الديار ":في ظل الاوراق المتبادلة بين
بيروت وواشنطن، وما تشتمل عليه من مطالب حول الانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة، عاد الى الواجهة ملف ابراج المراقبة
البريطانية، من باب اثارته هذه المرة سياسيا، من قبل
وزير الخارجية البريطاني الذي زار
لبنان، بعدما كان سبق وتم طرحه من قبل البعثات العسكرية، منذ حوالى اكثر من سنة، وكلفت احدى "المؤسسات" البريطانية المتعاقدة مع الجيش البريطاني، اجراء الدراسات، مستعينة بضباط لبنانيين متقاعدين.
هذه الابراج التي اقيمت اساسا على الحدود الشرقية بدعم بريطاني مباشر لتعزيز قدرات
الجيش اللبناني في ضبط الحدود مع
سورية، تحمل اليوم دلالات سياسية وامنية دقيقة، في حال تقرر تمديد استخدامها جنوبا.
فبين الحاجة الميدانية الى تعزيز المراقبة، والشكوك حول الاهداف الاستراتيجية الكامنة خلف الخطة البريطانية، تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول دور القوى الغربية، وتحديدا الاطلسية، في رسم معادلات الامن الحدودي اللبناني.
كيف لا وثمة من يهمس منذ مدة عن اتجاه لاستبدال قوات اليونيفيل بقوات اطلسية، وسط تسريبات، عن تلزيم احد المقاولين لما يقارب عشرين "مقرا عسكريا" لم تعرف حتى الساعة هوية الجهة التي ستشغلها. كل ذلك عشية شد الحبال الحاصل حول ملف التجديد للقوات الدولية، ونعي الموفد
الاميركي المؤقت توك براك، لاتفاق 27 تشرين الثاني لوقف النار ولجنة مراقبة تنفيذه.
مع الاشارة الى ان وزير الخارجية البريطانية وبعيد مغادرته لبنان الى سورية بحث مع الرئيس احمد
الشرع خطة لاقامة مجموعة من الابراج على الجانب السوري على طول الحدود
اللبنانية الشرقية والشمالية، تستكمل "الشبكة" التي اقيمت سابقا على الجانب اللبناني، والتي هي من من طراز"SANGARS" كالتي استخدمت في ايرلندا الشمالية والعراق وأفغانستان، وهي عبارة عن 6 حاويات شحن (كونتينرز) مكدسة، تعلوها "غرفة" محصنة، مزودة بنوافذ مضادة للرصاص والشظايا والهجمات بحائط ارتفاعه 18 قدما من الحواجز المملوءة بالحجارة، وتقنيات متطورة من كاميرات مراقبة عالية الدقة واجهزة استشعار حراري تدار عن بعد يصل مداها الى 5 كيلومترات، فضلا عن مناظير ليلية متصلة بغرفة عمليات مركزية، بكلفة 150 ألف جنيه إسترلينى للبرج الواحد، تقام على التلال، مهمتها الانذار المبكر وتحديد اهداف الرمي للمدفعية الثقيلة البعيدة المدى، من خلال عمليات الرصد والمتابعة طوال الـ 24 ساعة، مشكلة خط الدفاع الاول في وجه اي هجوم عدو. تستخدم في حماية كل برج دبابة (إم 60) وملالات مجهزة بمضادات متوسطة ومدافع هاون من عيار 81 ملم، فضلا عن انتشار عشرات الجنود داخل الموقع.