Advertisement

لبنان

"الكيّ" بالخيار الثالث آخر دواء

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
25-09-2023 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1110661-638312288403843458.jpg
Doc-P-1110661-638312288403843458.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن ينقص اللبنانيين سوى ما تناهى إلى مسامعهم عن خلافات بين أعضاء مجموعة الدول الخمس الموكل إليهم إيجاد حلّ للأزمة الرئاسية. فما بين اللبنانيين من خلافات يفيض ويزيد، وليسوا في حاجة إلى من يصبّ الزيت على نار هذه الخلافات. فما فيهم مكفيهم.  
Advertisement
عندما سمع أحد السياسيين، الذي بُحّ صوته وهو يدعو إلى "لبننة" الاستحقاق الرئاسي، لأن مشاكل الخارج "يا محلا مشاكلنا"، استحضرته أغنية السيدة فيروز في مسرحية "الشخص"، التي تقول فيها: "جينا لحلال القصص تنحل قصتنا ولقينا في عندو قصة يا ما احلا قصتنا. كل واحد عندو قصة وكل قصة إلها قصة وبيخلص العمر وما بتخلص القصة". 
 
فمنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في آخر شهر تشرين الأول الماضي يستقر الشغور الرئاسي على كرسي بعبدا متربعًا، ولا نزال نسمع الأسطوانة نفسها مع بعض التعديلات في بعض مقاطع أغنية "ابريق الزيت" لضرورات الإخراج المسرحي لهذه المسرحية، التي تمدّد لنفسها بنفسها. والأغرب من كل ذلك أن الجمهور، الذي اعتاد على مشاهدتها ملّ ولم يعد يهتمّ لما ستكون عليه النهاية، سواء أكانت مضحكة ومفرحة أو مبكية وحزينة. 
وحدهم أبطال هذه المسرحية الممجوجة لم يتغيرّوا، وإن اضطروا من وقت لآخر على تغيير ملابسهم بما تفرضه عليهم "الحبكة" الاخراجية لكي لا يتسلل الضجر إلى المشاهدين، وإن قلّ عددهم. 
 
ومنذ تاريخ بدء الفراغ الرئاسي، الذي يبدو أن اللبنانيين اعتادوا عليه، وبدأوا يكّيفون أوضاعهم الحياتية على أساس أن الحياة مستمرّة بوجود رئيس للجمهورية أو بغيابه، خصوصًا أن بعض الخبثاء يغمزون من قناة التشبيه بين النمطية التي يعيشها اللبنانيون اليوم، وبين تلك التي عاشوها في السنوات الثلاث الأخيرة من عهد الرئيس عون، فيصلوا إلى استنتاج طبيعي ومفاده أن الفرق بين اليوم والأمس كبير جدًّا، على رغم تراكم الأزمات وتوالدها.   
 
والمشهدية السياسية التي تختصر آخر التطورات على الخطّ الرئاسي تتمثّل بآخر محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حوار يسعى إليه الرئيس نبيه بري، وهو الذي لا يريد أن يكون هذا الحوار صوريًا، أو "بمن حضر"، لأن هكذا حوارات لن تقدّم ولن تؤخرّ، بل على الأرجح تعقدّ الأمور أكثر مما هي معقّدة، على أن تبقى المراهنة الظرفية على التحرك الذي يقوم به الموفد القطري، الذي يحمل معه، وفق آخر المعطيات، مبادرة حلّ عملية تقوم على أساس تخيير المسؤولين اللبنانيين بين اسمين لا ثالث لهما. وإذا لم يكن التجاوب اللبناني بشقّه المعارض لفكرة "العسكرة السياسية"، فإن المبادرة القطرية قد تكون آخر المبادرات الخارجية، على أن يبقى على اللبنانيين أن يقّلعوا شوكهم الرئاسي بأيديهم العارية.  
 
وفي هذا السياق، وبالتوازي مع تحرّك الرئيس بري، فإن مجموعة واسعة من النواب السنّة تسعى، وبالتحديد بعد الاجتماع، الذي عقد في منزل السفير السعودي وليد البخاري في حضور الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، إلى عدم الانجرار نحو الانقسام القائم حول المرشحين الرئاسيين على رغم أن ثمة عددًا من النواب لا يزالون يميلون لترشيح رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، ولو عاطفياً، في مقابل عدد آخر يصبون أصواتهم لمصلحة المرشح الذي تتوافق عليه قوى المعارضة. 
ومعلوم أن هذه المجموعة كانت تفضّل، ولفترة طويلة، عدم الكشف عن حقيقة موقفها، حتى ولو نحت المعركة منحىً من المواجهة الفعلية بين المحورين، واختارت البقاء في الموقع الوسطي الذي يُبعد عنها الحرج، لكن اليوم يبدو أن هذه المجموعة قررت التقدم خطوة إلى الإمام، عبر تأييد الدعوة إلى الحوار التي يزمع الرئيس بري توجيهها قريبًا، بالتزامن مع بروز بعض الأصوات داخلها التي ترى إمكانية الذهاب إلى التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح ثالث، بعد تراجع حظوظ سليمان فرنجية وجهاد أزعور، ولو ظاهريًا. 
ووفق مصادر هذه المجموعة فإن الاتجاه الطاغي هو في البقاء في المنطقة الوسطى، في انتظار بلورة ما سينتج عن المشاورات، التي يقوم بها الموفد القطري، والتي ترجح التوصل إلى ترسيخ فكرة الخيار الثالث.   
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas