استقبل مفتي
الجمهورية اللبنانية الشيخ
عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب
بلال الحشيمي، الذي وصف اللقاء بأنه "امتداد طبيعي لعلاقة ثابتة مع مرجعية وطنية جامعة، تواكب الشأن العام بعقلانية واتزان".
وفي تصريح له بعد اللقاء، قال الحشيمي: "تطرقنا إلى أبرز
القضايا الوطنية الراهنة، وفي مقدمتها الانهيار المتواصل الذي يطال
مؤسسات الدولة وسط غياب قرار سياسي فعّال. فبعد مرور أكثر من مئة يوم على تشكيل الحكومة، لم نشهد أي تقدم نوعي في
إدارة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، ولا في معالجة الخلل البنيوي الذي تعانيه الدولة".
وأكد أن "المرحلة الراهنة لا تحتمل المزيد من المراوغة أو تدوير الزوايا، بل تتطلب مواجهة صريحة للواقع. فلبنان يحتاج إلى قرار سياسي سيادي يعيد للدولة هيبتها ويضع حدًا لمسار الانهيار".
وأشار الحشيمي إلى أنه ناقش مع المفتي
دريان تطورات الملف السوري، مؤكدًا أن "الواقع الإقليمي والدولي يشير بوضوح إلى انفتاح متزايد تجاه
دمشق، ما يفرض على
لبنان إعادة تنظيم علاقته بالدولة
السورية ضمن إطار سيادي ومؤسساتي يحفظ مصالحه الوطنية".
وفي ما يتعلق بملف النزوح السوري، شدد على ضرورة معالجته "بعيدًا عن الخطاب التحريضي والفوضى، وبطريقة إنسانية تحفظ كرامة
النازحين، مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات الميدانية داخل
سوريا، حيث أصبحت مناطق واسعة آمنة، ما يتيح العودة الطوعية والمنظمة في إطار تنسيق رسمي مباشر بين الدولتين".
وختم الحشيمي مؤكدًا أن "المرحلة تتطلب شجاعة سياسية وقرارات وطنية بعيدة عن الحسابات الضيقة، فلبنان لم يعُد يحتمل المراوحة. إما أن نختار طريق الدولة والسيادة، أو نبقى عالقين في دوامة الفراغ والانهيار".