تفيد آخر المعطيات الديبلوماسية أن زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة
مورغان أورتاغوس الى
لبنان قد تم ترحيلها الى منتصف الشهر المقبل، في انتطار استكمال التحضيرات اللازمة لانجاح الزيارة، لا سيما لجهة انتزاع الموافقة الاسرائيلية على الانسحاب من لبنان، ووقف العدوان المستمر والمتمادي على المناطق
اللبنانية.
وسجل امس تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي في أجواء
بيروت والضاحية الجنوبية وغارات على عدة مناطق، ادت الى إصابة مواطنين اثنين نتيجة العدوان
الإسرائيلي الليلي على بلدتي بيت ليف ومجدل زون في الجنوب.
وكشفت مصادر متابعة لملف الأسرى اللبنانيين لدى
إسرائيل عن تطور مهمّ مرتبط بهذا الملف، قد يحصل خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أنّ اتصالات حثيثة جرت على أكثر من صعيد داخلي وعراقي، وعلى الخط الأميركي – الإسرائيلي، بمشاركة مباشرة من رئاسة لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، لفتح
آفاق إيجابية لهذا الملف.
والأجواء تشي بتقدّم في محاولة إنضاج صفقة تبادل محتملة في وقت قريب، يُصار فيها إلى إفراج إسرائيل عن نحو 15 لبنانياً أسرتهم خلال العدوان الأخير، في مقابل الإفراج عمّن توصف بباحثة إسرائيلية من أصل روسي، إليزالبيت تسوركوف، التي تشير بعض المعلومات إلى أنّها محتجزة لدى إحدى
كتائب "
حزب الله" في
العراق.
في ملف السلاح، أبلغ الرئيس جوزيف عون، وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور آنغوس كينغ، التقاه في
قصر بعبدا أمس "أن تسليم السلاح سوف يبدأ منتصف الشهر المقبل في 3 مخيمات فلسطينية ببيروت، ولفت إلى أنه "تم تفكيك 3 معسكرات فلسطينية في
الشمال والجبل والجنوب".
وفي سياق متصل، استبق "حزب الله" تفعيل الحراك الرسمي لمعالجة ملف سلاحه بإشهار شروطه التي تطالب إسرائيل بخطوات عملية قبل مناقشة الملف، وفي مقدمتها الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الأسرى ووقف الخروقات، رغم "مساحة التفاهم الواسعة" مع
الرئيس عون، التي أكدها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، بعد زيارة وفد من الحزب الرئيس عون امسووفق المعطيات الرسمية، فان الحديث عن مباشرة العمل في بعض المخيمات الصغيرة في بيروت سيجعل الملف غير جدي، لأن ما يراد خارجياً لا يتعلق بأسلحة فردية يحملها حراس يقفون على أبواب مقرات لفصائل فلسطينية في مخيم لا يوجد فيه سكان.
اضافت "أن الجهات الرسمية في أجواء اتصالات أجرتها الفصائل
الفلسطينية في ما بينها، ركّزت على وضع آلية عمل لمعالجة ملف المطلوبين وتجار ومروّجي المخدّرات في مخيّمَيْ شاتيلا وبرج البراجنة، حيث يُفترض تشكيل قوة عسكرية مشتركة تتولّى معالجة الملف بالقوة، وتسليم المتورّطين للسلطات اللبنانية، تلبية لمطالب أبناء المخيمات أولاً، وسكان الجوار ثانياً".
وكان رئيس الجمهورية جوزاف عون، أبلغ وفدًا من الكونغرس الأميركي أن لبنان ملتزم التزامًا كاملاً بتطبيق القرار 1701 الصادر عن
مجلس الأمن الدولي، موضحًا أن
الجيش اللبناني منتشر جنوب نهر الليطاني ويقوم بدوره الكامل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي. ورغم هذا الالتزام، لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضد لبنان، إذ تحتل التلال الخمس، ولم تُعد بعد الأسرى اللبنانيين، على الرغم من المراجعات العديدة التي أجراها لبنان، خصوصًا مع
الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، اللتين ترعيان الاتفاق الذي تم تمديد العمل به حتى 18 شباط 2025، من دون أن تلتزم إسرائيل بما تعهدت به.
وشدّد العماد عون على أن استمرار
الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية يعقّد الأمور، ويُعدّ انتهاكًا واضحًا للاتفاق الذي وقعته إسرائيل. وأكد أن ما يطالب به لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي المحتلة، لكي يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها. وأوضح أن الجيش اللبناني سيواصل عملية الانتشار حتى يبلغ عديده نحو عشرة آلاف عسكري، مع الأخذ في الاعتبار اتساع المساحة الجغرافية في الجنوب وتعقيد الواقع الطبيعي هناك.