كتب الان سركيس في" نداء الوطن":تشير المعلومات إلى أن «حزب اللّه» أبلغ رئاسة الجمهورية وكلّ من يعنيهم الأمر أن موضوع سلاحه غير قابل للنقاش، ولا تسليم للسلاح في القريب العاجل. والشرط الأساسي للبدء بالحديث عن ملف سلاح «الحزب» هو انسحاب
إسرائيل من النقاط التي لا تزال محتلة على الشريط الحدودي وتسليم جميع الأسرى والمعتقلين وقبل هذا الشرط لا حديث عن السلاح، وكلّ ما يستطيع «الحزب» الوعد به هو النأي بالنفس عن الحرب الإسرائيلية-
الإيرانية.
وتلفت المعلومات إلى أن بدء الحوار عن السلاح لا يعني الحوار لتسليم السلاح، بل لوضع استراتيجية دفاعية تحمي الجنوب ولبنان حسب «الحزب»، فالتخلي عن السلاح في ظلّ الخطر
الإسرائيلي غير وارد على الإطلاق.
ووسط الترقب لتطوّرات المنطقة، يبدو أن هذه الرهانات قد لا توصل إلى مكان، ففي السابق كان جزء من السلطة يرفض التشدّد مع «حزب اللّه» على قاعدة أن نجاح المفاوضات النووية الأميركية- الإيرانية سيؤدّي حكمًا إلى تخلي «حزب اللّه» عن سلاحه، أما اليوم فضرب
إيران قد يؤدّي إلى ليونة من قبل «الحزب».
وإذا كانت هذه النظرية موجودة، إلّا أن هناك تخوّفًا رسميًا من تشدّد «حزب اللّه» أكثر بعد ضرب إيران، فمن جهة إذا لم يسقط النظام
الإيراني فقد يعطي أوامر لأذرعه بالتشدّد لأنه لم يعد هناك ما يخسره.
وإذا وصلت كلمة السرّ الإيرانية إلى «الحزب»، فلا توجد أيّ قوة ممكن أن تغيّرها. ومن جهة ثانية، يرى «حزب اللّه» ما حلّ ببعض الأحزاب عندما سلّمت سلاحها وخصوصًا الأحزاب
المسيحية، وبالتالي مع ضعف
طهران سيتمسّك «حزب اللّه» أكثر بسلاحه ويتشدّد لأنه يعتبر نفسه بموقع الضعف والنظام اللبناني لا يؤمّن له القوّة والضمانات، وقوّته استمدّها من إيران التي موّلها بالمال والسلاح والعقيدة.
لن يتساهل «حزب اللّه» بملف سلاحه لأنه يعتبره عامل القوة الوحيد الذي بقي له ولو كانت هذه القوة غير فعّالة في مواجهة إسرائيل، في حين لم تحزم
الدولة اللبنانية أمرها بعض وتتذاكى في تطبيق اتفاق الهدنة والقرار 1701، والتجارب مع الدولة
اللبنانية لا تشجّع والدليل ما حصل بالنسبة لملف السلاح الفلسطيني.