Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Telegraph": بوتين يخسر الحرب.. وهذا ما يقرر القيام به

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
12-10-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1428320-638958620332890886.webp
Doc-P-1428320-638958620332890886.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أنه "يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف محرج، فهو يخسر الحرب الاقتصادية بسرعة أكبر من اكتسابه أي ميزة عسكرية في أوكرانيا. لقد فشل الهجوم الروسي الذي كان يخشاه الجميع خلال الصيف، حيث بلغ عدد الضحايا 800 شخص يوميا، ولم يحقق سوى القليل من النتائج. كما وفشل الكرملين في كسر حزام القلعة الأوكرانية أو تحويل مجرى الحرب. وقال أندريه زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق: "لا يزال الروس يضايقوننا ويطاردون المدنيين بالطائرات من دون طيار، وهي ممارسة مروعة، لكنهم لا يحققون أي هدف استراتيجي"."
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "تتصدع الجبهة الداخلية الروسية، تماماً كما تصدعت الجبهة الداخلية الألمانية بفعل الإرهاق الذي أصابها نتيجة للحرب بعد أن ألقى القيصر بكل ما لديه في هجومه الربيعي الفاشل في عام 1918. وتُلحق الضربات التي تشنها الطائرات الأوكرانية من دون طيار أضرارا بالغة بالبنية التحتية النفطية ومصافي التكرير الروسية لدرجة أن البلاد تضطر إلى استيراد إمدادات الوقود الطارئة من الصين وكوريا وبيلاروسيا.
وتقول وكالة Neftegaz في موسكو إن 38% من طاقة التكرير الأولية في البلاد خارجة عن العمل، على الرغم من أن روسيا لديها طرق لسد الثغرات. واستهدف الهجوم الأخير هذا الأسبوع مصفاة أنتيبينسكي النفطية غرب سيبيريا، على بُعد 2000 كيلومتر داخل الأراضي الروسية، وكان هذا الهجوم الأعمق في الحرب حتى الآن".

وتابعت الصحيفة، "قال زاغورودنيوك: "لديهم مساحات شاسعة لا يستطيعون الدفاع عنها بأنظمة الدفاع الجوي. روسيا لا تستطيع فعل أي شيء ملموس لحماية تلك الأصول". وأضاف للمعهد الملكي للخدمات المتحدة هذا الأسبوع: "لقد أذهل هذا الأمر الكثيرين، إذ لم يعتقدوا أن أوكرانيا قادرة على الوصول إلى هذا الحد. ونرى بوضوح آثار تقنية الضربات العميقة". وقال زاغورودنيوك إن الحرب القديمة قد انتهت عمليًا، فمعظم المعدات العسكرية الروسية الضخمة لا قيمة لها. لقد أصبحت الحرب سباقًا للتكنولوجيا المتقدمة، وأوكرانيا متقدمة بخطوة.وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تساعد الآن بشكل نشط في مجال الاستخبارات البعيدة المدى، متجاوزة بذلك الخط الذي لم يجرؤ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على تجاوزه أبدًا".

وأضافت الصحيفة، "لقد تلاشت كل التفاؤلات التي أعقبت قمة ترامب وبوتين في ألاسكا قبل شهرين. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن "بنية علاقاتنا تنهار، والأميركيون هم المسؤولون عن ذلك". تواجه عشرون منطقة في روسيا تقنينًا للوقود، وتحدد محطات الوقود مبيعاتها بـ 30 ليترًا في أنحاء واسعة من البلاد، كما وتوقفت العديد منها عن بيع وقود 95 تمامًا. كانت روسيا تنتج 9.7 مليون برميل يوميا من النفط في عام 2023، وتقول غولدمان ساكس إن هذا انخفض إلى تسعة ملايين برميل يوميا وقد يكون في طريقه إلى 7.5 مليون برميل يوميا. وتتسبب أزمة المصافي في تراكم كميات من النفط الخام لا يمكن تخزينها. وأفادت غولدمان ساكس بأن شركات الحفر تعاني من ارتفاع أسعار الفائدة بنسبة 17% وتصاعد "الضرائب". ويقول مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف إن إجمالي عائدات صادرات النفط والغاز والفحم الروسي انخفض لمدة ثلاث سنوات، حيث وصلت إلى مستوى منخفض جديد بلغ 546 مليون يورو يوميًا في آب".

وبحسب الصحيفة، "هذا لا يكفي لدعم آلة حرب روسية تستهلك عُشر الدخل القومي بشكل أو بآخر، فقد انخفض المكون السائل لصندوق الاحتياطي إلى أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي. ويبحث الكرملين عن ضرائب ميسّرة، بل إنه يدرس فرض "ضريبة طفيلية" على المتقاعسين، لا تستثني سوى المتقاعدين والمعاقين والمرضى المصابين بأمراض خطيرة. لقد نجح بوتين في إخفاء العجز الحقيقي من خلال إجبار البنوك على إقراض المجمع الصناعي العسكري، ولكن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تراكم أزمة مصرفية وقد وصل إلى نهاية الطريق. إن الاستنزاف المالي يصطدم الآن بتهديد ثان أشد خطورة على روسيا: احتمال انهيار أسعار النفط لفترة طويلة مع إغراق المملكة العربية السعودية ودول الخليج للسوق العالمية. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ سعر النفط 50 دولارا أميركيا في عام 2026. وبحسب غولدمان ساكس إن خام برنت قد يهبط إلى أدنى مستوياته في الأربعينيات إذا تباطأ الاقتصاد العالمي وسعت دول الخليج إلى الحصول على أقصى حصة في السوق".

وتابعت الصحيفة، "إن الوقت ينفد بالنسبة لبوتين، وهذا على وجه التحديد هو الخطر الداهم الذي يواجه أوروبا. وقال زاغورودنيوك ، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس مركز استراتيجيات الدفاع في كييف: "إنه دائمًا ما يرفع مستوى المخاطر عندما تسوء الأمور. ولكي لا يخسر، قد يحاول تجاوز أوكرانيا". وأضاف "رأي زملائي في أوروبا الشرقية هو أن فرص تصعيد الحرب في أوروبا أصبحت الآن مرتفعة للغاية وهم قلقون للغاية". بالنسبة للعقل الغربي، يبدو من الانتحاري بالنسبة لبوتين أن يفكر في مثل هذه الخطوة المتهورة عندما لا يستطيع هزيمة أوكرانيا، لكنه قد يرى مكاسب تكتيكية أكبر من أهداف أكثر ليونة في مولدوفا أو حتى عبر خط حلف شمال الأطلسي. اقتصاده الحربي يُنتج الأسلحة بكامل طاقته، بينما بدأت ألمانيا ودول الناتو الأوروبية للتو في سد الفجوة. في الواقع، لن تكون نافذة الفرصة واسعةً كما هي الآن. إن الصراع الذي يتم اختياره بعناية قد يكشف عن الانقسامات العميقة داخل حلف شمال الأطلسي".

وأضافت الصحيفة، "نقاط الضعف معروفة جيدًا. يُشكل الروس 85% من سكان مدينة نارفا الإستونية، الواقعة على الحدود الروسية، وهناك حقق بطرس الأكبر أول انتصاراته العظيمة على الإمبراطورية السويدية، وتُعلق صورة القيصر بطرس فوق مكتب بوتين. ولن يكون من الصعب استحضار بعض المظالم الغامضة الوحدوية التي تخدع أولئك الذين يرغبون في أن يخدعوا. في الحقيقة، يمكن لبوتين أن يصعد الأمور في أي مكان من شأنه أن يثير ارتباك الغرب. وقال زاغورودنيوك إن هناك تطورا جيوسياسيا آخر في هذه القصة. الحديث في الدوائر الأمنية هو أن بوتين توصل إلى اتفاق عمل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ: روسيا تستنزف حلف شمال الأطلسي بالانتهاكات الجوية والضربات السيبرانية، سعيا إلى زرع الانقسام وتخويف المهدئين، في حين تعمل الصين على منع انهيار الاقتصاد الروسي وتلتزم بالبقاء على المسار الصحيح".

وبحسب الصحيفة، "في تموز، فاجأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي مسؤولي الاتحاد الأوروبي عندما صرح صراحة بأن بكين بحاجة إلى إبقاء روسيا في الحرب من أجل منع الولايات المتحدة من تحويل انتباهها الكامل إلى الصين. وقالت هيليما كروفت من آر بي سي كابيتال إن الصين تملأ احتياطها الاستراتيجي من النفط بوتيرة متسارعة. ويشتبه محللو الاستخبارات الأميركية في أن الصين ربما تستعد لمواجهة مع الولايات المتحدة بشأن تايوان. فكيف سيرد ترامب على الحصار الجمركي المدروس لتايبيه من قبل البحرية الصينية؟ هذه أوقات عصيبة، وتزداد خطورة إذا أظهر الغرب ذرة من الضعف. إن رد الفعل الأفضل هو توجيه سكين اقتصادي إلى حلق بوتين من خلال إغلاق المضائق الدنماركية أمام أي سفينة في الأسطول الروسي الظلي تنتهك قواعد الشحن النظيف. وقال زاغورودنيوك إن النموذج المبشر هو حرب القرم (1853-1856)، فلم تخسر روسيا أمام فرنسا وبريطانيا بسبب سحقها في المعركة أو نفاد رجالها أو قذائف مدفعية، بل بسبب انهيار نظامها النقدي القائم على الفضة، مما أدى إلى تضخم جامح. في الواقع، بعض الأشياء لا تتغير أبدًا".
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban