رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامه "
حزب الله" للشهيدين حسين سالم خليل ونجله مهدي حسين خليل في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، أن "أميركا تريد أن تهيمن وتتسلط وتتسيّد ليس على هذه المنطقة فحسب، وإنما على العالم إن استطاعت لذلك سبيلا، ولكننا لا نظن أنها تستطيع ذلك، وما يجري اليوم في المنطقة، لن يأخذ شكلاً نهائياً حتى نقول أن أميركا استطاعت أن تهيمن وتتسيّد وتتسلّط هي وربيبتها
إسرائيل، ولذلك هي تريد أن تُخضِع وتصادر الهوية الثقافية والحضارية وكل الثروات والمقدرات وما تمتلك وتختزن هذه المنطقة".
وشدد على أن "ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان، لن يستطيعوا أن يحصلوا عليه في السياسة من خلال الألاعيب والاحتيال والتضليل والمساومات والضغوط التي تمارس من بعض الأفرقاء في الداخل أو من بعض
الدول العربية أو الأجنبية، وبالتالي، لا يمكن أن يكون
لبنان محميّة أميركية أو مستوطنة إسرائيلية، ولن يكون إلا على شاكلة
الشهداء الذين بذلوا دمهم لأجل أن يبقى لبنان عزيزاً وحراً وسيداً ومستقلاً".
وأوضح أن "
المقاومة في لبنان أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا الشعب، سواء بهويته أو ثقافته أو سلوكه أو حياته اليومية، لنحيا معها جميعنا، لأنه بدونها لا حياة، وبدون سلاحها لا نستطيع أن نعيش حياتنا بكرامة وعزة كما يريد الله لنا"، مشدداً على أن "هذه المقاومة انتصرت على هذا العدو وحررت الأرض المحتلة، وحققت أول نصر عربي عام 2000 دون قيد أو شرط، وأخرجت هذا العدو من قرى الشريط دون أي اتفاق ذليل يجر الخيبة وراءه، وقدمت الكثير لهذا الوطن، وبالتالي لا يمكن أن نأخذ اللحظة الراهنة فقط، وإنما علينا أن ننظر إلى المسار التاريخي وكيف راكمت الانجازات وصنعت الانتصارات".
واعتبر أن "المقاومة لم تعد اليوم ملكاً لفئة أو لحزب أو لمجموعة من الناس، بل أصبحت ملكاً للأمة ولكل الشعب، ولذلك لا يستطيع أحد أن يفرض عليها إذا ما أرادت الدفاع عن هذا الوطن والشعب، لأن حق الدفاع شرّعه الله سبحانه وتعالى أولاً، وهو جزء لا يتجزأ من فطرة الإنسان، بحيث أنه بمجرد أن يواجه عدواً، فإن أول رد فعلي يكون هو المواجهة، ولذلك هذا حق مشروع لا يحتاج إلى إذن من أحد، ولا إلى مشورة مع أحد".
وقال: "ان المقاومة قد تعافت من الآلام والجروح التي أصابتها، وهي باقية وموجودة وستبقى وستقوى يوماً بعد يوم".
ورأى ان "الهدف والغاية من العدوان
الإسرائيلي الأميركي الذي شُن على الجمهورية الإسلامية
الإيرانية، هو إنهاء النظام الإسلامي في
إيران، وتدمير القدرات الصاروخية الإيرانية والبرنامج
النووي السلمي، ولكن تمكنت الجمهورية الإسلامية بحكمة قائدها من أن تبادر سريعاً وتمتص الصدمة، وتضع معادلة جديدة في عملية المواجهة وترد على العدوان بشكل سريع، فبدأت تتساقط الصواريخ على هذا الكيان الغاصب من على مسافات بعيدة، وبدأ العدو لأول مرة في تاريخ كيانه، يخوض حرباً وهو يعيش وينظر ويتطلع إلى الآثار الجسيمة داخل كيانه".
أضاف: "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية خرجت من هذه الحرب، كدولة إقليمية قوية وقادرة ومقتدرة، لا يستطيع أحد أن يتجاوزها ويتجاوز دورها في المنطقة، فضلاً عن أن هذه المواجهة أظهرت الولاء الشعبي والتفاف الناس حول القيادة وبالخصوص حول الإمام القائد السيد علي الخامنئي، وهذا إنما يؤكد على مدى الانتماء القومي والإسلامي والحضاري والوطني لهذه الجمهورية".
ولفت الى أن "الالتفاف الجماهيري والمظاهرات المؤيدة للنظام في أغلب المحافظات الإيرانية، جددت في الحقيقة روح الثورة، وذكرتنا بثورة الإمام الخميني عندما انتصرت من خلال الولاء للقائد، والالتفاف الشعبي حولها".
وأشار الى أنه "عندما نتحدث عن كربلاء، فإننا نتحدث عن سر البقاء والخلود لها، لأن كربلاء ليست حادثة تاريخية، بل هي من وقائع الحياة، ولأنها تتجدد في كل آن وزمان ومكان، ولذلك هي حيّة ومستمرة، وعليه، فإذا أردنا أن نتحدث اليوم عن كربلاء، فإننا نتحدث عن فلسطين وما يجري فيها، فهي معيار الحق والباطل اليوم، ومن يكون معها ويقترب منها، فإنه يقترب من الحق والإنسانية والقيم والإنسانية التي نحملها في هذه الحياة، والتي بدونها لا حياة عزيزة وكريمة".
وختم: "إننا نجد اليوم ما بين الحق والباطل ما نجده في فلسطين التي فيها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله ومقدسات المسلمين والمسيحيين"، مشيراً إلى أن "المقاومة التي يريدون أن يقتلعونها من جذورها، نراها بعد مرور حوالى السنتين عمّا يجري في غزة، أنها تقوى وتشتد وهي صاحبة اليد العليا في الميدان والقتال، وليس في القتل، لأن الإسرائيلي يتفوّق في القتل وتدمير المنازل والمستشفيات والمدراس، ويقتل في أي لحظة ووقت، ولكن في الميدان نجد أن المقاومة ما زالت قوية ويدها هي الأعلى".