ديوانيّة ثلاثيّة الأبعاد توّلد إبداعًا في افتتاحيّة مهرجانات بيت الدين..وحضور سياسي رفيع

ارتدى قصر بيت الدين التاريخي بقناطره وأروقته وحجارته أبهى حلّة في ليلة افتتاح مهرجانات بيت الدين لصيف 2025، والانطلاقة مع "ديوانيّة حب"، حيث انصهرت حناجر ثلاث مطربات من العالم العربي متمرّسات في الأداء الطربي: جاهدة وهبة من لبنان، ريهام عبد الحكيم من مصر، ولبانة القنطار من سورية، في عمل صُمم خصيصًا لمهرجانات بيت الدين، قدّمن خلاله مجلسًا طربيًّا لا يشبه سواه، مع توليفة فريدة تداخل فيها الغناء الفردي والثنائي والثلاثي، واستُحضرت عناصر موسيقية معاصرة من الموشّحات الصوفيّة والمجالس الشرقية بنَفَس معاصر، في مشهديّة آخّاذة ارتقت إلى مصاف أروع الأمسيات الطربيّة، فيما القمر من عليائه شاهدًا على روعة الديوانيّة، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور المتعطّش للأعمال الفنيّة الراقيّة، بمرافقة أوركسترا متوسطية بقيادة المايسترو أحمد طه، الى جانب نخبة من العازفين من لبنان والعالم العربي وأوروبا.

شهدت ليلة الافتتاح حضورًا رسميًّا لافتًا، بمشاركة رئيس الحكومة نواف سلام وعقيلته سهر بعاصيري، اللبنانية الأولى نعمت عون، نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته هدى، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وزير الثقافة غسان سلامة، وزيرة السياحة لورا الخازن، وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، السيدة منى الهراوي، وعدد من النواب والشخصيات الدبلوماسيّة والإعلاميّة.

جاهدة وهبة التي صممت "ديوانيّة حب" بإشراف كريم مسعود وإنتاج جانا وهبه، فاجأت الجمهور في مستهل الأمسيّة بأغنية خاصّة لحّنتها وكتبتها بنفسها تحيةً إلى بيت الدين بعنوان "في قلبي وروحي شغف وحنين إلى لقائك يا بيت الدين". وبعدها قدّمت وهبي إلى جانب ريهام عبد الحكيم ولبانة القنطار باقة من روائع كبار العمالقة، فاستحضرن أعمال أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان وعبد الحليم حافظ.

ومن "ديوانية حب" قدّمت وهبة تحيّة خاصّة إلى السيدة فيروز، مستذكرةً أمسيتها في بيت الدين قبل أعوام، قائلة "الليلة نحني الرأس للصوت الذي وِسْع الوطن ونهديها من القلب تحية" وأنشدن معًا أغنية فيروز "ارجعي يا ألف ليلة" وسط تصفيق حار من الحضور. كما لقيت تفاعلًا كبيرًا أغاني "ليالي الأنس في فيينا"، "قارئة الفنجان" "قلبي دليلي" "في يوم وليلة".

وعلى وقع إلحاح الجمهور مُددت الأمسية بعد انتهاء الوقت المخصص لها من دون استراحة على مدى ساعتين ونصف. وختامها مسك مع أغنية "راجع راجع يتعمر لبنان" حيث اعتلى المسرح الرئيس سلام وعقيلته والوزراء سلامة ومتري والخازن والسيد، وعقدوا جميعهم حلقة الدبكة.

لعلّ الرسالة الأبلغ من ليلة بيت الدين، بعد تعديل البرنامج واختصاره على وقع تبعات الحروب، هي ثلاثيّة الأبعاد كالافتتاحية الثلاثيّة، في تجسيدها للبنان الثقافة والفن والفرح، والتمسّك بمساحة الضوء كجسر للعبور الى ضفة الوطن الحلم الذي يليق بأبنائه.