يشهد لبنان في الوقت الحالي موجة حرّ شديدة، مصحوبة بارتفاع مستمر في درجات الحرارة، خصوصًا في المناطق الداخلية. ووفقًا لدائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية، من المتوقع أن تستمر هذه الموجة خلال الأيام القادمة مع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية.
في ظل هذه الظروف، دعت الجهات المختصة المواطنين إلى تجنّب التعرض المباشر والمطوّل لأشعة الشمس، مع الحرص على شرب كميات كافية من المياه لتفادي المضاعفات الصحية الناتجة عن الحرارة المرتفعة.
ومع تصاعد درجات الحرارة، يزداد الإقبال على التنزه والمشاركة في الأنشطة الخارجية وتجربة الأطعمة والمشروبات المختلفة، ما يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بالإسهال والتسمم الغذائي، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن. وتُعد الإسهالات الحادة من المشكلات الصحية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا نظرًا لخطر الجفاف والمضاعفات الخطيرة المحتملة.
رغم ذلك، أكدت وزارة الصحة العامة أن برنامج الترصد الوبائي لم يسجل أي زيادة غير طبيعية في حالات الإسهال الحاد مقارنة بالفترة ذاتها من السنوات السابقة.
ومع ذلك، تبقى الوقاية أفضل وسيلة للحماية، وهو ما يثير تساؤلاً هامًا: ما هي الخطوات التي يمكن اتباعها للحفاظ على الصحة العامة في ظل موجات الحر وتزايد مخاطر الإسهال والتسمم الغذائي؟
نصائح وقائية من طبيب في الصحة العامة
يُجيب على هذا السؤال طبيب في الصحة العامة لـ "لبنان 24"، موضحًا مجموعة من الإجراءات الوقائية الأساسية التي تساهم بشكل فعّال في الحد من هذه المخاطر.
أولاً، يجب الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، خاصة قبل تحضير الطعام أو تناوله، وبعد استخدام الحمام، أو بعد ملامسة الحيوانات والتعامل مع النفايات، حيث يُقلل غسل اليدين من احتمال الإصابة بالإسهال بنسبة تصل إلى 30% بحسب دراسات صحية عالمية.
ثانيًا، من الضروري استخدام مياه شرب نظيفة وآمنة، سواء كانت معبأة أو مغلية أو مفلترة، مع تجنب استخدام المياه غير المعالجة في الشرب أو الطهي. ويمكن غلي المياه لمدة دقيقة واحدة أو معالجتها بالكلور لجعلها صالحة للاستهلاك.
ثالثًا، الاهتمام بنظافة الأغذية من خلال غسل الفواكه والخضروات جيدًا، وطهي اللحوم والبيض بشكل كامل، وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو غير المبردة بطريقة صحيحة.
رابعًا، ينبغي مراجعة الطبيب فورًا عند استمرار الإسهال أو ظهور أعراض مقلقة مثل ارتفاع الحرارة، التقيؤ، أو علامات التجفاف كجفاف الفم أو الخمول، لا سيما لدى الأطفال وكبار السن. ويمكن استخدام محلول الإماهة الفموية لتعويض السوائل عند الحاجة.
خامسًا، يجب العناية بنظافة أدوات الأطفال، بما في ذلك تعقيم زجاجات الحليب وأواني الطعام، وتعليم الأطفال عادة غسل اليدين بانتظام.
وأخيرًا، لا بد من المحافظة على النظافة البيئية، من خلال تنظيف المراحيض بشكل مستمر، والتخلص الآمن من النفايات ومياه الصرف الصحي، للحد من انتشار الأمراض وحماية المجتمع ككل.
في النهاية، باتباع هذه الإجراءات البسيطة والفعّالة، يمكن التخفيف من تأثيرات موجات الحر والوقاية من العديد من المشكلات الصحية المرتبطة بها، مما يعزز السلامة العامة خاصة خلال موسم الصيف الحار.