Advertisement

لبنان

خارطة دولية لأحادية صارخة بلا اقليات

Lebanon 24
12-08-2025 | 23:13
A-
A+
Doc-P-1404041-638906630949245143.webp
Doc-P-1404041-638906630949245143.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب جوزيف قصيفي في" الجمهورية": كل يوم يمرّ على المنطقة الجغرافية الممتدة من العراق إلى فلسطين المحتلة، مروراً بسوريا ولبنان، في حمأة الأحداث والتطورات الخطرة التي تعصف بهابقوة، يتأكّد أنّها على طريق التحوّل إلى بلدان تحكمها الأحادية المطلقة، منخلال الخطط الناشطة دولياً وإقليمياً لاقتلاع الأقليات الدينية وتوزيعها علىبلدان العالم.
Advertisement
وهناك دول شاخت مجتمعاتها، وهي مستعدة لاستقبال من يعتزم من الأقليات الدينية والعرقية مغادرة وطنه الأم، بعدما نَبَت به أرضه، وسُدّت في وجهه أبواب الرزق وبات يعامل كمواطن مقيم من الدرجة الثانية، وليس كمواطن بلد أصيل تتوافر فيه كل مقومات المواطنة، وهو مكوّن أساس في دولته، ووجوده يرقى إلى العصور المسيحية الأولى وما قبل. كانت هذه المنطقة الجغرافية تتميز بالتنوع الديني والإتني، وكان قاطنوها يبنون معاً ثقافة حياة واحدة، ويقدّمون المشتركات على عناصر التباين. ولكن النزاعات والفتن والحروب الصغيرة والكبيرة التي حصلت، والدور السلبي للعرب تجاه الدول والأنظمة الغربية بسبب مواقفها السلبية من نشوء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية، الذي تسبّب ب «نقزة » وبغضب كان لهما الأثر السيئ على الأقليات، ولاسيمامنها المسيحيون. ولم يؤدِ الغرب بإستثناء الفاتيكان وبمقدار معيّن فرنسا، وبعض بيانات حفظ ماء الوجه من دول مختلفة لدى حصول مذابح أو مضايقات تفوق حدّ الوصف، أي دور في حماية التنوع. في لبنان، وعندما كانت الحرب محتدمة وبلغت «القوات الفلسطينية »و «قوات الحركة الوطنية » أعالي المتن الشمالي، وهدّد الزعيم كمال جنبلاط بأنّه سيحتل جونيه، وسيعرج على بكفيا في طريقه إليها.
مما تقدّم يمكن استنتاج آلاتي: 
-1 إنّ المتغيّرات الجيوسياسية لم تقدّم ضمانات للحفاظ على التنوع الديني.
2- هناك شكوك واضحة بأنّ الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً، باستثناء الفاتيكان، تعبأ بمصير الأقليات.
-3  الأنظمة التي تحاول إبراز حرصها على رعاية التعددية الدينية والإتنية، تفعل ذلك على سبيل الدعاية والديكور.
-4 بات الخوف متأصلاً في نفوس أتباع الأقليات، الذين باتوا يرفضون تصديق شعارات الطمأنينة.
-5 إنّ إسرائيل ترى في القضاء على الأقليات ورقة للاستثمار الإنساني والسياسي تجاه المجتمع الدولي.
-6 بعد تهجير المسيحيين والأزيديين في بلاد الرافدين، ثمة من يروّج ل«سيناريو » يقضي بتهجير الشيعة من لبنان إلى العراق.
وقد يكون هذا الأمر فكرة هيولية أو مقترحاً تمّ بحثه في دوائر مغلقة، أو من قبيل التهويل، لكنه يراكم مخاوف هؤلاء ويزيدهم حذراً واستشراساً، ويدفع بهم إلى دائرة الخوف من آلاتي والرفض. وهذا من شأنه أن يرتب تداعيات خطيرة.
على انّ كل هذا يتمّ وسط صمت عربي رسمي ونخبوي مستغرب، ويطرح اكثرمن علامة استفهام. وكذلك في ظل انكفاء غربي مريب حيال مصير الأقليات في الشرق العربي خصوصاً، والشرق الأوسط عموماً.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك