مع تصاعد درجات الحرارة واشتداد موجة الحرّ التي اجتاحت
لبنان، متجاوزة عتبة الـ 40 درجة في العديد من المناطق، ظهرت أزمة جديدة أضافت عبئًا إلى معاناة المواطنين.
فقد دفعت هذه الظروف القاسية الأفاعي للخروج من مخابئها، ولا سيما "أفعى
فلسطين" السامة التي باتت تنتشر بشكل لافت في مناطق واسعة .
ما هي "أفعى فلسطين"؟
"أفعى فلسطين" تنتمي إلى جنس الحنفش ضمن فصيلة الأفعويات، وهي أفعى سامة تتواجد في لبنان وفلسطين وسوريا والأردن. تُعد من أكثر أنواع الأفاعي التي تسبب حالات لدغات في المناطق التي تنتشر فيها.
تنتشر "أفعى فلسطين" بكثرة في بيئتها الطبيعية، ولا يعد أمرًا غريبًا رؤيتها قرب المنازل والأبنية المختلفة، وحتى في الأراضي العشبية المحيطة.
تتسبب لدغتها بألم حاد في موضع العضة، يعقبه تورم يتطور تدريجيًا إلى اسوداد وتقرح في الجلد. قد يدخل المصاب في حالة صدمة خطيرة، مع احتمال أن تؤدي اللدغة إلى بتر العضو المصاب أو الوفاة في حال تأخر العلاج.
نقص العلاج يهدد حياة المصابين
مؤخرًا، شهدت بلدة فنيدق في
عكار حادثة لدغة "أفعى فلسطين"، حيث تعرّض الشاب محمد لعضة خطيرة استدعت نقله إلى
المستشفيات الحكومية. لكن المفاجأة كانت بإبلاغ عائلته أن المستشفيات تفتقر إلى إبر مضادة لسم الأفعى، ودعته للتوجه نحو
سوريا لتلقي العلاج.
وليس محمد الوحيد، فقد سُجلت ثلاث حالات مماثلة، أحدهم نُقل إلى سوريا لتلقي العلاج، وشاب سوري يخضع للعلاج في مستشفى الجامعة الأميركية، حيث يتوفر الترياق فقط هناك، إلى جانب شاب من منطقة رأس المتن نُقل إلى مستشفى إيمان في عاليه، الذي عانى كثيرًا قبل أن يعثر له على الأمصال.
أزمة الانقطاع والنقص الحاد في الأمصال المستوردة، التي كان مصدرها
الرئيسي سوريا ودول الجوار، تفاقمت بشكل كبير بعد تعرض المصنع السوري المنتج للمصل للقصف.
أصبح تأمين العلاج أكثر تعقيدًا، ليس فقط لصعوبة الحصول على الأمصال، بل أيضًا لأن بعض الأمصال المتوفرة تفتقر إلى الفعالية المطلوبة نتيجة لاختلاف أنواع الأفاعي المنتشرة في لبنان.
مناشدات عاجلة من المواطنين لوزارة الصحة
تسببت هذه الأزمة في قلق واسع بين المواطنين، الذين توجهوا بنداء عاجل عبر "
لبنان 24" إلى
وزارة الصحة للمسارعة في تأمين العلاج للمصابين بلدغات الأفاعي.
وطالبوها بتوفير الأمصال والترياق اللازمة فورًا في جميع المستشفيات والمراكز الطبية، لأن هذا حق أساسي لهم، وليس من المقبول أن يُجبروا على البحث عن العلاج في الخارج، خصوصًا في ظل ارتفاع حالات اللدغات بشكل كبير يوميًا ومخاطرها المتزايدة مع موجة الحر الشديدة.
كما يلح المواطنون على أهمية إطلاق حملات توعية مكثفة، تركز على الوقاية والتصرف الصحيح عند التعرض للعضات، مع ضمان وصول الدعم الطبي السريع إلى المناطق النائية والريفية، حيث تتركز معظم الحوادث.