لم يسجل أي جديد على صعيد الردّ الإسرائيلي على الورقة الأميركية والمطالب اللبنانية مقابل الخطوة التي اتخذتها الحكومة بحصرية السلاح فيما علم أن المبعوث الأميركي توماس براك والمبعوثة السابقة مورغن اورتاغوس زارا إسرائيل وأجريا مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين لكن لم تحرز أي تقدم، فغادر براك الى باريس للالتحاق باللقاءات الإسرائيلية السورية فيما بقيت اورتاغوس في اسرائيل لاستئناف المباحثات في محاولة لإقناع تل ابيب بتقديم خطوة مقابلة كما قال براك كالانسحاب من 3 نقاط او وقف الاعتداءات بالحد الأدنى واستكمال المفاوضات على باقي بنود الورقة الأميركية.
إلا أن مصادر سياسية لفتت لـ "البناء" إلى أن الموقف الإسرائيلي متعنت ولم يقدم أي خطوة إيجابية ولا يريد الانسحاب من أي نقطة ولا وقف الاعتداءات قبل تنفيذ
لبنان خطوات عملية على الأرض في عملية نزع سلاح
حزب الله.
في المقابل تشير أوساط رسمية إلى أن الموقف الإسرائيلي رافض أي حلول حتى الساعة وبعدما قدّم لبنان أكثر مما يتوجّب عليه باتت الكرة في الملعب الإسرائيلي وبحال عاد باراك خالي الوفاض من دون أي خطوات إيجابية فإن لبنان بحلٍّ من أمره بما خصّ تتفيذ ما أقرته الحكومة بشأن حصرية السلاح فيما خطة الجيش على هذا الصعيد ستبقى حبراً على ورق لكون رئيس الجمهورية جوزاف عون قال لباراك إن تنفيذ الورقة الأميركية يستوجب موافقة لبنان وإسرائيل" وسورية. كما شدّد الرئيس نبيه بري لباراك على أن
الولايات المتحدة هي المسؤولة عن عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لأنها لا تضغط على "إسرائيل" بالشكل المطلوب وان لبنان لن ينفذ أي خطوة إضافية طالما "إسرائيل" لم تلتزم بشيء.
اضافت "البناء" أن رئيس الجمهورية أبلغ
الأميركيين عبر مستشارين مقربين من واشنطن وعبر باراك والوفد الأميركي الذي زار لبنان مؤخراً، ضرورة الضغط على "إسرائيل" للانسحاب ووقف الخروقات وإلا فإن الحكومة ستفقد الزخم والاندفاعة في تنفيذ خطة حصريّة السلاح، وبالتالي سيتفاقم التوتر على الحدود ويفتح الباب أمام جولات تصعيد أكثر عنفاً في المرحلة المقبلة.
وكتبت "الأخبار": على المستوى السياسي، يبدو أن الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، قد لمسا حجم الغضب الذي تسبّب به دفعهما الحكومة إلى اتخاذ قرارات تهدد الاستقرار في البلاد. ويُصر الرئيس عون على إظهار أن علاقته مع الثنائي حزب الله وحركة أمل لا تزال قائمة، خصوصاً بعد أزمة الثقة الكبيرة التي قامت على خلفية إعلان الحكومة التي أعلنت التزام المذكّرة الأميركية.
وتقول مصادر مطّلعة إن الرئيسين، بعثا، كلّ على طريقته برسائل تفيد بأنهما لم يقصدا بالقرار، أي محاولة لجرّ البلاد إلى فتنة داخلية، ولا يريدان الإيقاع بين الجيش وأي قسم من اللبنانيين. وقد سمع عون وسلام كلاماً واضحاً بأن الثنائي، يصرّ على أن الجلسة لم تكن ميثاقية، وأن القرار ساقط بالشكل والمضمون.
كذلك، تلقّى عون إيضاحات بأن على الحكومة إيجاد المخرج لنفسها. وهو ما دفعه إلى إيفاد مستشاره أندريه رحال للمرة الثانية إلى عين التينة، للتشاور والتنسيق. كذلك التقى رحال مسؤولين في حزب الله، بقصد تصحيح الوضع، بينما بعث رئيس الحكومة برسائل تقول، إن قرار الحكومة "لا يلزم لبنان بخطوات تنفيذية قبل أن تعلن إسرائيل موافقتها الكاملة على الورقة الأميركية، وتباشر الانسحاب ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى".
في السياق، وقبل أيام على جلسة الحكومة المُقرّر عقدها في تاريخ 2 أيلول المقبل للبحث في خطة الجيش الخاصة بحصر السلاح بيد الدولة، علمت "الأخبار" أن "قيادة الجيش أبلغت أركان الدولة وحزب الله، أن الجيش لن يبادر إلى أي خطوة من شأنها المس بالاستقرار الداخلي ولن يسمح لأي جهة باستغلال التوتر القائم لإحداث صدام بين الجيش والمقاومة".
وكتبت "النهار": لم يكن ممكناً القفز فوق التداعيات المثيرة للتوقف تكراراً أمام ظاهرة الرعونة القياسية التي تتحكم بـ"حزب الله" في المقامرة مجدداً بوضع نفسه في مواجهة إجماع لبناني عارم على إدانة ورفض ولفظ آفة طبعت سلوكيات هذا الحزب منذ انطلاقته ولا يزال يمعن فيها رغم كل الكوارث التي تسبّب بها للبنان من جرائها.
الحزب الذي يستسهل التخوين على رغم ما حلّ به في صلب تنظيمه بسبب اختراقات إسرائيل لصفوفه في الحرب الأخيرة، عاد يعبث برعونة خيالية بالوضع الداخلي من خلال تخوين، ليس خصومه فحسب بل مراجع الدولة مثل رئيس الحكومة نواف سلام مباشرة عبر مسؤوليه ونوابه وأنصاره ولافتاته في الهرمل أمس وسواها، ورئيس الجمهورية جوزف عون مداورة من خلال مواقع التواصل، وكذلك المرجع المسيحي الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من خلال واجهة دينية مذهبية هو المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان. الحملات المقذعة بتخوين المراجع والخصوم هذه، ذكرت واقعياً مع الأسف بتاريخ غير مشرف إطلاقاً في استسهال هذه الآفة، إذ استحضرت صفحات سوداء واكبت حرب الاغتيالات التي استهدفت رجالات الانتفاضة الاستقلالية منذ عشرين سنة حيث كانت تواكبها "مقدمات" التخوين.
ولكن الحزب لا يقرأ معنى الإجماع الذي رسمه سيل بيانات الإدانة والتصريحات المتعاقبة في الساعات الأخيرة والتي تضعه منفرداً وحيداً في عزلة وطنية عارمة، وهي عزلة ستشتد مفاعيلها كلما عاند قرار الإجماع في حصرية السلاح، على ما تظهر المعطيات كافة داخلية كانت ام خارجية. وقد فتح القضاء العسكري تحقيقاً في رفع لافتات تخوّن الرئيس سلام في الهرمل أمس.
وكتبت "نداء الوطن": فيما يصار إلى إذابة الجليد القائم في العلاقة بين بعبدا - عين التينة، وبعبدا – حارة حريك، لفتت معلومات إلى أن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مستشار رئيس الجمهورية أندريه رحال لم يحمل جديدًا بل أبقى على التواصل فقط، في وقتٍ تقول مصادر عين التينة إنّ قرار الحكومة بشأن السلاح أثّر سلبًا على العلاقة بين الرئاسات الثلاث. تضيف المعلومات أن الرئيس بري ينتظر ردّ الجانب الإسرائيلي بعد أن قال له المبعوث الأميركي توم برّاك إنّه سيحاول العودة بوقف لإطلاق النار أو انسحاب، لكنّ مصادر عين التينة ترى في التصعيد الإسرائيلي ليل الأربعاء جوابًا سلبيًّا.
وفيما يواصل "الحزب" تزخيم حربه الإعلامية والإلكترونية الفاضحة والمعيبة بحق الرئيس سلام والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وعقب تعليق لافتات في البقاع الشمالي تخوّن الرئيس سلام وتتهمه بالعمالة، قرر مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار فتح تحقيق بشأنها. وسطر الحجار استنابات إلى الأجهزة الأمنية كافة، طالبًا تحديد هويات الأشخاص الذين قاموا بهذا الفعل وتوقيفهم وسوقهم إلى القضاء العسكري للمباشرة بملاحقتهم.
وكتبت "اللواء": عقد اجتماع بين الرئيس نبيه بري والمستشار الرئاسي العميد اندريه رحال، الذي التقى ايضا مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله احمد مهنا، من دون حدوث اي تغيير في الموقف العائد للحزب برفض تسليم سلاحه، واكدت عليه كتلة الوفاء للمقاومة بمطالبة الحكومة التراجع عما اسمته "بالسقطة" المتعلقة بحصر السلاح او نزعه.
وأفادت معلومات عن تفاهم حصل خلال اللقاء الأخير بين الحاج وفيق صفا وقائد الجيش رودولف هيكل على كثير من الاشكاليات المطروحة حول حصر السلاح.واكدت المعلومات أن الجيش اللبناني ليس بوارد الاشتباك مع حزب الله والحزب يرفض أي مواجهة مع الجيش.
وكتبت "الديار": تشهد باريس سلسلة من اللقاءات والمشاورات، يقودها الموفدان الاميركيان توم براك ومورغان اورتاغوس، اللذان اجتمعا بعيد عودتهما من
بيروت، بوزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية رون ديرمر، حيث تكشف مصادر مطلعة عن تفاصيل اللقاء ان الاجواء لم تكن ايجابية بالشكل والدرجة المطلوبين، حيث ابدى الوزير الاسرائيلي رفضا قاطعا لادخال اي تعديلات على الورقة الاميركية، تاخذ بالملاحظات اللبنانية الثماني.
وتتابع المصادر ان الوفد
الاميركي طرح ازاء ذلك، وتسهيلا لعمل الحكومة اللبنانية، امكان قيام اسرائيل بمبادرة حسن نية تقضي بتسليم مجموعة من الاسرى واخلاء احدى النقاط المحتلة، في طرح يتقاطع مع ورقة رئيس مجلس النواب، الا ان ديرمر رفض الامر بشكل قاطع، مؤكدا ان اسرائيل "تريد افعالا جدية" وانها مستمرة في تنفيذ خططها التي وضعتها للجبهة الشمالية.
أمام هذا الموقف المتصلب، والكلام للمصادر، عرض براك ان تصدر الحكومة الاسرائيلية بيانا رسميا، تعلن فيه عن استعدادها للانسحاب التدريجي مع بدء الحكومة اللبنانية بتنفيذ تعهداتها، وهو طرح نوقش مع الجانب اللبناني، عندئذ طلب ديرمر رفع الاجتماع لمناقشة الامر مع المعنيين في اسرائيل، على ان يبلغ الجانب الاميركي بالرد النهائي يوم السبت.
وعليه، توقعت المصادر ان تحضر اورتاغوس الى بيروت يوم الاثنين، برفقة وفد نيابي اميركي، حاملة معها رد تل ابيب، مبدية اعتقادها بان اسرائيل ستراوغ، اذ ليست في صدد تقديم اي تنازلات في الوقت الراهن خصوصا في ظل الاوضاع الاقليمية، والتطورات التي تشهدها ساحتا غزة وسوريا، خاتمة بان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سبق وتعهد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم ممارسة اي ضغوط في ما خص الملف اللبناني، في حال استمرت الوتيرة الاسرائيلية على ما هي عليه، بعيدا عن كسر قواعد الاشتباك القائمة.
اما في الداخل، فيبدو ان الحركة عادت الى سابق عهدها بين المقرات الرئاسية. فعشية زيارة مستشار رئيس الجمهورية اندريه رحال الى عين التينة، علم ان رئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا قام "بزيارة " الى قصر بعبدا، برفقة المعاون الامني لمسؤول العلاقات الخارجية في الحزب، الحاج احمد مهنا (الذي كان شارك في اللقاء الشهير الذي عقد في منزل العماد جوزاف عون في الفياضية قبيل انتخابه رئيسا)، حيث عقدا جلسة مع الرئيس عون استمرت لمدة ساعتين، تناول مسالة قرارات الحكومة، والتاكيد على عدم رغبة اي جهة بحصول اي صدام او اهتزاز للسلم الاهلي.
هذه الحركة السياسية، واكبتها حركة عسكرية، في الموازاة، حيث فعل قائد الجيش العماد رودولف هيكل من اتصالاته بعيداً عن الاعلام، مع الرؤساء الثلاثة، وخصوصاً عون وبري، في ظل الخطوط المفتوحة مع قيادة حزب الله، في وقت تنكب فيه أجهزة القيادة على وضع خطة "حصر السلاح" بناء على تكليف من
مجلس الوزراء، والتي تحدثت المصادر عن انها تستند الى تلك التي وضعت لمنطقة جنوب الليطاني، والتي كان سبق ونوقشت خلال زيارة الموفد توم براك الثانية الى اليرزة.
أوساط مقربة من العهد اشارت الى ان الستاتيكو الداخلي الحالي لا يدل الى اتجاه تصاعدي للتوتر، متوقعة خطوةً "أميركية ما" ، بعدما باتت الكرة اليوم في ملعب أصدقاء لبنان وخصوصاً واشنطن، المسؤولةً عن قراري الإعمار أو تفعيل الاقتصاد أو الضغط على إسرائيل للانسحاب ووقف اعتداءاتها على لبنان، بعدما وفت الحكومة اللبنانية بواجباتها، آملة، ان تشهد الفترة الفاصلة عن موعد إنجاز خطة قيادة الجيش، التي تتناول مراحل تطبيق قرار حصر السلاح على كل الأراضي اللبنانية، تحركا دوليا على صعيد المجال الأمني كما المجال المالي أو الاقتصادي عبر الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
وكشف موقع "أكسيوس" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبت من إسرائيل تقليص العمليات العسكرية غير العاجلة في لبنان لدعم عملية نزع السلاح.
ولفتت مصادر لـ "أكسيوس" إلى أن الخطة الأميركية تتضمن إنشاء "منطقة اقتصادية باسم ترامب" في أجزاء من جنوب لبنان المحاذية للحدود مع إسرائيل وقد وافقت السعودية وقطر مسبقاً على الاستثمار في إعادة إعمار هذه المناطق بعد اكتمال الانسحاب الإسرائيليّ.