Advertisement

لبنان

قرار حصرية السلاح سابق لورقة براك ويعطي العدو حجة

Lebanon 24
03-09-2025 | 22:34
A-
A+
Doc-P-1412611-638925610044846604.jpg
Doc-P-1412611-638925610044846604.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

كتب رفيق خوري في" نداء الوطن": الوضع غير الطبيعي الذي سمحت به ظروف الهيمنة السورية والإيرانية على البلد هو تولي حزب مسؤولية المواجهة مع العدو باسم لبنان، وأن يقرر هو بدء «حرب الإسناد» لغزة والمشاركة في حرب الدفاع عن نظام الأسد ودعم الحوثيين في صنعاء، من دون اعتبار للموقف الرسمي واعتراض الأكثرية الشعبية، وبصرف النظر عما يلحق بالوطن الصغير من دمار وخسائر بشرية واقتصادية وعزلة سياسية. والوضع الطبيعي هو أن تعود الدولة إلى تولي المسؤولية عن حماية البلد ومواجهة الخطر، وتستعيد قرار الحرب والسلم بلا شريك، وتمارس الحق في حصرية سلاح في يدها مع خطة لسحب سلاح «حزب الله» وسلاح المخيمات الفلسطينية. وأي رفض للعودة إلى الوضع الطبيعي كما هو في بقية الدول يشكل نوعًا من اغتصاب السلطة والاعتداء على الدولة ومنعها من ممارسة مسؤولياتها بموجب الدستور.
Advertisement

المهمة التي قرر مجلس الوزراء أن تنتهي إبقاء لبنان في «محور المقاومة الإسلامية» الذي جرفته التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، ودفعه إلى أن يكون جبهة أمامية لم تبق وراءها أية جبهة، في حرب دائمة مع إسرائيل على طريق مشروع إقليمي إيراني في مرحلة الانحسار. حرب دائمة من دون التوقف أمام الدمار الذي لا قدرة على إعادة الإعمار بعده، والوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي المزري في لبنان، والرفض الرسمي والشعبي للتورط في حرب، وخروج الدول العربية من الحرب أكان إلى معاهدات سلام أو إلى «اتفاقات أبراهام» أو إلى انتظار تسويات أو حتى انتظار ترتيبات أمنية. وحرب دائمة بلا رد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية على «حزب الله» لجهة اغتيال أفراده وتدمير بنيته العسكرية.

أما الحديث عن ضرورة الاستعداد لمواجهة «تهديد وجودي واستراتيجي داهم ومتواصل» يشكله العدو الإسرائيلي، فإنه دعوة إلى الحفاظ على سلاح «حزب الله» إلى الأبد وتجنيد لبنان في مواجهة تحتاج إلى ما يتجاوز قدرات «حزب الله» ولبنان والعرب وإيران، كما إلى التبصر، لا فقط في الموقف الأميركي والأوروبي بل أيضاً في الموقف الروسي والصيني من حماية الدولة العبرية. واما اعتبار السلاح توأم «الروح» وسلاح «المهدي المنتظر»، فإنه يأخذنا من جهة إلى «شيعية» السلاح، ومن جهة أخرى إلى الغيب. وفي الحالتين مشكلة للبنان. فلا شيء اسمه «خطر وجودي» على الشيعة في لبنان لكي يحميهم سلاح حزب إيديولوجي مذهبي. ولا أحد يجهل العقبات الكبيرة أمام «ولاية الفقيه» في منطقة أكثرية سنية في العالمين العربي والإسلامي، كما في مواجهة الغرب من دون حصول جمهورية إيران الإسلامية على ما هو أكثر من تنديد خطابي روسي وصيني بحرب أميركا وإسرائيل عليها.

وفي الشكل، فإن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يقوّي حجة «حزب الله» في التمسك بالسلاح، كما أن السلاح يعطي العدو حجة لاستمرار الاحتلال والاعتداءات. لكن هذه ليست المسألة في المضمون. وفي الشكل أيضًا، فإن تعثر أميركا في ضمان الموافقة الإسرائيلية والسورية على الالتزامات المقابلة للالتزامات اللبنانية حسب ورقة توم برّاك المعدلة يسمح لبيروت بتجميد ما قرره مجلس الوزراء. لكن قرار حصرية السلاح سابق لورقة براك ومتصل بالمصلحة الوطنية اللبنانية العليا، وتجميده يقود إلى تخلي العرب والغرب عن دعم لبنان ومساعدته. وإذا كانت السيادة منقوصة، فإن سلاح «حزب الله» يزيد النقص لا يكمله. والاحتجاج على تدخل العرب والغرب في الشؤون الداخلية يفقد أية صدقية من دون الاحتجاج على التدخل الإيراني الأخطر.

كان الإمبراطور الروماني هادريان من أوائل الذين استخدموا شعار «السلام عبر القوة» وليس من المعقول جر لبنان واللبنانيين إلى «حرب عبر الضعف» على طريقة إيران والوكلاء.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك