أقام رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي غداء تكريمياً حاشداً على شرف مفتي الجمهورية الشيخ محمد عبد اللطيف دريان، في مقره الصيفي في بقاعصفرين - الضنية، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وزير الداخلية والبلديات العميد احمد حجار، كما حضر النواب: فؤاد مخزومي، أشرف ريفي، عدنان طرابلسي، عبد الرحمن البزري، بلال الحشيمي، أحمد الخير، طه ناجي، حسن مراد، عبد العزيز الصمد، وضاح الصادق، ومحمد يحيى، والوزير نهاد المشنوق.
وشارك في المناسبة مفتي المناطق اللبنانية، ورئيس المحاكم السنية الشيخ محمد عساف، وعدد كبير من القضاة الشرعيين والمدنيين، نقباء المهن الحرة في طرابلس والشمال، أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية، مدير عام الأمن الداخلي اللواء رائد العبد لله، وعدد كبير من المدراء العامون ورؤساء مجالس الادارة، رؤساء بلديات الضنية وطرابلس والميناء والبداوي ودير عمار والمنية والشمال ومخاتير الضنية، وحشد كبير من الشخصيات الوطنية والاجتماعية ورجال الأعمال والإعلاميين.
كرامي
وقال كرامي في كلمته: "دعني بداية يا سماحة المفتي ان أؤكد أنك عامود الخيمة واننا كلنا نستظل توجهات ومواقف دار الفتوى، وكلنا ثقة أن هذه الدار الكريمة كانت وتبقى وستظل الساعية لحماية لبنان ولتحقيق المصلحة الوطنية العليا، ولإخراج الطائفة الأمة من مأزق الطائفة المأزومة عبر التطبيق الحرفي والشفاف لبنود اتفاق الطائف".
وتابع كرامي: "يهمني أيضا أن أؤكد بحضوركم وخصوصا بحضور سماحة المفتي ان الطائفة الأمة لا يمكن تقزيمها لأي سبب من الأسباب، او لأن أحدا منها غاب عن المشهد، فهي اكبر منا جميعا، وقوة الطائفة الأمة تكمن في جميع أبنائها، ولا يمكن اختزالها بأفراد مهما علت مكانتهم، واستمرارية حضورها وضمان مستقبلها مرهون بوعيها الجمعي ووحدتها. وبالمناسبة، فإن التطاول على رئاسة مجلس الوزراء مرفوض تماما كالتطاول على الرئاستين الأولى والثانية".
وأضاف: "إن دورنا أيها الأخوة في هذا العهد الجديد يشكل ركيزة أساسية للمستقبل، فهذا العهد عهد إصلاح ولا بد من دعمه، وبناء الدولة أصبح لزاما علينا لا نقاش فيه، واني استغرب أننا كلبنانيين ننتظر أن يشترط علينا الأشقاء والأصدقاء الشروع في الإصلاحات وفي بناء الدولة، فالمفروض ان يكون هذا هدفنا وأن نطلب دعم الأشقاء والأصدقاء لتحقيق ذلك".
وأكمل: "إن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ضمن حدوده الراسخة والمعترف بها، وأي مسعى لتوسيع او تقزيم جغرافيته جغرافيته يشكل تهديدا مباشرا على استقراره وكيانه. ونعلن للجميع ان طرابلس وكل الشمال سيبقى جزءا لا يتجزأ من لبنان، ونطالب الحكومة بالاهتمام به وإدراجه ضمن خطط التنمية. كذلك، لإإن المرجعية الوحيدة لحمل السلاح هي الدولة، والجيش اللبناني هو الضامن الشرعي. ثقتنا بمؤسستنا العسكرية ثابتة، ودورها مركزي في حماية الوطن ووحدة أراضيه".
وختم: "إن لبنان المتنوع المحتوي لكل طوائفه هو المبتغى، ولا يجب ان يجر أحد احدا الى مغامرات تهلك الجميع، لذلك فالمطلوب دائما هو التفاهم والحوار وإيجاد الحلول دون تعريض البلاد الى صدامات لا تحمد عقباها او الى حروب أهلية لا سمح الله".
المفتي دريان
وألقى المفتي دريان كلمة شدد فيها على الثوابت الوطنية التي طرحها كرامي، متطرقًا إلى الأوضاع الداخلية وملف السلاح والحوار والعلاقات اللبنانية والعربية.
وأكد دريان على أهمية الوحدة والاعتدال والتلاقي، مشدداً على الوفاء للقيم التي تجسدها مؤسسة دار الفتوى في لبنان، وداعياً إلى "تكريس نهج جامع يحصن الوطن في مواجهة الأزمات"، وقال: "أما السلاح، فهذا الموضوع الخلافي اليوم أكرر ما قالة كرامي، وأقول أي موضوع خلافي يجب أن يحل ضمن المؤسسات الدستورية بالحوار وبتغليب مصلحة لبنان على غيرها من المصالح سواء كانت حزيبة او شخصية او غير ذلك، لأن مصلحة اللبنانيين هي المقدمة على كل أمر. تعالو لنتحاور جميعا حول هذا الأمر، هل يفيد التمسك بالسلاح؟ أم أن التمسك فيه قد يضر بمصلحة لبنان واللبنانيين؟ هذا موضوع للنقاش للحوار".