أقامت منطقة جزين في "القوّات اللبنانية" عشاءها السنوي في جزين، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، ممثّلًا بالنائبة غادة أيوب. حضر الفعالية عضو تكتل "الجمهوريّة القويّة" النائب سعيد أسمر، إلى جانب فاعليات ورؤساء المراكز والمكاتب في المنسّقيّة.
وقال
جعجع: "لا يمكنني أن أبدأ حديثي اليوم من دون التوقف عند ما تحقق هذا العام في الانتخابات البلدية. لقد أثبتت جزين مرة جديدة أنها على قدر الثقة، كما فعلت في الانتخابات النيابية، وقد اكتمل هذا النهج في الانتخابات البلدية. لقد برهن أبناء جزين والمنطقة أنهم يتمتعون برؤية واضحة للأمور، وأنهم اختاروا خطًا سياسيًا محددًا، وأنهم دائمًا يسعون إلى التغيير نحو الأفضل. ونتيجة ما حصل في السنة الحالية، بات الطريق مفتوحًا أمام اتحاد بلديات جزين، على الرغم من علمي بأن التحديات كبيرة".
تابع: "الاتحاد ورث تركة ثقيلة، سواء لجهة الديون، أو لجهة الالتزامات غير المسددة، أو من حيث الآليات المعطلة. لكن هذا الواقع لن يشكّل عائقًا أمام الاتحاد الجديد، الذي سيباشر فورًا وضع خطة واضحة للتخلص من أعباء المرحلة السابقة، والانطلاق بعمل جديد".
أضاف: "الجو العام في منطقة جزين يتجه نحو الأفضل. نعم، مرّت المنطقة بمرحلة صعبة، أولًا نتيجة وجود بعض المجموعات السياسية التقليدية، وثانيًا بحكم موقعها الجغرافي. إلا أن جهود الرفيقات والرفاق، إلى جانب الكثير من المخلصين، وعدد كبير من الشخصيات المستقلة، قد أثمرت عن وصولنا إلى هذه المرحلة، التي نعتبرها إنجازًا كبيرًا".
واعتبر أن "التحدي في منطقة جزين لا يزال قائمًا، ويتمثل في نقل هذه المنطقة من واقع عاشته لعقود، إلى واقع جديد تمامًا. الجميع يعلم كيف أن الثقة التي منحنا إياها الناس في الكثير من المناطق، مكّنتنا من إحداث تغيير حقيقي في واقعها. والجميع يعرف أداء نوابنا تحت قبة
البرلمان، كما يعرف أداء وزرائنا في الحكومات المتعاقبة. وبالتالي، لا شك أن منطقة جزين ستشهد أداءً مشابهاً على مستوى النيابة، وهذا ما بدأنا نراه، وكذلك على مستوى الاتحاد البلدي، بإذن الله". وقال: "رغم صعوبة التحديات، فإن إصرارنا على تخطّيها أقوى. لدينا تصميم راسخ على مواجهة العقبات كلها، وتحقيق الأهداف".
وعلى مستوى الوضع العام في البلاد، قال: "نعيش اليوم مرحلة مختلفة تمامًا عن كل ما سبق منذ العام 1990 وحتى الأمس القريب. لدينا رئيس جديد للجمهورية "من جزين" ولدينا حكومة جديدة، وبدأنا نشهد ملامح وضعية ناشئة جديدة، تفتح أمامنا آفاقًا للأمل بقيام دولة جديدة. نعم، دولة جديدة آخذة في التشكّل، تحمل في طياتها بذور مستقبل واعد، كنا نحلم به منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وكان الواقع السابق يمنع تحققه. أما اليوم، فذلك الواقع في تراجع، والدولة في تقدّم. أنا، من هذا المنبر، أعبّر عن تفاؤلي بالمستقبل. تفاؤلي هذا ليس مبنيًا على فراغ، بل على معطيات حاضرة ومُشجّعة. صحيح أن التطور لا يتم بالسرعة التي نطمح إليها، لكنه موجود. وأمام هذا الواقع، بات لدينا أمل لا بأس به. المطلوب منّا أن نضع أيدينا بأيدي بعض، لنتمكّن من تجسيد هذا الأمل من أجل الأجيال المقبلة".
وتوجه بكلمة لـ"رفيقاتي ورفاقي" في منطقة جزين، وقال: "إن البطولة لم تكن يومًا في أن يكون الإنسان قواتيًا في كسروان أو جبيل أو بشري أو دير الأحمر أو زحلة أو الأشرفية، بل البطولة الحقيقية كانت في أن يبقى الإنسان متمسكًا بهويته اللبنانية في جزين، بالرغم من الظروف كلها التي مرّت بها المنطقة، منذ العام 1990 وما قبله. البطولة كانت في الثبات على الإيمان، وعلى الخط السياسي، وفي البقاء على النهج، وبالأخصّ، في البقاء على الالتزام بخط
القوات اللبنانية. أنتم، رغم التحديات والظروف، بقيتم قوات لبنانية. واستمراركم، ونضالكم، وصداقتكم، وثباتكم على مواقفكم، هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم في جزين".
وتابع: "يجب أن لا ننسى ما تحقق في الانتخابات النيابية العام 2022، حيث أفرزت هذه الانتخابات نائبين جديدين بالكامل في جزين، ما منح المنطقة نكهة تمثيلية جديدة. وهنا، أود أن أحيي بشكل خاص رفيقتنا غادة أيوب، على كل ما قامت به، وعلى الروح الجديدة التي بثتها في المنطقة، وهي الروح الكامنة أصلًا في جزين. كما أحيّي الرفيق سعيد الأسمر، الذي يجسّد مثال المناضل الحقيقي، الخارج من صفوف الناس، والذي واصل كفاحه حتى وصل إلى الندوة البرلمانية. أحيّي كل شابة وشاب، وكل امرأة ورجل منكم، لأنكم، رغم صعوبة الظروف، واصلتم العمل المتواصل حتى أوصلتم القوات اللبنانية في المنطقة إلى ما وصلت إليه اليوم".