أطلقت جمعية حاقل الخيرية في قضاء جبيل، نظامها للطاقة الشمسية المنفذ من شركة "سوليد غروب" بمسعى من جمعية مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة C.D.D.G ضمن برنامجها N.O.U.R ، خلال احتفال اقيم في صالة كنيسة مار ساسين في البلدة، حضره النائب زياد الحواط ،
نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية ميفوق القطارة بشير الياس رئيسا بلديتي بجة رستم صعيبي وبلاط - قرطبون ومستيتا عبدو العتيًق، مختار البلدة ريمون حبيب ومختار مدينة جبيل جورج حبيب، خادم الرعية الخوري شربل مخلوف، رئيس الهيئة الإدارية للجمعية الخيرية موريس
روحانا، رئيس مجلس ادارة SOLID GROUP المهندس إلياس جعجع، الرئيس التنفيذي لمجموعة IPT زخيا عيسى، رئيس الهيئة الإدارية لجمعية CDDG المهندس جان خشّان وفاعليات البلدة ومدعوون.
بعد النشيد الوطني، ألقى عريف الاحتفال جورج روحانا كلمة اشار فيها إلى ان "محطة الطاقة الشمسية التي نفتتحها اليوم ليست مجرد مشروع إنمائي بل إعلان إلتزام بمستقبل اخضر وبيئة نظيفة وحياة كريمة للأجيال الطالعة آملا ان يكون بداية مسار جديد لتظل حاقل منارة تشع نوراً لا ينطفىء".
ريمون حبيب
وأشار مختار البلدة ريمون حبيب إلى أن "جمعية حاقل الخيرية كانت إلى جانب ابناء البلدة وقاطنيها منذ خمسين سنة خلت"، مذكرا انه "في العام 2016 اطلق شبان البلدة عملية النهوض ببلدتهم من خلال تأمين مولد كهربائي ومد شبكة للمواطنين بأسعار الكلفة إضافة إلى انارة طريق البلدة".
الياس
واعتبر الياس ان "هذا المشروع ليس مجرّد محطة للطاقة، بل هو رسالة أمل وعمل، رسالة تضامن وشراكة، ورسالة إيمان بأنّ الإنماء هو المدخل الحقيقي لبقاء الناس في أرضهم وتعزيز انتمائهم لوطنهم، متحدثاً عن مرافقته لمراحل تنفيذ المشروع من الدراسات الأولية إلى التحضيرات العملية، وصولاً إلى التدشين ولقد آمنا منذ البداية أنّ مشروعاً كهذا قادر على إحداث نقلة نوعية، ليس فقط لحاقل، بل لكل قضاء جبيل. بل لكل
لبنان" .
وقال: "إنّ هذا الإنجاز بفوائده الاقتصادية والبيئية والإنمائية والاجتماعية ما كان ليرى النور لولا الشراكة البنّاءة بين القطاعين العام والخاص، ولولا التعاون الوثيق مع المنظمات الصديقة. وهنا لا بدّ من توجيه الشكر والتقدير إلى جمعية CDDG وشركة solid group ا للتين ساهمتا بجدّية ومسؤولية في تحويل الفكرة إلى حقيقة ملموسة يستفيد منها أبناء المنطقة".
ونوه "بتكاتف وتضامن جميع ابناء البلدة وفاعلياتها الذين ووقفوا صفاً واحداً خلف هذا المشروع، واضعين مصلحة بلدتهم فوق كل اعتبار ، اكد ان ما يحتاجه لبنان أن نقدّم الصالح العام على المصالح الضيّقة، وأن نختار دائماً ما يوحّدنا لا ما يفرّقنا". وقال: "أما عن أهمية هذا المشروع، فهي تكمن في كونه يقدّم جواباً عملياً بكلفة مخفّضة على أزمة عانى منها اللبنانيون لعقود طويلة، ألا وهي أزمة الكهرباء وازمة التلوث لقد سئم الناس من الوعود ومن الحلول المؤقتة ومن خطورة تفاقم الأمراض ، فلجأوا إلى البدائل الفردية. غير أنّ هذه البدائل، على أهميتها، تضعف حسّ الانتماء إلى الدولة، إذ يشعر المواطن أنّها غائبة، وأن لا جدوى من القيام بواجباته تجاهها ، بينما نحن نريد أن نعيد الثقة بين المواطن والدولة، وأن نؤكد أنّ المواطنة ليست شعارات، بل هي حقوق وواجبات معاً. فعندما ينال المواطن حقوقه، يصبح أكثر التزاماً بواجباته، وأكثر تمسكاً بدولته".
وعن الكلفة قال: "إنّ كلفة هذا المشروع لا تعادل أكثر من غداء أو عشاء انتخابي او جولة انتخابية او مهرجان انتخابي لا يخلّف وراءه إلا الكلام أما المشاريع الإنمائية، فهي التي تترك أثراً وتؤسّس للاستمرارية ، فمن يصنع الإنماء يستحق ثقة الناس، ومن يترك بصمة في حياة مجتمعه يضمن استمراريته. والدليل على ذلك ما نراه في تجربة النائب الصديق زياد حواط، الذي دخل الشأن العام من باب الإنماء، فنجح في خدمة مدينة جبيل، ثم كسب ثقة الناس في
القضاء والمحافظة ويستمر في خدمة المجتمع لأنّ الإنماء هو الطريق الأقصر إلى قلوب الناس وعقولهم. نحن نؤمن أنّ الإنماء ليس باباً للمكاسب السياسية ولا وسيلة انتخابية عابرة، بل هو الأساس للتجذّر في الأرض، ولتثبيت العائلات في بلداتها، ولتشجيع الشباب على البقاء في قراهم وتأسيس مستقبلهم هنا، لا في بلاد الاغتراب. الإنماء هو تفعيل للمجتمع، وبناء للإنسان قبل الحجر".
وختم: "من هنا، من حاقل بالذات، نطلق وعدنا أنّ هذه الشعلة لن تبقى محصورة هنا، بل ستنتقل إلى كل بلدات قضاء جبيل، لتضيء العتمة، وتزرع الأمل، وتعزز التكاتف والتضامن، لمصلحة الجميع، بعيداً عن أي مصلحة خاصة ، ونتمنى ان تتلاقى الايادي البيضاء مع الأفكار والمشاريع في سبيل الخدمة العامة" .
خشان
واعتبر خشان ان "نجاح مشروع حاقل هو نجاح لكل المنطقة وهو دليل انه عندما يكون هناك شراكة شفافة بين المجتمع المحلي والقطاع الخاص نستطيع خلق حلول حقيقية مشيراً إلى ان اهالي بلدة حاقل ثبتوا نجاح هذه التجربة". وقال: "خطتنا ألا يبقى "نور" محصورا في حاقل بل يكون مبادرة وطنية تعمم على باقي القرى والبلدات لتنير طاقة نظيفة وخدمة مستدامة وانتعاش اقتصادي وصولا إلى لبنان أحلى. "نور" ليس فقط طاقة بل هو أمان اقتصادي وإجتماعي وهذا البرنامج له أثر بيئي مباشر حيث يخفف الانبعاثات الضارة ويحافظ على هواء انظف ويلبي اهداف التنمية المستدامة من خلال الطاقة النظيفة والمستدامة".
ياغي
وألقى المهندس بيتر ياغي كلمة باسم "سوليد غروب" اشار فيها إلى ان "بلدة حاقل تكتب صفحة جديدة في مجال الطاقة المتجددة حيث الوضع في لبنان على صعيد الكهرباء سيء والمولدات تلوّث ، والفواتير باهظة ، لافتاً إلى ان هذا المشروع ليس فقط تركيب ألواح وبطاريات بل خطوة فعلية للتخفيف من عبء الكهرباء وضمان استمراريتها بأقل كلفة على المواطنين". وشدد على اهمية المحافظة على المشروع لنثبت ان بلدة صغيرة قادرة ان تكون نموذجية .
الحواط
وهنأ الحواط بلدة حاقل بإنجاز هذا المشروع، مثنياً على روح التضامن بين ابناء البلدة وشبابها بعيدا عن الحسابات والخلافات السياسية والذي لولاه لما تحقق هذا المشروع اليوم، ووجه الشكر لجمعية CDDG وشركة سوليد غروب على هذا الإنجاز مشددا على ضرورة ان يعمم هذا المشروع على كافة قرى قضاء جبيل. وقال: "واحدة من أكبر الأزمات التي يعاني منها لبنان اليوم هي أزمة الكهرباء، وكذلك الأمر في مدينة جبيل وقضائها، وهي منطقة تضم السياحة والصناعة والزراعة، وكلها تحتاج إلى طاقة كهربائية، إذ لا يمكن لأي نشاط أن يُنجز من دونها لذلك، هذا المشروع ضرورة، ويجب أن يُعتمد في كل ضيعنا وقرانا من اجل استقطاب السياح، وحين نتحدث عن الإنماء تحديداً، فإنكم لستم بعيدين عنه أبداً، لأننا بحاجة إلى المبادرات لقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها ممكناً الاعتماد على السلطة المركزية فقط، فقد رأينا إلى أين أوصلتنا، ورأينا كيف انهارت مؤسسات هذا الوطن اليوم المبادرات الفردية هي الأساس لبناء
المستقبل وعلينا أن نتكاتف ونتعاون كي نكون مجتمعاً سليماً ليبقى شبابنا وشاباتنا في قُرانا ومناطقنا، وإلا فإن شبابنا سيهاجرون ولن يبقوا في ضيعهم، سينتقلون إلى الساحل، ومنه إلى الخارج".
أضاف: "اليوم أمامنا فرصة أساسية ومحورية مع بداية عهد جديد يعيد تفعيل الدستور واتفاق الطائف، الذي من أبرز بنوده إلى جانب موضوع السلاح هو اللامركزية الإدارية الموسعة المالية والإدارية فاللامركزية هي حجر الأساس لبناء الأوطان المتطورة، ولا يقول أحد إن اللامركزية أو الفدرالية تعني التقسيم، بالعكس، هي بناء وطن جديد متطور يواكب العصر والحضارة ، ومن خلال اللامركزية، نستطيع تطوير قرانا وبلداتنا وتنمية مناطقنا، لأن السلطة المركزية خطفت القرار ولم تستفد من طاقات شبابنا وشاباتنا، بل منعتهم من العمل لخدمة مجتمعاتهم ونحن أمام استحقاقات كبيرة فلبنان اليوم أمام خيارين: إما الزوال، أو إعادة بناء وطن جديد يشبه طاقات شبابنا وشاباتنا".
وأردف: "لدينا شباب نفتخر بهم في كل مكان فأينما وجدت شركة ناجحة في العالم، ستجد لبنانياً فيها، وأينما وجدت مؤسسة متميزة، ستجد لبنانيين أكفاء. لكن للأسف، لم نستفد من خبراتهم لأن السلطة المركزية أبقت اللبنانيين تحت رحمة مجموعة من الأشخاص الذين أداروا البلد بعشوائية حتى الانهيار، لذلك اللامركزية هي الطريق الجديد، وهي خشبة الخلاص من أجل لبنان جديد، نبدأ بالكهرباء، ثم بالنفايات، ثم بالبنية التحتية، وهكذا نصبح أمام قرى ومدن قادرة على استيعاب الزوار والسياح، وتتحول إلى مدن سياحية وزراعية وصناعية منتجة، وبذلك نتمكن من إبقاء شبابنا في ضيعهم ليستفيد الوطن من خبراتهم لبناء لبنان جديد وإلا فنحن متجهون نحو المجهول والانهيار. نحن أمام مرحلة جديدة، إما أن نكون على قدرها ونوصل صوتنا، أو أن المشكلة تكون فينا نحن".
وسأل: "هناك محطة أساسية لتحديد أي لبنان نريد: هل نريد لبناناً على صورة لبنان القديم، أم لبناناً حديثاً يشبه طاقاتنا؟ هل نريد لبناناً يستفيد من خبرات شبابه، أم أن نُبقي على غير الكفوئين الذين أوصلونا إلى الانهيار؟ أما في ما يخص قضاء جبيل، فالمشاريع الإنمائية لا يمكن أن تنجح دون خطة شاملة متكاملة، لأن الحلول الجزئية تبقى ترقيعية ، لكن بجهودنا، أطلقنا عدداً كبيراً من المشاريع التي تصل إلى نحو 4 ملايين دولار، لتأهيل الطرقات في القرى والبلدات، نحن قمنا بمسح شامل مع رؤساء البلديات والمخاتير لتحديد الحاجات من زفت وبنية تحتية. وقد غطينا حتى الآن جزءاً كبيراً، وسنغطي الباقي، وأعدكم أنه في عامي 2025-2026 ستصبح معظم الطرقات في القضاء بحالة مقبولة، فمع الأسف، وصلنا إلى القرن الحادي والعشرين وما زلنا نتحدث عن طرقات بلا زفت، وهذا ليس مشروعاً انتخابياً ولا دعاية، بل واجب علينا كمسؤولين".
أضاف: "بلدة حاقل تتمتع بفصيلة الأسماك المتحجرة التي وُجدت فيها منذ ملايين السنين علينا أن نعيد إحياء هذا التراث الجيولوجي المميز، لأنه قادر على استقطاب الزوار والسياح من كل مكان إذا أنشأنا متحفاً أو مركزاً لعرض هذه الأسماك وشرح كيفية تكوينها، سنحوّلها إلى مورد سياحي واقتصادي كبير. هذه ثروة طبيعية عظيمة في أيديكم، ويجب الاستفادة منها بكل الإمكانات الممكنة، بالتعاون مع الجهات المانحة والداعمة وبهذا نكون نعرّف العالم على حاقل، وندخل أموالاً إلى الضيعة، ونخلق فرص عمل لأهلها، علينا أن نعتمد على أنفسنا، فلدينا كل الطاقات والإمكانات. وأنا أضع نفسي بتصرفكم للمساعدة في تطوير هذا المشروع بالتعاون مع الجهات المانحة. وأؤكد أننا نعمل على مشروع طاقة بديلة في جبيل، بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسة امتياز كهرباء جبيل، لإنشاء ثلاثة معامل لتوليد الكهرباء، بقدرة إجمالية تصل إلى 70 ميغاواط، مما سيخفف فاتورة المواطن بنسبة 40% معلنا ان هناك شركة أميركية قدمت
العرض والتمويل الكامل للمشروع، على أن يتم الدفع عبر بيع الطاقة المنتجة لشركة الكهرباء فهذه هي أهمية اللامركزية في ملف الكهرباء، فقد أثبتت السلطة المركزية فشلها الذريع".
وختم: "إن تضامن أهالي حاقل، ولجنة الوقف، والجمعيات، والأبرشية، وجميع المكونات، يشكل نموذجاً يُحتذى به، ونشكر كل من دعم وساهم في هذه المبادرات ونأمل أن نتابع معاً المشاريع الإنمائية، لأن بناء الوطن لا يكون فقط باستعادة السيادة، بل ببناء مؤسسات قوية تستثمر في شبابنا وشاباتنا، لصناعة مستقبل مشرق لهم وللبنان".
ازاحة الستارة
وفي الختام تم قص شريط الافتتاح وأزيحت الستارة عن اللوحة التذكارية وقطع قالب حلوى وشرب الجميع نخب المناسبة.