تكدّست مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، وسط حالة من الجمود السياسي والإنساني المتفاقم، فيما تؤكد وكالات
الأمم المتحدة والدول المانحة استعدادها لإدخال آلاف الشاحنات إلى
قطاع غزة فور السماح بفتح المعابر، بما فيها معبر رفح المغلق منذ أسابيع.
وأعلن
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو أمس السبت أنّ معبر رفح سيبقى مغلقًا حتى إشعارٍ آخر، مشددًا على أن إعادة فتحه "مرهونة بتسليم حركة
حماس جثث الأسرى الإسرائيليين".
وجاء هذا التصريح بعد ساعات من إعلان السفارة
الفلسطينية في القاهرة عن إعادة فتح المعبر اعتبارًا من يوم الاثنين، لتسهيل عودة
الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة، ما أثار حالة من الغموض بشأن مصير المعبر بين نفي وتأكيد متناقضين.
وفي تطور ميداني، انطلقت اليوم الأحد قافلة مؤلفة من 200 شاحنة محمّلة بنحو أربعة آلاف طن من الأغذية والأدوية والخيام من مصر باتجاه قطاع غزة، في محاولة عاجلة لإحياء مساعي الإغاثة والتخفيف من الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن الشاحنات دخلت عبر معبري كرم أبو سالم والعوجا بعد خضوعها للتفتيش الأمني
الإسرائيلي، تمهيدًا لعبورها نحو القطاع وفق الآليات المعتمدة للرقابة والتدقيق.
في المقابل، هاجمت حركة حماس قرار نتنياهو، واعتبرته في بيان رسمي "خرقًا فاضحًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنصّلًا من التعهدات المقدّمة للوسطاء". وأكدت أن "استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمصابين ووقف حركة المدنيين في الاتجاهين، إضافة إلى عرقلة إدخال المعدات اللازمة لعمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، سيؤدي إلى تأخير عملية انتشال الجثث وتسليمها".
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أنّ "منع إدخال التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتعرف على هوياتها يشكّل جريمة إنسانية إضافية تضاف إلى سلسلة الانتهاكات
الإسرائيلية المستمرة في غزة".