نشرت صحيفة "arabnews" تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ "لبنان على شفا الحرب"، محذرة مما قد يحصلُ في بلاد الأرز إبان ارتفاع منسوب التصعيد بينها وبين إسرائيل.
التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، يقولُ إن "التوتر بلغ ذروته في لبنان"، وأضاف: "تُفيد التقارير بأنَّ المبعوث الأميركي توم باراك منح بيروت مهلة حتى نهاية تشرين الثاني لنزع سلاح حزب الله، محذراً من أن إسرائيل ستشنّ عملاً عسكرياً إذا لم يتغير شيء بعد انقضاء هذه المهلة".
وتابع: "لبنان على شفا حرب، ويقولُ البعض إن الولايات المتحدة تُصعّد المخاطر قبل المفاوضات. ومع ذلك، فالمخاطر كبيرة بالفعل، ولا ينبغي ترك أي شيء للصدفة".
ورأى التقرير أنَّ "الوضع الداخلي في لبنان متوتر للغاية"، موضحاً أنهُ "على الصعيد الدولي، فرضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي جولة جديدة من العقوبات على عناصر حزب الله الذين يستغلون اقتصاد النقد"، وتابع: "الجماعة محاصرة، وهذا أمر خطير".
ويتطرق تقرير "arabnews" إلى ما نشرتهُ صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم الأحد الماضي حينما قالت إن "وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والذي كان صامداً على الورق فقط، سينهارُ في غضون أيام".
كذلك، تحدث التقرير عما يُحكى عن نشر دبابات إسرائيلية عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، موضحاً أن "السيناريوهات المحتملة للبنان قاتمة للغاية".
وأكمل: "في حين كان هناك زخم في البداية لنزع سلاح حزب الله عقب اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي، يبدو أن الحكومة الآن مترددة. لقد أثار هذا حفيظة فصائل مثل حزب القوات اللبنانية، التي يُصرُّ على نزع سلاح الحزب".
وتحدث التقرير عن "تناقض" بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام من جهة أخرى، وقال: "عون قلق من أن يؤدي أي صدام مع الجماعة إلى تفكك الجيش. أما سلام، فيصر على مسألة نزع السلاح. الدولة عاجزة عن السيطرة على الصراع بين الفصائل المختلفة".
وتابع: "في مواجهة إسرائيل، لبنان ضعيف. الجيش اللبناني ليس نداً للجيش الإسرائيلي. صحيح أن أسلحة حزب الله هي سبب ضربات إسرائيل للبنان، إلا أنها على الأقل تُشكّل نوعاً من الردع. إنها سلاح ذو حدين".
واعتبر التقرير أنَّ "لبنان يفتقرُ إلى أي رادع أو قدرة على المساومة، بينما إسرائيل تملك كل النفوذ"، وتابع: "بخلاف سوريا، ليس لبنان على قائمة أولويات أي طرف. فماذا عليه أن يفعل؟ نزع سلاح حزب الله بالقوة ليس خياراً وارداً، ولن يؤدي هذا فقط إلى صراع داخلي، بل لا يوجد ضمان بأن الجيش قادر على القيام بهذه المهمة. من ناحية أخرى، إذا كان من المقرر أن يتم نزع سلاح حزب الله من خلال المفاوضات، فلا يمكن للدولة تقديم ضمانات له. هل يمكن للدولة ضمان عدم استهداف حزب الله إذا نزع سلاحه؟ ليس تماماً".
وتابع: "لم يعد بإمكان الدولة أن تقف مكتوفة الأيدي، بل عليها أن تتولى القيادة. بدايةً، على عون وسلام حل خلافاتهما بسرعة، وعليهما الاتفاق على خطة عمل، كما أنَّ عليهما التحلي بالواقعية، في حين أنّ سلاح حزب الله لن يُنزع من دون تسوية سياسية".
وأكمل: "كذلك، ينبغي على الدولة أن تكون لديها خطة عمل واضحة لمناقشتها مع حزب الله، ثم مع القوى الإقليمية، ثم مع الولايات المتحدة، قبل الدخول في مفاوضات مع إسرائيل. أيضاً، على الدولة اللبنانية أن تطلب المساعدة. وكما هو الحال في سوريا، فهي بحاجة إلى دعم القوى الإقليمية، لكن هذا الدعم لن يأتي دون مقابل. ينبغي أن تكون للدولة اللبنانية خارطة طريق واضحة، على ألا تقتصر على حزب الله فحسب، بل تشمل أيضاً الإصلاحات".
وتابع: "لا أحد يرغب في إنفاق رأسماله السياسي وطاقته على دولة فاشلة. بمجرد أن تقتنع القوى الإقليمية بدعم لبنان، يمكن للدولة اللبنانية بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. حينها ستحصل على الدعم، وتشكل نوعاً من النفوذ".
وأضاف: "لكي يقبل حزب الله، يجب توضيح أن أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يتضمن ضمانات بعدم استهدافه، واستمراره في العمل كحزب سياسي. كذلك، فإن إظهار قيادة قوية سيخفف من حدة الخلافات الداخلية، وبمجرد أن ترى مختلف الفصائل حسماً من القيادة العليا، ستقف إلى جانب الدولة. كذلك، فإن إظهار القيادة سيشجع الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل، لأن أولوية واشنطن هي استقرار المنطقة".
وختم: "الكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية: إنها فرصة لحكومة سلام - عون لتثبت للبنانيين والمجتمع الدولي قدرتها على القيادة. تواجه هذه الحكومة اليوم اختبارها الأصعب، وإذا فشلت وواجه لبنان حربًا طاحنة، فستصبح عاجزة ولن يثق بها أحد".