Advertisement

لبنان

جعجع يصوّب على بري ويفاقم الخلاف مع عون

Lebanon 24
08-12-2025 | 22:33
A-
A+
Doc-P-1452560-639008552971838941.jpg
Doc-P-1452560-639008552971838941.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب محمد بلوط في "الديار": بالرغم من ان رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع خصص جزءا كبيرا من خطابه المستفيض الاحد لانتقاد آداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري بملف قانون الانتخاب وبالتحديد في مجال انتخاب المغتربين، الا أن أبرز ما يفترض التوقف عنده في خطابه هو التصعيد بوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. فالحملة على بري متواصلة منذ فترة وعلى مستويات متعددة وتتخذ أشكالا شتى، أما التوجه مباشرة لعون رغم اعتماده آداء ذكيا من خلال توجيه الانتقادات دفعة واحدة للرئاستين الاولى والثالثة، فهذا ما يفترض التوقف عنده والقراءة في أبعاده.
Advertisement
وتعتبر مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن "جعجع تقصّد أن يشمل سلام برسالته الى عون كي لا يبدو فجا بالتوجه الى رئيس الجمهورية وحده، لكن الكل يعلم أن توجهات جعجع بملف حصرية السلاح قريبة جدا لتوجهات سلام بخلاف رؤية وتوجهات عون التي تبدو أقل حدة ومراعاة لهواجس حزب الله وبيئته، وهو ما أقر به سلام خلال زيارته الى الدوحة قبل أيام".
وبحسب المعلومات، يدفع جعجع باتجاه ان تصدر الحكومة بيانا رسميا يدين المواقف التي تصدر عن حزب الله لجهة رفضه تسليم السلاح واعتباره أن اتفاق وقف النار يشمل جنوب الليطاني حصرا، بحيث تضع الحكومة النقاط على الحروف وتعمم تفسيرها لهذا الاتفاق، الذي يتحدث وبوضوح، بحسب القراءة القواتية، عن حصرية السلاح على كامل الأراضي اللبنانية انطلاقا من جنوب الليطاني.
وتعتبر معراب أنه وبعد صدور بيان مماثل يفترض الانتقال وكحد أقصى مطلع العام الجديد الى خطوات عملية في مجال سحب سلاح الحزب شمال الليطاني، داعمة خيار مواجهة قد تحصل بين الجيش والحزب في حال أصر الأخير على عدم تسليم السلاح.
وقد كان جعجع واضحا في خطابه في هذا المجال حين قال:"لا نجد سببا أو مبرّرا للتأخير الحاصل في حلّ الأجنحة العسكريّة والأمنيّة لحزب الله، خصوصا بعد قراريْ مجلس الوزراء في 5 و7 آب المنصرم" معتبرا أن "التذرّع بحرب أهليّة "مزعومة" ليس في مكانه".
ويبدو واضحا أن جعجع ينتقل بالتصعيد بوجه عون على مراحل، بحيث يتجنب راهنا قطع شعرة معاوية معه رغم الاستياء العارم من آداء ومواقف الرئيس الذي يعبّر عنه الجمهور القواتي على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان لافتا حديثه عن "تمييع" عون وسلام خطابهما السياسي (حين يتعلق الامر بملف الحزب)، "بدلا من ان تكونوا واضحين صريحين حاسمين معه".
 
وكتب عماد مرمل في" الجمهورية": من الأساس، لم يكن العماد جوزاف عون هو الخيار المفضّل والأول للرئاسة لدى جعجع. وعندما رجّح الصوت الخارجي التفضيلي كفة عون ورست التسوية على اسمه، انخرط جعجع في هذا المسار، فصوّتت كتلته النيابية لانتخاب "عون-2" رئيساً، وشارك في الحكومة الأولى عبر عدد من الوزراء، ما أوحى بأنّه سيكون رافعة للعهد وداعماً له. لكن ما لبثت الأمور أن بدأت تتغيّر مع تلاحق الأحداث وظهور الفوارق والتباينات في مقاربتها بين بعبدا ومعراب، ما أدّى شيئاً فشيئاً إلى انخفاض في الحرارة التي طبعت بدايات العلاقة، مقابل صعود في مشاعر الارتياب المتبادل!
وغالب الظنّ، أنّ هناك في الأصل "نقزة فطرية"، ولو ظلّت كامنة إلى حين، بين رئيس الجمهورية ورئيس "القوات"، ربطاً بالتكوين الشخصي والتاريخ المعاصر، إذ إنّ الأول منبثق من نسيج المؤسسة العسكرية، بينما الثاني يقود تنظيماً سبق له أن واجه تلك المؤسسة. يُضاف إلى ذلك، أنّ جوزاف عون أصبح منذ انتخابه جزءاً من معادلة الزعامات المسيحية، وبالتالي بات يُنظر إليه كمنافس محتمل، راهناً أو مستقبلاً، على الشعبية في الوسط المسيحي.
أمّا على المستوى المباشر، فيختلف الرجلان وعلى نحو أساسي، حول نمط مقاربة ملف حصر السلاح.
وقد أتت الرسالة المفتوحة التي وجّهها جعجع إلى رئيسَي الجمهورية والحكومة لتُكرّس الافتراق عن عون في مسألة التعامل مع سلاح "حزب الله"، ولتراكم مزيداً من الجليد السياسي على خطّ معراب – بعبدا، إذ اتهم جعجع رئيس الجمهورية وأيضاً رئيس الحكومة، بمسايرة "حزب الله" وتمييع خطابهما السياسي، مبدياً أسفه لكون الفرح بتوليهما المسؤولية لم يُترجم حتى الآن أمناً واستقراراً وثقة في المستقبل.
ولعلّ حجم غضب معراب ومناصريها على عون بسبب عدم دعوة جعجع إلى اللقاء مع البابا لاوون الرابع عشر في قصر بعبدا، يعكس مستوى النفور والانزعاج لدى القواتيين، قيادة وقاعدة، من رئيس الجمهورية، ويؤشر إلى أنّ القصة الحقيقية ليست مجرد رمانة بل قلوب ملآنة. ومن الواضح أنّ عون بدوره غير مطمئنّ إلى سلوك جعجع وحقيقة نياته، وهو ترجم توجّسه عبر هجومه الشهير على بخّاخي السُم في واشنطن قاصداً من ضمنهم "القوات ، ثم عزّز هذا الانطباع بالامتناع عن دعوة جعجع إلى مناسبة الاحتفاء بالبابا في القصر الجمهوري، في موقف مغلّف بقشرة بروتوكولية لكنّ بطانته سياسية.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك