تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

لبنان

مَنْ يحسم التباين الاميركي الإسرائيلي؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
15-12-2025 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1455321-639013898022680720.webp
Doc-P-1455321-639013898022680720.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تميز المشهد اللبناني في الأسابيع الأخيرة بتباين واضح في المقاربة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يرقى إلى مستوى الخلاف العلني، لكنه بات ملموسًا في الأسلوب والأدوات، رغم بقاء الهدف النهائي مشتركًا لدى الطرفين.
الطرفان يتفقان على ضرورة كبح نفوذ حزب الله ومنع تحوّله إلى عنصر تفجير إقليمي واسع، إلا أن الطريق إلى هذا الهدف يبدو مختلفًا جذريًا بين واشنطن وتل أبيب.
إسرائيل، التي عادت بسرعة الى سياسة التصعيد والاغتيالات، تتصرف انطلاقًا من قناعة راسخة بأن أي تهدئة مع حزب الله ليست سوى استراحة مؤقتة. من وجهة نظرها، التجارب السابقة أثبتت أن الحزب يستثمر فترات الهدوء لإعادة ترميم قدراته العسكرية وتعزيز بنيته التنظيمية، ما يجعل الضغط المستمر، ولو على حافة الانفجار، خيارًا أقل كلفة على المدى البعيد. لهذا، لا تبدو تل أبيب معنية بأي مسار تهدئة طويل، بل تسعى إلى رفع مستوى التوتر بشكل مدروس، مع محاولة جرّ واشنطن إلى سقف أعلى من المواجهة في لبنان.

في المقابل، تقارب واشنطن الملف اللبناني بعين مختلفة. الإدارة الأميركية، المثقلة بتحديات دولية متعددة من أوكرانيا إلى آسيا، لم تعد راغبة في فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط. هي تدرك أن أي حرب واسعة في لبنان ستتجاوز سريعًا حدود السيطرة، وستفرض عليها انخراطًا سياسيًا وربما عسكريًا لا تريده في هذه المرحلة. لذلك، تميل الولايات المتحدة إلى إدارة الصراع بدل تفجيره، وتسعى إلى استثمار ما تعتبره “إنجازات قائمة” لإسرائيل من دون الذهاب إلى مغامرة غير محسوبة.

من هنا، تكثّف واشنطن مبادراتها واقتراحاتها، وتحاول إدخال "الثنائي الشيعي" في مسارات تفاوضية مباشرة أو غير مباشرة، انطلاقًا من قناعة بأن أي ترتيب مستدام في لبنان لا يمكن أن يتم من دون مقاربة سياسية تشمل القوى الفاعلة على الأرض. هذه المقاربة لا تعني تبنّي وجهة نظر حزب الله أو حلفائه، بل تعكس رغبة أميركية واضحة في خفض منسوب التوتر الإقليمي، ومنع انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة.

وسط هذا التباين، تكتسب زيارة بنيامين نتنياهو المرتقبة للقاء دونالد ترامب أهمية خاصة. الزيارة لا تبدو بروتوكولية فحسب، بل تحمل في طياتها محاولة إسرائيلية لإعادة ضبط الإيقاع السياسي في الشرق الأوسط، ودفع واشنطن إلى تبنّي مقاربة أكثر تشددًا، أو على الأقل عدم كبح الاندفاعة الإسرائيلية. في المقابل، سيحاول ترامب، الباحث عن توازنات داخلية وخارجية، قراءة المشهد من زاوية المصالح الأميركية الأوسع، لا من زاوية الحسابات الإسرائيلية الضيقة.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement
Lebanon24
10:00 | 2025-12-14 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash