تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

لبنان

دعم واضح للجيش في اجتماع باريس والجنوب ساحة الاختبار

Lebanon 24
17-12-2025 | 22:56
A-
A+
Doc-P-1456733-639016343295504066.jpg
Doc-P-1456733-639016343295504066.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب صلاح سلام في" اللواء": نجح الجيش في توجيه ردّ عملي وموثوق على حملة الافتراءات الإسرائيلية التي استهدفت دوره ومعنويات قيادته وضباطه وجنوده، عبر الزعم بعدم قيامه بمهامه جنوب نهر الليطاني. فجاءت الجولة الميدانية التي نظمها للديبلوماسيين والملحقين العسكريين لتشكّل شهادة حيّة على أداء المؤسسة العسكرية، كاشفة زيف الادعاءات الإسرائيلية أمام سفراء وممثلي أكثر من خمسين دولة، ومؤكدة أن الجيش يقوم بواجباته ضمن الإمكانات المتاحة له، وبما ينسجم مع القرار 1701 والتزامات الدولة اللبنانية.
في هذا السياق، يكتسب اجتماع باريس اليوم أهمية سياسية وأمنية خاصة، إذ يشكّل محطة دعم واضحة للجيش اللبناني، ورسالة دولية مباشرة مفادها أن استقرار لبنان يبدأ من تمكين مؤسسته العسكرية. كما يساهم هذا الاجتماع في تسريع الخطوات التحضيرية لانعقاد مؤتمر دولي لتقديم المساعدات اللازمة للجيش، برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، ما يعكس تقاطعاً عربياً ــ دولياً على أولوية دعم الجيش كضامن وحيد للشرعية والاستقرار. الدور المنتظر من الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة يتجاوز الجنوب ليشمل مختلف المناطق اللبنانية، في ظل هشاشة داخلية وتحديات أمنية متشابكة. فالجيش هو صمَّام الأمان الوطني، والمؤسسة الجامعة الوحيدة القادرة على منع الانزلاق إلى الفوضى، وضبط الحدود، وحماية السلم الأهلي، ومنع استثمار الساحة اللبنانية في صراعات إقليمية مفتوحة. غير أن هذا الدور لا يمكن أن يُطلب من دون توفير مقومات النجاح.
إن دعم الجيش اللبناني لم يعد خياراً سياسياً قابلاً للأخذ والرد، بل بات ضرورة وطنية ملحّة، ومصلحة دولية في آن واحد. فالرسالة التي خرجت من باريس واضحة: لا استقرار في لبنان من دون جيش قوي، ولا سيادة من دون مؤسسة عسكرية قادرة، ولا إنقاذ للدولة من دون الاستثمار الجدي في من يحميها.

وكتبت ناديا غصوب في" نداء الوطن":اختار قائد الجيش العماد رودولف هيكل، توجيه رسالته من قلب الجنوب اللبناني. الجولة التي نظمها مع وفد من السفراء والملحقين العسكريين لم تكن مجرد نشاط بروتوكولي، بل خطوة مدروسة في توقيتها ومضمونها، جاءت بعد فترة من استبعاده عن الدعوة إلى واشنطن، لتتحول عمليًا إلى رد هادئ ومباشر يؤكد قدرة المؤسسة العسكرية على الفعل والتأثير من أرضها، لا من العواصم البعيدة. وبحسب مصادر دبلوماسية لـ "نداء الوطن"، عكست الجولة تقدمًا ملموسًا في خطة نزع السلاح جنوب الليطاني، إذ نفذ الجيش نحو 95 % من المهام الموكلة إليه، مع عمليات مسح شاملة للمناطق الخاضعة لمراقبته المباشرة، فيما تقلّص الوجود العسكري لـ "حزب الله" بشكل كبير. وقد عاين الدبلوماسيون نفقًا كان "الحزب" قد استخدمه سابقًا وتم تحييده ضمن جهود الجيش لضبط الأمن ومنع أي خروقات. ولم تكن هذه المشاهد رمزية فحسب، بل وثائق ميدانية تؤكد أن الجنوب بات، إلى حدّ بعيد، تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها الشرعية، في مرحلة حساسة تتزاحم فيها المبادرات الدولية ومساعي التهدئة. وعلى المستوى الإقليمي، تفيد مصادر دبلوماسية متقاطعة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لا يبدو في وارد الذهاب إلى حرب شاملة بعد موسم الأعياد، ليس فقط لأسباب عسكرية، بل لأن خيار الحرب غير صالح للاستثمار الانتخابي مع اقتراب الانتخابات النيابية الإسرائيلية المتوقعة في تشرين الأول 2026. في المقابل، يواصل "حزب الله" تثبيت معادلاته الدفاعية. وسط هذه المعادلات المتشابكة، تبدو المرحلة المقبلة حافلة بالتطورات، من غزة إلى بيروت، بين محاولات إيرانية لعرقلة بعض المسارات المرتبطة بالخطط الأميركية في المنطقة، وبين دفع أميركي متدرّج باتجاه عام 2026 لإقفال ملف الشرق الأوسط والتفرغ لملفات الشرق الأقصى، وفي مقدّمها الصين. وفي هذا الإطار، يبقى لبنان عالقًا في مرحلة "إدارة أزمات" أكثر منها مرحلة حلول، مع تصعيد مضبوط هنا، وحراك دبلوماسي هناك. في الخلاصة، تحاول المؤسسة العسكرية اللبنانية أن تثبت أن الأمن لا يُدار بالشعارات بل بالفعل، وأنه رغم التجاهل الأميركي والضغوط الإقليمية، لا يزال لبنان يمتلك أوراق قوة ومصداقية وطنية. وجاءت جولة قائد الجيش في الجنوب لتؤكد أن الدولة، برغم أزماتها وانقساماتها، ما زالت قادرة على حماية حدودها وصون كرامتها بسيادتها، لا بوصايات الخارج.  
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك