أعلن رئيس اللجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" المطران مارون العمّار، رسالة البابا لاوون الرابع عشر في اليوم العالمي التاسع والخمسين للسلام الذي يصادف في الأول من كانون الثاني المقبل بعنوان "السلام لكم جميعاً نحو سلامٍ مُجَرَّد من السّلاح ويُجَرِّد من السّلاح"، بمشاركة مدير المركز الكاثوليكي المونسنيور عبده أبو كسم،
نائب رئيس لجنة "عدالة وسلام" المطران جول
بطرس وأمينة سر اللّجنة الدكتورة سوزي الحاج.
ورحب أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران منير خيرالله، ناقلاً تمنياته مع بداية العام 2026، مستهلاً كلمته بالقول:"إن اردت أن تجذب الآخرين الى السلام فليكن السلام فيك أولاً". وأضاف:"كما في كل سنة تطلق لجنة "عدالة وسلام" رسالة قداسة البابا ليوم السلام العالمي، وهذه السنة هو اليوم التاسع والخمسين للسلام، والرسالة الأولى للبابا لاوون الرابع عشر، الذي اتخذ شعاراً لحبريّته عنوانه السلام معكم".
وتابع: "نطلق هذه الرسالة اليوم ونحن ما زلنا نعيش فرح زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى
لبنان، التي حملت إلى قلوبنا سلاماً وإلى شعبنا شعلة محبة ورجاء، وظهّرت صورة لبنان الرسالة والتلاقي،
على أمل أن تحمل إلينا هذه الرسالة دفعاً جديداً إلى عيش السلام في مجتمعنا ووطننا".
ثم قدم المطران العمّار رسالة البابا لاوون الرابع عشر في اليوم العالمي التاسع والخمسين للسلام، فأشار إلى أن "عنوان موضوع هذه الرسالة مستمد من سنة الرجاء 2025"، مشددا على أن "سلام المسيح غير سلام العالم، فسلام المسيح متجذر من الأناجيل والكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة وسلام المسيح هو نور ينتصر على الظلمة والمحن والظروف الصعبة، كما أن سلام المسيح هو نور يدخل قلب الانسان ويسكن فيه لينتصر الإنسان على الشر". وتابع: "سلام المسيح يزيل الخوف من قلب الانسان وهو في داخل كل إنسان يؤمن به، وسلام المسيح يقربنا من الآخرين وخصوصا من البعيدين".
وقال المطران بطرس في مداخلته بعنوان "سلام مُجرّد من السلاح: نداء إنجيلي ونبوي إلى عالم اليوم إن السلام الذي تحدّث عنه المسيح في الإنجيل هو سلام مختلف عن سلام العالم، لا يقوم على القوّة والعنف والردع، بل على الرحمة التي تُزيل الخوف من القلوب. وأوضح أنّ هذا النوع من السلام يربك العالم لأنه يدعو إلى ترك منطق السلاح والسير في طريق الحوار.
وأشار إلى الارتفاع المقلق للإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 بنسبة 9.4% ليصل إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار، معتبراً أن هذه السياسات تُبنى على الخوف والسيطرة وتؤدّي إلى مزيد من الانقسام. ودعا إلى تعزيز ثقافة السلام في المدارس والجامعات وإعادة توجيه التربية نحو بناء الجسور بدل تصنيع السلاح.
كما شدّد على أنّ البابا يدين هيمنة المصالح الاقتصادية والمالية التي تغذّي منطق الحرب، داعياً إلى نزع السلاح الداخلي أولاً، لأنّ السلام يولد من التواضع والانفتاح وهو مسؤولية جماعية ونداء عاجل للعالم.
وفي مداخلتها بعنوان "سلام مُجرّد من السلاح"، أشارت الدكتورة الحاج إلى أنّ البابا لاوون الرابع عشر أعاد التأكيد على رسالة السلام الأعزل التي أعلنها منذ تولّيه السدّة البابوية، وجعلها محور رسالة يوم السلام العالمي لعام 2026، معتبرًا أنّ لطف الإنسان قادر على نزع السلاح.
وأوضحت أنّ البابا استند في رسالته إلى تعاليم أسلافه، خصوصاً القديس يوحنا الثالث والعشرين الذي دعا إلى نزع السلاح الشامل شرط أن يبدأ التجديد من القلب. كما شدّد على مسؤولية الأديان في منع تحويل الإيمان إلى مبرّر للعنف، داعيًا إلى تعزيز الصلاة والحوار بين الأديان والطوائف ليكون لغة لقاء وسلام.
وأكدت أن البابا حمّل السياسيين مسؤولية بناء الثقة واعتماد الدبلوماسية، داعيًا المجتمعات إلى أن تتحوّل إلى بيوت للسلام. ولفتت إلى أن رسالة البابا ترتكز أيضًا إلى فكر بندكتوس السادس عشر في مواجهة ثقافة اليأس، وإلى فرانسيس الذي يحذّر من فقدان الرجاء.
واختتمت بالتأكيد على أنّ السلام مسؤولية جماعية، معلنةً تأسيس أول أكاديمية للقيادة من أجل السلام (LAP) في
الشرق الأوسط بالتعاون مع أبرشية أنطلياس
المارونية، على أن يشارك خريجو
الدورة الأولى في قداس السلام في بكركي يوم الأحد 4 كانون الثاني المقبل.