لم تخرق الكلمة التي توجه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين لمناسبة مرور 3 سنوات على انتخابه رئيساً للجمهورية، الشرخ الحاصل بين المنتفضين في الشارع والسلطة الحاكمة.
فبعد 15 يوماً على التظاهرات المطلبية، لم يشف الرئيس عون غليل المتظاهرين بكلامه، بل ان تأخيره في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة خلفاً للرئيس سعد الحريري طرح الكثير من علامات الاستفهام لديهم.
واليوم يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمة هي الثالثة له منذ بدء التظاهرات، ليرسم خريطة المرحلة المقبلة لحزب الله، وسط ترقب المتابعين لمضامين هذه الكلمة والرسائل التي يريد توجيهها وهل سيطرح اسم رئيس الحكومة المقبلة؟
الاتصالات مستمرة
وسط هذه الأجواء، تتواصل الاتصالات بين مختلف الفرقاء السياسيين للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة. وبحسب صحيفة "النهار" لا يزال الرئيس سعد الحريري الاسم الذي يتقدم كل الصيغ الحكومية حتى اللحظة. وتجمع المصادر المواكبة لحركة الاتصالات على ان التركيز هو على صيغة الحكومة الرشيقة والمنتجة والتي توحي بالثقة، ولا يزال الطرح حكومة تقوم على فصل الوزارة عن النيابة وبرئاسة الحريري يتقدم اَي طرح آخر، لكنه يحتاج الى اجماع لم يتبلور بعد.
فالرئيسين ميشال عون ونبيه بري وحزب الله لم يحسموا مسألة تسمية الحريري، بالرغم من تيقّن الجميع أن حظوظه هي الأعلى. ولا يتعلق هذا الموقف، بحسب المعلومات لـ"الأخبار"، بمحاولة الاتفاق على صورة الحكومة المقبلة قبل الخوض في التسمية، بل يتعلق بالموقف من الاستقالة نفسها، والتي يعتبر بري أن الحريري خذله عندما أعلنها، فيما يذهب عون وحزب الله إلى اعتبارها طعنة في الظهر.
وفي اطار الاتصالات الناشطة بين القوى السياسية للاتفاق على التكليف والتأليف، لقاء وحيد خرج الى العلن هو الذي ضمّ في "بيت الوسط" الرئيس الحريري ومعاون الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل على مدى ساعة ونصف ساعة، وسط تكتم شديد على المحادثات التي تخللته. وفهم من المصادر المواكبة ان البحث لا يقتصر على عملية التكليف بل خاض ايضاً في عملية التأليف وحتى في الاسماء.
وقد خرج خليل بخلاصتين، الأولى، بحسب "الأخبار" إن الحريري راغب بالعودة إلى رئاسة الحكومة والثانية بأنه يميل إلى حكومة تكنوقراط. لكن في المقابل، فإن الجو العام لدى 8 آذار، صار ميّالاً إلى عدم قبول هذه الحكومة، مع استعداد لمناقشة حكومة سياسية مطعّمة بوجوه تكنوقراط، انطلاقاً من أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديات سياسية عديدة، ولا يمكن، بالتالي، مواجهتها بحكومة لا تملك قراراً سياسياً.
وتوقفت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" عند التواصل الذي بدأ في "بيت الوسط" بين الرئيس الحريري والوزير علي حسن خليل وقالت ان اي تواصل بين بعبدا وبيت الوسط يفترض به ان يحصل على ان الموضوع الحكومي امام 3 خيارات اثنان منهما الأقرب الى التحقيق وهما تكليف الرئيس الحريري او شخصية سنية بالأتفاق معه، في حين ان قيام حكومة اللون الواحد مستبعد كليا.
وعلمت "النهار" ان كلاً من حركة "أمل" و"حزب الله" لا يزال متمسكاً باعادة تكليف الرئيس الحريري الى حد كبير، بينما الرئيس عون منفتح أكثر على التغيير. والى لقائه الوزير علي حسن خليل، علم ان الحريري التقى أمس للمرة الثانية في 48 ساعة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي. وتحدثت المعلومات عن عمل دؤوب يجري لتدوير الزوايا الحادة التي واكبت الاستقالة ومنها تهدئة الاجواء المتعلقة بما أثير عن توتر بين الحريري والوزير باسيل.