Advertisement

لبنان

نصرالله وجهًا لوجه مع الأميركيين

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
09-07-2020 | 02:20
A-
A+
Doc-P-722270-637298834115900462.jpeg
Doc-P-722270-637298834115900462.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في كل مرّة كان يطّل فيها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليعلن مواقف محدّدة من الأزمة اللبنانية وأزمة المنطقة وطبيعة الصراع القائم فيها كان الجواب يأتيه من الطرف اللبناني الآخر المناهض لسياسة الحزب وتوجهاته.

 

أما هذه المرّة فقد أتاه الردّ من خارج الحدود، وبالتحديد من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي ركّز على الفصل بين مواجهة الحزب وإبداء الاستعداد لمساعدة لبنان، فقال: "الولايات المتحدة ستساعد لبنان على الخروج من أزمته طالما أنه لا يتحول إلى دولة وكيلة لإيران". وقال أيضاً إن الدعم سيستمر طالما أن لبنان ينفّذ الإصلاحات وأن "حزب الله" لا يسيطر على الحكم. وأعلن أن بلاده ستمنع إيران من تصدير النفط إلى لبنان.

 

وكان السيد حسن نصر الله توجه في خطابه الأخيرإلى واشنطن بالقول: "سياستكم بخنق لبنان ستقوّي "حزب الله" وتضعف حلفاءكم ونفوذكم، ولن يجد الناس أمامهم ملاذاً إلا المقاومة وحلفائها".

 

هكذا إستطاع نصرالله أن يفرض معادلة جديدة تمتد من لبنان إلى واشنطن بعدما كان أرسى قواعد جديدة في منظومة اللعبة الإقليمية من خلال إنخراطه بالمباشر في الأحداث الجارية في سوريا ومساهمته، إلى جانب النظام السوري، في خلق واقع جديد تداخلت معه المعطيات الإقليمية بالمستجدات الدولية.

 

فبتحدّيه المباشر للولايات المتحدة الأميركية في ظل العقوبات المفروضة على "حزب الله"، وفي ضوء مفاعيل "قانون قيصر" وضع السيد حسن نفسه في مواجهة مفتوحة مع واشنطن، في معركة شدّ الحبال أو العضّ على الأصابع، منطلقًا من حيثيات وجودية قد تؤشرّ إلى ما يمكن أن يواجهه لبنان الرسمي، الذي يدعم بطريقة أو بأخرى توجهات "حزب الله" السياسية، وحتى الإقتصادية عندما قرّر التوجه نحو الشرق، من دون أن يغفل عدم إدارة الظهر للغرب.

 

وفي رأي أكثر من طرف مراقب فإن المرحلة المقبلة ستشهد عملية واضحة المعالم في طبيعة الصراع القائم بين واشنطن وطهران، وبالأخص في ما يمكن أن يكون لتداعياته من إنعكاسات على الساحة اللبنانية، بعدما تمكّن "حزب الله" من ربط هذا الصراع بما يحصل في لبنان، الأمر الذي سيتبلور في طالع الأيام، بعدما توضحّت المواقف وبعدما حدّد كل طرف شروطه العالية السقوف، على أن يكون للبنان الرسمي موقف علني من كل ما يجري على ساحته، خصوصًا أن هذه المواقف تزامنت مع زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكينزي، التي إتسمت بحفاوة لافتة في كل من القصر الجمهوري ووزارة الدفاع – قيادة الجيش، مما يدّل إلى أن لبنان حريص على علاقاته بالجانب الأميركي، مع العلم أن الصراع المكشوف بين واشنطن و"حزب الله" لم ولن يؤثرّ على طبيعة المساعدات التي يقدّمها الأميركي للجيش اللبناني، وهي مساعدات دورية.

 

وفي إختصار فإن للمشهد الظاهر، بعد المواقف المعلنة، قد وضع "حزب الله" في مواجهة لا يمكن التكهن بنتائجها على المدى المنظور، خصوصًا أن الجانب الأميركي مستمر في سياسة ممارسة الضغط على الحزب من جهة وعلى الحكومة من جهة أخرى، وهو الذي يعتبرها حكومة "حزب الله" بإمتياز.

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك