Advertisement

مقالات لبنان24

بين ريفي والأحدب: عسل السياسة وعلقم الحلفاء

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
03-04-2016 | 00:01
A-
A+
Doc-P-135140-6367053734687669401280x960.jpg
Doc-P-135140-6367053734687669401280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كان من المفترض ان يترافق الوزير المستقيل أشرف ريفي مع النائب السابق مصباح اﻻحدب في سلوك درب واحدة نحو خوض اﻻنتخابات البلدية. ما جمعهما هو تهميش تيار "المستقبل" وإستبعادهما من النقاش التوافقي كما رغبتهما في تأكيد حجمهما الشعبي، خرجا من جنة السلطة والسياسة وما تدر على روادها من عسل السياسة ومرها، و ذاقا معا طعم علقم العلاقة المتوترة مع الحلفاء، و رغم ذلك لم يجتمعا بل سارعا نحو حلبة صراع الديوك منفردين، فما السر؟ دون سابق إنذار، إندلع الصراع ولو بالواسطة، تخلله معركة بيانات وردود صادرة عن مكاتب الطرفين، على خلفية رفع دعوى جزائية بوجه الأحدب امام النيابة العامة في الشمال بتهمة إعطاء شيك بلا رصيد، اﻻحدب إتهم ريفي بالوقوف وراء القضية بل التدخل والعجلة بصدور مذكرة بحث وتحر وعدم مراعاة اﻻصول والمهل القانونية بل وإطلاق سيل من اﻻشاعات منها صدور مذكرة توقيف بحق النائب السابق. منذ أمد بعيد طبع الجفاء العلاقة بين الرجلين، ربما هي الكيمياء الشخصية المنعدمة أو أشياء أخرى، ولكن كان ما يجمع بينهما من قواسم مشتركة كفيل بتذليل كل العقبات وتجاوز كل التحفظات، هما محكومان بالعمل على أرضية واحدة وفق منطق تشابك المصالح. جمعهما ظلم" ذوي القربى" كلّ على طريقته، قطار "تيار المستقبل" لم يتسع للركاب جميعا في لائحة 2009 النيابية ففضل التخلي عن اﻻحدب وكانت صدمة لجمهور 14 آذار، و"المستقبل" يعيد الكرة مرة أخرى اليوم مع ريفي وإن بحسابات اخرى وظروف مختلفة. كان باﻻمكان لو قدر لجهود تقارب الأحدب مع ريفي النجاح وتحالفهما معا ان يحسنا استغلال الفرصة المتوفرة ورد الصاع صاعين للخصوم المشتركين دفعة واحدة، ولكن هناك من يقول ان ما فرقهما إما الحسابات الخاطئة أو غريزة البقاء الوجودية للاستمرار على قيد الحياة في السياسة كما في الشأن العام . الأحدب يتصف بانه مشاكس وغير قادر على اﻻنسجام والعمل ضمن فريق واحد، براغماتي بإمتياز ويمتلك ميزة الدهاء التي إكتسبها منذ بداية ولوج عالم السياسة في العام 1996 وظفره بالقعد النيابي من الدورة اﻻولى، اما ريفي فيبدو بالمقلب اﻻخر يتحين الفرص ولكن يؤخذ عليه حرق المراحل، طموحاته كبيرة وواعدة تتجاوز المطلوب احيانا، لعب الظرف السياسي دورا أساسيا بسطوع نجمه من مديرية اﻻمن الداخلي حتى وزارة العدل، وأفقدته الصراعات مع تياره السياسي إمكانية "لم الشمل" حول شخصه ضمن بيئته الشعبية في طرابلس. لعل المفارقة الملفتة بين ريفي واﻻحدب هي إلتصاقهما بالنبض الشعبي في طرابلس، وهي الميزة الشخصية الجامعة بينهما ولعلها النقطة المشتركة والتي سببت العراقيل التي تعترض مسيرتهما وتشوب علاقتهما مع قيادة "المستقبل". في هذا اﻻطار، هناك مثل شعبي في البرازيل، بلد إنتاج البن بإمتياز يقول إن "حجارة مطحنة البن تتآكل إن لم يتم تزويدها بالحبوب" يسارع النائب السابق اﻻحدب إلى إبداء إعجابه به كتوصيف للسجال الناشىء مع ريفي، كما وصف وضعية تيار "المستقبل" وحالته في طرابلس في ظل التعقيدات الكثيرة . من المؤكّد أنّ الواقعة وقعت، وأن علاقة اﻻحدب بريفي "شيك بلا رصيد" وسيحكمها الصراع والنفور رغم محاولة سعاة الخير التي باءت بالفشل، الوزير ريفي ﻻ يجد نفسه معنيا بالحديث عن القضية كون الملف قضائي بإمتياز، ومصادره تفيد بأنه ينبغي للقضاء أن يأخذ مجراه. من جهته، الأحدب بدا في منزل غير آبه لمسار الدعوى وانعكاساتها ومفاعيلها لكونها لم تحترم اﻻصول المتبعة وهدفها النيل من سمعته وفق قوله، ففضل متابعة أصول لحن أغنية قديمة مع ضيوفه (يا حبيبي تعال الحقني… شوف اللي جرى لي) لحن ﻻتيني قديم نال إعجاب محمد عبد الوهاب، سمعه بينما كان على متن باخرة سياحية نحو اميركا فاستعاره وغنته اسمهان فاشتهرت. اختصر الأحدب كلّ النقاش الدائر ومعاناته من مشاكل مالية لكونه لم يتورط بعمليات البيع او الشراء في طرابلس، كما لم يدخل بلعبة المحاور وتكوين المجموعات المسلحة، بقدر ما يرفع الصوت مرتفعا دفاعا عن المظلومين والملاحقات الجائرة. ما هو واضح أن حلم توافق ريفي مع الأحدب حول الإنتخابات البلدية قد طيرته اليقظة، وأن كل واحد منهما في طريق، وطريقهما متوازية لن تلتقي.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك