Advertisement

مقالات لبنان24

فرنسا لن تسقط الورقة اللبنانية من يدها

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
18-04-2016 | 05:04
A-
A+
Doc-P-141420-6367053782012078751280x960.jpg
Doc-P-141420-6367053782012078751280x960.jpg photos 0
PGB-141420-6367053782021913131280x960.jpg
PGB-141420-6367053782021913131280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
متاخراً بضعة أشهر جاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند الى لبنان، ولعله أخّر الزيارة لأسباب تتعلق بالوضع الرئاسي اللبناني. ولعله أجلها أيضاً لأسباب اخرى تتعلق بالوضع الأمني في لبنان وبالتطورات المتلاحقة من تفجيرات وخروقات واسعة في عرسال وعدد من المناطق اللبنانية. بالطبع، تمنت فرنسا دائماً وعلى المستوى السياسي، أن تكون أبرز اللاعبين المؤثرين في حسم الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، وقد حالت الظروف اللبنانية وربما الإقليمية دون إنجاز هذا الإستحقاق طبقاً للأمنيات الفرنسية. وقد عجز المبعوث الفرنسي مراراً في انجاز أي تقدم ملموس في اتجاه حسم معركة الرئاسة اللبنانية، والتزمت مع ذلك الاليزيه صمتاً معبراً من جهة وبمواقف معبرة أيضا، حيث عملت وسعت وبثت الامنيات الجيدة التي تتعلق بالانتخابات الرئاسية سواء من خلال اللقاءات التي اجراها الرئيس الفرنسي مع زواره من القيادات اللبنانية أو من خلال المواقف التي أطلقها السفير الفرنسي في بيروت. اليوم وقبل ومع الزيارة هناك من همس في لبنان أن التاثير الفرنسي في لبنان صار من الماضي، قيل إن لا دور لها بعد الآن في حسم الاستحقاقات الهامة كانتخاب رئيس للجمهورية، وقد ارفق أصحاب هذا الكلام بانطابعات وتحليلات أكدت أن الزيارة لن تكون قادرة على دفع الاستحقاق الرئاسي، وستكون مخصصة للتعبير عن دعم لبنان في حربه ضد الارهاب، وان هولاند سينضم الى غيره من المسؤولين الدوليين الذين سيعلنون عن دعم لبنان في مسألة النزوح السوري . أمس تبنى هولاند فعلا مثل هذه المواقف، أيّد حرب لبنان ضد الارهاب وكشف عن الاجراءات الفرنسية الخاصة بملف النازحين. ولكن؟! من يصدق ان فرنسا ستتنازل عن دورها المهم في الشرق الاوسط؟ وهل إن ارتفاع منسوب الاهتمام الاوروبي بليبيا وبدول أخرى في افريقيا سيغني فرنسا عن دورها في لبنان؟ لا يمكن ذلك، ففرنسا والى جانب تمسكها بدورها التاريخي في لبنان، تمتلك اليوم المزيد من الاوراق التي تمكنها من التاثير فيه، ليس انطلاقا من حيثيات لبنانية متغيرة تبعا للاحوال الداخلية ولدور النافذين المقرين من فرنسا، وإنما تبعا للمستجدات الاقليمية وحتى الدولية. ففرنسا صارت معنية اكثر وربما قادرة اكثر على التأثير فهي من جهة باشرت بعلاقات اقتصادية مهمة مع ايران وهي معنية برفع الحظر فعليا عن طهران، ولها ايضا علاقات تجارية وعسكرية مع المملكة العربية السعودية اضافة الى انها تحافظ على دور الشريك الفاعل في المنظومة الدولية. ومهما كانت الظروف التي تمسك بالمرحلة في لبنان، وتلجم انتخابات الرئاسة، فان فرنسا وفيما تستعد امريكا وروسيا للامساك بزمام الامور في سوريا ستسعى جاهدة للعب دور ما في لبنان. لن تترك فرنسا هذه الساحة المؤثرة في الشرق الاوسط وهي تدرك فعلا اهمية لبنان الممر والمقر وساحة التجارب الاقليمية . أمس كانت الصورة معبرة فعلا، الضيوف هم المعنييون بالملف الرئاسي، والصورة التذكارية للقيادات الروحية مماثلة لتلك التي تعود الى الجنرال شارل ديغول من قصر الصنوبر تحديدا، ثم جاءت اللقاءات المسائية في معراب، اتراها (اي الزيارة) حركت مياها راكدة او دفعت مشهدا جامدا؟ الأكيد أن فرنسا لا تريد ان تسقط من يدها الورقة اللبنانية، وقد تكون هناك قوى ترغب بخفض عدد القوى المؤثرة في القرار اللبناني ولكن قطعا لن تكون فرنسا هي التي ستسقط هذه الورقة.. اقله في الوقت الحاضر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك