Advertisement

مقالات لبنان24

نصر الله يحتاج "التيار".. وباسيل "ما بيغلط" مع "السيد"

زينة ابو رزق

|
Lebanon 24
29-05-2017 | 06:30
A-
A+
Doc-P-317013-6367055448925997511280x960.jpg
Doc-P-317013-6367055448925997511280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في أوجّ التوتّر السياسي على وقع "البورصة" الانتخابية، كيف تبدو العلاقة بين حارة حريك والرابية، وما معنى المديح اللافت الذي خصّ به الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الوزير جبران باسيل بعد قمّة الرياض، علما أن ليس من عادات الأول الإفراط بالإشادات عامة، وأنّ الجوّ الذي ساد مؤخراً في صفوف الحزب تجاه باسيل كان قد وصف مرارا وتكرارا بأنّه أقرب الى الاستياء منه الى الرضا والتودّد. من الواضح أنّ نصرالله قطع الطريق أمام كلّ من حاول أو يحاول تصوير الوضع بين الحزب والتيار البرتقالي على أنّه متردٍّ، على خلفية الموضوع الانتخابي والخطاب الطائفي الذي اعتمده رئيس التيار مؤخراً، وصولا الى غيابه أو تغيّبه عن بيان الرياض، متفاديا، كما قال منتقدوه، أخذ موقف واضح وصريح ضدّ تصنيف حزب الله بالإرهابي كما ورد في هذا البيان. والجدير ذكره أنّه حتى قبل كلام نصرالله الإيجابي عن باسيل، وبينما كانت تتسرّب اجواء "الانزعاج" الشديد من الوزير في صفوف وقاعدة حزب الله، بقي من يؤكّد أنّ عدداً من المسؤولين الكبار في الحزب، وخصوصا ممّن هم على تواصل دائم مع صهر العهد، لا يزالون يكنّون مودّة شديدة لهذا الأخير، معبّرين في جلسات خاصة عن عطفهم وتعاطفهم معه بغضّ النظر عن خطابه السياسي وتوجّهاته الانتخابية. واذ توقّع كثيرون أن يغيّر هؤلاء رأيهم بباسيل بعد"تنصّله" من بيان الرياض، جاءت النتيجة معاكسة تماماً لهذه التوقعات. فقد رافق كلام نصرالله تأكيد من قبل بعض الملمّين بشؤون الحزب أنّ باسيل كان صادقا عندما أكّد أنّه لم يكن على اطلاع بوجود بيان، وأنّ هذا البيان على كلّ حال لا يمكن أن يكون قد صيغ بمعرفة وموافقة كلّ من حضروا القمّة، بدليل أنّ حركة "حماس" صنّفت هي الأخرى بالمنظمة الإرهابية بالرغم من مشاركة مسؤولين أتراك في القمّة، علما أنّ تركيا هي دولة حاضنة لحماس وللمقاومة الفلسطينية ولا يمكن بالتالي أن تكون أنقره موافقة على هذا الكلام. وهنالك من يذهب بالقول أبعد من ذلك، ملاحظين أنّ باسيل قد اختار المخرج الصحيح وبرهن عن حنكة سياسية بعدم احراج لبنان أمام السعودية وذلك عبر رفض البيان، وبتفادي في الوقت عينه أزمة داخلية على خلفية ما جاء في البيان لو هو كان شاهدا عليه. بمعنى آخر، حزب الله يثق بباسيل أقلّه على الصعيد الخارجي والسياسة الإقليمية وكوزير خارجية للبلاد. الّا أنّ بعض الأوساط السياسية المحايدة ترى أنّ هذا الارتياح "المبالغ" قد يكون له تفسير آخر وتشعّبات أعمق ممّا يبدو، غير مستبعدة أن يكون كلام نصرالله رسالة إيجابية لرئيس التيار لحثّه على استكمال مسار قانون الانتخاب بما قد يفضي أخيرا الى النسبية. وتلاحظ هذه الأوساط أنّ باسيل بات هو "صانع القرار الانتخابي" وهذا أمر لا يخفى على أحد، الى درجة أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يقع القانون تحت صلاحياته، والذي هو رجل "مسيّس" وملمّ بالشؤون السياسية وبكلّ ما يتعلّق بوزارته، يبدو وكأنّه قد انسحب من محور المناقشات الانتخابية وكأنّ باسيل هو الناطق باسم معظم الأفرقاء، أقلّه باسم التيار وحزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل في هذا الموضوع، ما يجعله المحاور الأساس لطالبي النسبية وعلى رأسهم حزب الله. الّا أنّ الموضوع الأهمّ قد يكون متعلّقا بوضع حزب الله الحرج إقليمياً ودوليا خصوصا بعد قمة الرياض، أي أنّ الحزب كما تقول الأوساط، بحاجة أكثر من أي وقت مضى لفريق قوي داخليّاً "يحمي ظهره" في هذه الأجواء المتشنّجة ضدّه، خصوصا في ظلّ التسريبات عن احتمال ضربة إسرائيلية ضدّ لبنان، قد تخلق ان تمّت جوّا من النقمة ضدّ حزب الله في الداخل اللبناني. لذا، يصحّ وضع "غزل" حزب الله لباسيل من هذا المنطلق في خانة موقف "الحاجة"، وفي إطار أخذ الحيطة والحذر نسبة لما قد تؤول اليه الأمور في المنطقة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك