Advertisement

خاص

معنّف قتل والده وزوجته.. هل تحوّله الأحداث إلى ضحية؟

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
13-10-2019 | 09:54
A-
A+
Doc-P-634550-637065791522058565.JPG
Doc-P-634550-637065791522058565.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
24 حلقة عرضت من مسلسل "بردانة أنا"، كتابة كلوديا مرشيليان، وإخراج نديم مهنا، هذا المسلسل الذي يناقش قضايا عدّة في طليعتها العنف الأسري واللعب على وتر القضاء، للخروج من قفص الاتهام تحت رداء الشرف.

Advertisement
في سياق العنف الأسري الذي يطرحه المسلسل، هناك قضيتان واضحتان، الأولى هي قضية حنين (كارين رزق الله) التي قتلت على يد زوجها باسم (بديع أبو شقرا)، والذي يعمل محامي الجاني على تبرئة موكله من دمائها عبر اتهامها بالخيانة.

القضية الثانية هي قضية زياد (وسام حنّا) ووالده الكولونيل (جوزيف ابو نصار)، والشكوك التي تدور حول تورطه بقتل زوجته وأولاده ومحاولة انتحاره معهم عبر حرف سيارته نحو الوادي، وذلك انتقاماً من والدة زياد التي اتهمها بخيانته مع أعز أصدقائه.

في القضية الأولى تبدو الصورة أوضح، ولكنّها تأخذنا نحو التعاطف المخيف مع الضحية في بعض المشاهد، فباسم هو ضحية والد معنّف كان يتلذذ بالاعتداء عليه وعلى والدته، وهو أيضاً مدمن على الكحول والمخدرات، ويحمل في داخله حقداً مرضياً.
في بعض اللحظات، يبكي باسم كطفل صغير، يبحث عن الشفاء، عن التخلص من العقد، يكاد المشاهد خلالها أن يتفاعل معه، أن "يطبطب عليه"، ويطغى على المشهد الشعور بالشفقة، فننسى أنّه مجرم، وأنّ والده لم يسقط ميتاً وإنّما هو من دفعه من الخلف، وأنّ زوجته دفعت ثمن بطشه وعشقه لأختها التوأم "دانيا"، وفقدانه لصوابه تحت تأثير الممنوعات!

للحظة نشعر أنّ باسم ضحية، وفجأة يستيقظ في داخلنا كل ما ارتكبه، وما يواظب على ارتكابه بحق زوجته وهي ميتة عبر التشهير بها، وعبر تعنيف توأميهما معنوياً ومحاولة تعنيفهما جسدياً (كما رأينا في أحد المشاهد)، وهو حتى بمحاولة تدليلهم مجرد من أيّ عواطف.

فهل ينتهي "بردانة أنا"، بمنح التبريرات للمجرم؟

سياق المسلسل لا يوحي بأنّ للتبرير مساحة، ولعلّ المقصود هو عرض كل التبريرات التي تساق بالمجتمع، وكل الالتماسات، لدحضها في حلقات مقبلة، وللتأكيد على أنّ المجرم هو "مجرم" وأنّ لا اعتبارات قد تحوّله إلى ضحية.

أما بالنسبة للقضية الثانية، قضية الكولونيل وعائلته، فالخطوط ما زالت مبهمة، غير أنّ النص وعدسة المخرج، يؤكدان أنّ زياد لن يسكت عن حق والدته وإخوته، فالعلاقة المتوترة مع والده منذ الحلقة الأولى، والرؤيا التي تراوده، تحوّلت اليوم إلى بلاغ رسمي سيقدم من صديق قديم، ويبقى السؤال هنا: هل يحاكم الابن والده على جريمته في حال ثبت ارتكابه لها؟!

أخيراً، "بردانة أنا" رغم بعض الانتقادت التي تحاط بها، مسلسل يشبهنا، يشبه البيوت المغلقة إلى حد بعيد، ونجاحه الحقيقي مرتبط بما تخفيه الحلقات المقبلة، وبهوية المنتصر.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك