Advertisement

أفراح ومناسبات

الجامعة الأميركيّة استضافت الفنان التشكيلي العراقي ضياء العزّاوي

Lebanon 24
19-09-2025 | 10:47
A-
A+
Doc-P-1419098-638939009496880457.png
Doc-P-1419098-638939009496880457.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 استضاف قسم الفنون الجميلة وتاريخ الفنّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بدعم من كرسيّ الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة في الجامعة، ندوة بعنوان "ممارسة الفنّ في مواجهة المأساة السياسيّة" تمحورت حول الفنّان التشكيليّ العراقيّ ضياء العزّاوي (مواليد بغداد 1939)، بمشاركة أكاديميّين ونقّاد ناقشوا مسيرته الفنّيّة، بالتزامن مع افتتاح معرضه الجديد "شهود الزور" في غاليري صالح بركات في بيروت.
Advertisement

 

شارك في الندوة أستاذة التصميم الغرافيكيّ في جامعة بريستول الدكتورة زينة معاصري، أستاذة تاريخ الفنّ في جامعة شمال تكساس الأستاذة الزائرة في جامعة نيويورك – أبو ظبي الدكتورة ندى شبوط وتشغل أيضا منصب باحثة رئيسيّة في مركز المورد للدراسات الفنّيّة العربيّة، الباحث في الأنثروبولوجيا وتاريخ الفنّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت والذي أدار الحوار الدكتور سليم البهلولي.

 

استُهل الحوار بتقديم لمحة تاريخيّة عن علاقة العزّاوي الوثيقة بمدينة بيروت التي بدأت في العام 1965، وأشارت شبوط الى أنه "يُعتبر أحد روّاد الفنّ العربيّ الحديث ومن أبرز المساهمين في تطوّره من خلال أعماله المتنوّعة، وكذلك مبادراته الثقافيّة الداعمة للفنّانين الشباب وإبراز الفن العربي عالميًا".

ولفت بيان للجامعة، الى أن العزاوي تناول تجربته في الفنّ العربيّ خلال سبعينيّات القرن العشرين، "بدءًا بإصدار بيان "الرؤية الجديدة" الذي أكّد الالتزام بالفنّ العربيّ وتضامنه مع النضال الفلسطينيّ، مرورًا بمشاركته في مهرجان الواسطيّ للفنون عام 1972 وبينالي الفنّ العربيّ في بغداد والرباط، وعمله الاستشاريّ في المركز الثقافيّ العراقيّ، لا سيّما في تنظيم معارض الملصقات"، موضحا أنّ موضوع أعماله "السياسيّة خلال تلك الفترة كان فلسطين دومًا، حيث كان يسعى إلى توثيق الأحداث بطريقة غير مباشرة، بحيث تصبح بعد سنوات شهادة تُدين السلطات المسؤولة عنها".

 

أشار البيان الى أن "الحوار تطرّق إلى تنوّع الوسائط الفنّيّة التي اعتمدها العزّاوي خلال مسيرته الطويلة، فإلى جانب أعماله الكبرى في الرسم الزيتيّ والمنحوتات والتركيبات الفنّيّة، ناقش المشاركون استخدامه المميّز لدفتر الفنّان بوصفه وسيطًا فنّيًّا للتفاعل مع الشعر العربيّ، مستوحيًا ذلك بشكل جزئيّ من كتاب الفنّان ماتيس"Jazz". وقد أوضحت المداخلات كيف طوّر العزّاوي منذ أواخر السبعينيّات مفهوم "دفاتر الرسم" أو الكتب الفنّيّة، حيث مزج في صفحاتها بين اللوحة والكلمة الشعريّة، وابتكر بذلك فضاءً بصريًّا وأدبيًّا فريدًا. وأشار المتحدّثون إلى أنّ هذه الدفاتر الفنّيّة جسّدت رؤية العزّاوي في تحويل الشعر إلى صور مرئيّة، وكانت بمثابة سجلّات شخصيّة وجماعيّة توثّق الذاكرة وترصد الواقع السياسيّ بأسلوب فنّيّ مبتكر".

 

وذكر ان الندوة "استعرضت أيضًا معرض "شهود الزور" الذي افتُتح مؤخّرًا في غاليري صالح بركات. وجرى التنويه إلى أن هذا المعرض يُعدُّ أحد أضخم وأهم معارض ضياء العزاوي في السنوات الأخيرة، إذ يضم مجموعة من الجداريّات الضخمة والأعمال النحتيّة التي تعبّر في مجملها عن مآسي المدن العربيّة وتحمل شهادات بصريّة مؤثّرة على ما شهدته المنطقة من صراعات. وهذا المعرضافتُتح رسميًّا في 11 الحالي في بيروت ويستقبل الزوار حتّى 31 تشرين الأول المقبل. ويُقدّم أعمالًا جديدة للعزّاوي تستلهم أحداثًا أليمة مثل انتفاضة تشرين العراقيّة (2019) وما تلاها. وبرز خلال النقاش كيف اختار العزّاوي أن يُطلق هذه الصرخة البصريّة من بيروت تحديدًا، لترتبط أعماله فيها بجراح المدينة وهموم المنطقة المشتركة".

 

وأشار البيان الى أن "جزءا مهما من الحوار خُصِّص للحديث عن القضيّة الفلسطينيّة وحضورها المستمر في أعمال ضياء العزّاوي، الذي أشار وضيوف الحوار إلى أنّ مأساة فلسطين شكّلت محورًا أساسيًّا لإبداعاته منذ بداياته، إذ كرّس العزّاوي عددًا من أشهر أعماله لتوثيق معاناة الشعب الفلسطينيّ والتضامن مع قضاياه. وفي هذا السياق، جرى التوقّف عند لوحته الشهيرة التي أنجزها إثر مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، حيث حوّل فاجعة المخيّم الفلسطينيّ في بيروت إلى عمل فنّيّ يُخلّد ذكرى الضحايا ويجسّد فظاعة المجزرة أمام العالم. كما تناول النقاش سلسلة من أعماله الأخرى التي تناولت محطّات مؤلمة من تاريخ فلسطين الحديث، مؤكّدين أنّ فنّ العزّاوي كان ولا يزال صوتًا داعمًا للحقّ الفلسطينيّ وراصدًا لتبعات الظلم والاحتلال على الإنسان والأرض".

 

وتطرّق البهلولي إلى دور العزّاوي في "إثراء المشهد الثقافيّ في العراق والوطن العربيّ من خلال مبادرات رائدة خارج إطار أعماله الفرديّة"، متوقفا عند "مساهمة العزّاوي في تأسيس مهرجان الواسطيّ للفنون في بغداد مطلع السبعينيّات (عام 1972) تخليدًا لذكرى الفنّان العربيّ يحيى الواسطيّ".

وفي الختام، شدّد العزّاوي على "الرسائل السياسيّة والإنسانيّة التي يحملها فنّه، موضحا تحت شعار "الفنّ في مواجهة المأساة السياسيّة"، أنّ مهمّة الفنّان ليست منفصلة عن واقع مجتمعه، بل للفنّ شكلٌ من أشكال المقاومة الثقافيّة والشهادة الصادقة على الأحداث".

وخلص البيان الى أن "الحاضرون أجمعوا على أنّ تجربة العزّاوي تجسّد مثالًا حيًّا على دور الفنّان كمؤرّخ بصريّ للأزمات وكصوت للضمير الإنسانيّ. فقد نجح على مدار أكثر من خمسين عامًا في تسخير الألوان والأشكال لتوثيق الألم والأمل معًا، وإيصال رسائل تتخطّى حدود المكان والزمان".
مواضيع ذات صلة
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك