في العصر الحديث، أصبحت المرأة تشغل أدوارًا متعددة في المجتمع، فهي موظفة، وأم، وزوجة، وابنة، وفي كثير من الأحيان تُطلب منها التميز في كل هذه الأدوار في آنٍ واحد. ومع ازدياد عدد النساء العاملات، أصبحت قضية التوازن بين العمل والحياة الأسرية من أهم
القضايا التي تؤثر على صحة المرأة النفسية والجسدية، وعلى استقرار الأسرة والمجتمع ككل.
أولًا: التحديات التي تواجه المرأة العاملة
رغم أن خروج المرأة إلى سوق العمل يُعد خطوة مهمة نحو
الاستقلال والمساهمة في تنمية المجتمع، إلا أنها تواجه تحديات عديدة، منها:
ضيق الوقت بين ساعات العمل ومتطلبات المنزل.
الضغط النفسي الناتج عن محاولة التوفيق بين الواجبات المهنية والعائلية.
نقص الدعم الأسري أو المجتمعي أحيانًا.
تأنيب الضمير تجاه الأبناء عند الانشغال عنهم بالعمل.
نظرة المجتمع للمرأة العاملة، خاصة إذا كانت أمًا.
ثانيًا: كيف تحقق المرأة التوازن بين العمل والأسرة؟
1. تنظيم الوقت بذكاء:
وضع جدول يومي أو أسبوعي يساعد المرأة على توزيع وقتها بين مهام العمل والمنزل، مع تخصيص وقت للراحة والأنشطة العائلية.
2. وضع حدود واضحة:
فصل وقت العمل عن وقت العائلة قدر الإمكان، وعدم السماح للعمل بالتداخل مع الحياة الشخصية (خصوصًا في حالة العمل عن بُعد).
3. طلب المساعدة:
المرأة ليست مطالبة بأن تقوم بكل شيء وحدها؛ يمكن طلب دعم الزوج، أو أفراد الأسرة، أو الاستعانة بمساعدة منزلية إذا لزم الأمر.
4. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية:
المرأة القادرة على العناية بنفسها ستكون أقدر على العناية بمن حولها.
5. تحديد الأولويات:
ليس كل شيء مهم بنفس الدرجة. يمكن أحيانًا تأجيل بعض المهام غير الضرورية، والتركيز على ما هو أكثر أهمية في العمل أو الأسرة.
ثالثًا: دور الأسرة والمجتمع في دعم المرأة
الزوج الداعم يلعب دورًا كبيرًا في خلق بيئة متوازنة، من خلال مشاركة المسؤوليات واحترام تعب شريكة حياته.
المجتمع الواعي هو الذي يقدّر جهود المرأة العاملة، ويوفر لها تسهيلات مثل حضانات في أماكن العمل، وإجازات مرنة.
التشريعات والسياسات التي تحمي حقوق المرأة وتدعم الأم العاملة، مثل إجازة الأمومة وساعات العمل المرنة.