يصادف التاسع من كانون الأول "يوم مكافحة العنف ضد النساء في وسائل النقل"، الذي تنظمه منطقة إيل دو فرانس.
في خلال عشر سنوات، ارتفع عدد ضحايا العنف الجنسي المُسجّل لدى قوات الأمن في وسائل النقل بنسبة 86%.
وفي منطقة باريس، تعلن سبع نساء من كل عشر أنهن تعرضن مرة واحدة على الأقل لهذا النوع من العنف في خلال حياتهن، بحسب دراسة للمرصد الوطني للعنف ضد النساء. تحرش، نظرات ملحّة، اعتداءات جسدية.
في محطة Saint-Denis Université، وهي محطة نهاية خط المترو رقم 13، سمع المسافرون المتكدسون في ساعة الذروة إعلاناً صوتياً يقول: "إذا كنتم ضحايا أو شهوداً على تحرش جنسي في وسائل النقل، لا تترددوا في إطلاق الإنذار". وقد خصصت RATP رقماً للإبلاغ: 3117.
من بين 10 نساء قابلتهن مجلة RTL في خلال هذا التقرير، جميعهن سبق أن تعرضن للتحرش أو الاعتداء في وسائل النقل.
تقول إحداهما: "تعرضت لأن يقوم أحدهم بالتحديق بي، والاقتراب مني، وملاحقتي في الممرات. كنت أمشي طويلاً وأغيّر طريقي مراراً، ومع ذلك كان الشخص خلفي. للأسف نحن معتادات على ذلك".
أما صديقتها فتروي: "عندما كنت أعود من الجامعة وكان المترو خالياً تقريباً، كان هناك رجل على الرصيف. رأيته يقف أمامي مباشرة، قريباً جداً، ثم بدأ يلمس نفسه من خلال جيبه".
تقول ليليان، وهي ثلاثينية من سكان المنطقة: "المشكلة الأساسية هي النظرات". وقد طورت استراتيجياتها الخاصة للبقاء آمنة: "عندما يحدق أحدهم، أصرف نظري. أقترب من نساء أخريات أو أقف قرب الأبواب للنزول قبل محطتي أو بعدها".
ليليان تتجنب التواجد وحيدة في الحافلة وتفضّل التنقل في خلال النهار. بعض النساء يصل بهن الأمر إلى الامتناع عن استخدام النقل ليلاً.
ما هي الحلول المحتملة اليوم؟ هناك خيارات عدة مطروحة. فمنطقة إيل دو فرانس تدعو إلى استخدام كاميرات مراقبة مجهزة بالذكاء الاصطناعي.
يقول فريديريك بيشينار، نائب رئيس المنطقة المكلف بالأمن، في حديثه إلى RTL: "شبكة Île-de-France Mobilités مجهزة بـ 80,000 كاميرا، لكن المشكلة أن عدد الكاميرات كبير جداً بحيث لا يمكن للمراقبين مشاهدتها كلها. لذا نحن بحاجة ماسة إلى الذكاء الاصطناعي وكاميرات معززة".
لكن هذا النظام غير قانوني في فرنسا حالياً، ويتطلب إصدار قانون جديد. وقد رفضت جمعيات نسوية هذا المقترح تماماً.
أما الشريكة المؤسسة والمديرة العامة لجمعية En avant toute(s) يناي بنابان، فتقول:
"علينا أولاً تعزيز وعي باقي الركّاب. يمكننا الاعتماد على الأشخاص حولنا. هناك ما يسمى بتأثير المتفرج: كلما زاد عدد الناس، قل تدخلهم.
وتضيف أن المطلوب هو "سياسة استثمار ضخمة لمكافحة العنف الجنسي والجندري، بالإضافة إلى تعليم الأطفال منذ سن مبكرة السلوكيات التي يجب اتباعها".