Advertisement

خاص

تقرير لـ"Responsible Statecraft": لهذا السبب قامت إسرائيل بضرب سوريا

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
23-07-2025 | 10:30
A-
A+
Doc-P-1395375-638888600986425398.jpeg
Doc-P-1395375-638888600986425398.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "قبل أيام قليلة من تحليق طائرات F-35 الإسرائيلية فوق دمشق، بدا ما لا يُصدّق في متناول اليد. كان المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك، مستغلًا دوره المزدوج كسفير لدى تركيا وكمسؤول عن الملف السوري، يتوسط في محادثات سرية مضنية بين عدوين تاريخيين. أبدت الحكومة السورية، بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع انفتاحها على اتفاقية عدم اعتداء مع إسرائيل. ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر علنًا بانضمام سوريا إلى "دائرة السلام والتطبيع في الشرق الأوسط"."
Advertisement

وبحسب الموقع، "بحلول الثاني عشر من تموز، أشارت التسريبات إلى أن الاتفاق أصبح أقرب، إذ ورد أن الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اللذين اضطرا إلى التحرك بسرعة مقابل الضمانات الأمنية الضرورية للغاية، ومساعدات إعادة الإعمار والاستثمار، التقيا بشكل مباشر مع مسؤولين إسرائيليين في أذربيجان. وفي سعيه المستمر للحصول على جائزة نوبل للسلام، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيا بالشرع في الرياض، وبدأ بعد ذلك في تفكيك عقود من العقوبات، مراهناً بشكل كبير على إعادة تأهيل سوريا والإندماج الإقليمي. كان ترسيخ دولة سورية مستقرة وموحدة محوريًا في هذه الرؤية الأميركية، ويقود برّاك هذه المهمة الشاقة، ساعيًا إلى تفكيك مصادر التشرذم المحتملة. وفي الوقت الحالي، تتمثل مهمته الأكثر أهمية وإثارة للجدل في دمج قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في الجيش الوطني السوري الناشئ. وكانت رسالة برّاك إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي خلال الاجتماعات المتوترة في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر حازمة: "بلد واحد، جيش واحد، شعب واحد"."

وتابع الموقع، "رفض برّاك بشكل قاطع المطالب الكردية بالفيدرالية أو الهياكل العسكرية المستقلة باعتبارها غير قابلة للتطبيق ومزعزعة للاستقرار، قائلاً: "في كل هذه البلدان ما تعلمناه هو أن الفيدرالية لا تنجح". ويشكل هذا الدافع نحو قيادة عسكرية موحدة الأساس لاستراتيجية الولايات المتحدة لمنع تقسيم سوريا وخلق شريك قابل للتطبيق من أجل السلام الإقليمي، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل. وقد وفر اندلاع العنف في معقل الدروز في محافظة السويداء في سوريا في الحادي عشر من تموز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحفز المثالي لعرقلة هذا التقدم الهش".

وأضاف الموقع، "عندما اندلعت الاشتباكات بين الفصائل الدرزية والقبائل البدوية، تدخلت الحكومة السورية لاستعادة النظام، حيث أخطرت إسرائيل مسبقاً بتحركات القوات، موضحة أن هذه الخطوة لم تكن تهدف إلى تهديد جارتها الجنوبية. ووفقًا للتقارير، أخطأت الحكومة السورية في فهم الوضع، ظانةً أنها حصلت على الضوء الأخضر من كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل لنشر قواتها، مدفوعةً برسالة أميركية مفادها أن سوريا يجب أن تُحكم كدولة مركزية، ومتأثرةً بالمحادثات الأمنية الناشئة مع إسرائيل. إلا أن إسرائيل اعتبرت الوضع دعوةً للتصعيد. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الغارات الجوية المدمرة على الدبابات السورية، ثم على دمشق، بأنها ضرورة أخلاقية بهدف حماية الأقلية الدرزية المضطهدة، وهي مجموعة ذات حضور كبير وواضح في إسرائيل، بما في ذلك في الجيش الإسرائيلي".

وبحسب الموقع، "إن تصرفات إسرائيل تقوض السياسة الأميركية بشكل مباشر من خلال منع ترسيخ سوريا موحدة ذات سيادة وقادرة على استعادة جنوبها وتصبح شريكا لرؤية الولايات المتحدة. الأهم من ذلك، أن الطائفة الدرزية التي يدّعي نتنياهو حمايتها ترفض بشدة هذه الرعاية المفروضة. اثنان من الزعماء الروحيين الثلاثة للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخان حمود الحناوي ويوسف جربوع، يؤكدان على هويتهما السورية ويطالبان بالحماية من الدولة السورية، لا من القوى الخارجية. وأكد الشيخ جربوع، على خلفية الأحداث الأخيرة في السويداء، أن الحلول يجب أن تأتي من داخل سوريا، موجهاً رسالة إلى إسرائيل مفادها أن "أي هجوم على الدولة السورية هو هجوم علينا... نحن جزء من سوريا". ومن بين القيادات الدرزية في سوريا، فإن الشيخ حكمت الهجري هو الوحيد الذي يؤيد تدخل إسرائيل، واصفاً الحكومة بأنها "عصابات إجرامية إرهابية"، وهي وجهة نظر يرفضها كثيرون داخل مجتمعه".

وتابع الموقع، "انكشف عجز إسرائيل عن التصرف كضامن وحيد لأمن الطائفة الدرزية في سوريا يوم الجمعة عندما اعترف مسؤول إسرائيلي ضمناً بأن دمشق وحدها قادرة على تأمين الاستقرار. وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته لرويترز "في ضوء حالة عدم الاستقرار المستمرة، ستسمح إسرائيل الآن بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء خلال الـ48 ساعة المقبلة". وقد كان هذا التراجع بمثابة اعتراف ضمني بأن الحكومة السورية تظل الطرف الفاعل الذي لا غنى عنه لاستعادة النظام والعمل كحاجز بين القبائل البدوية المتحاربة والفصائل الدرزية. في الواقع، كانت هذه الاشتباكات المحلية هي المحفز الأساسي الذي اجتذب قوات الحكومة السورية، التي أصبح تدخلها آنذاك ذريعة لإسرائيل للقصف".

وأضاف الموقع، "سارعت الإدارة الأميركية، التي فوجئت بالقصف الإسرائيلي، لاحتواء تداعياته، وكشف مسؤولون أنهم "أمروا الإسرائيليين صراحةً بالتراجع والهدوء"، وحثّوا على إجراء محادثات مباشرة مع دمشق بدلًا من القصف. وتكشف ضربات إسرائيل عن نمطٍ ساخرٍ يُحاكي تخريبها للمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. فكما ضغط نتنياهو بلا هوادة ضد الدبلوماسية الأميركية الإيرانية، مُهيئًا بذلك الظروف لضربات إسرائيل الأحادية الجانب التي نجحت لاحقًا في جرّ واشنطن إلى صراع، فإنه يُقوّض الآن التقارب الأميركي السوري. إن التناقض هنا صارخ بشكل خاص: فقد أمضت إسرائيل الأسابيع القليلة الماضية في حث سوريا علناً على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، ومع ذلك فهي تهاجم أيضاً بنشاط القوات الحكومية ذاتها التي تدعي أنها تريد ابرام الاتفاق معها".

وبحسب الموقع، "كان ساعر قد دافع علناً عن فكرة الفيدرالية في سوريا في شباط 2025، وأصر على تقسيم البلاد على أسس طائفية لضمان احترام "طرق الحياة المختلفة". إن هذه الرؤية، التي تضمنت الضغط على واشنطن للسماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا لمواجهة نفوذ تركيا والحفاظ على اللامركزية في سوريا، تتعارض بشكل مباشر مع الدولة الموحدة والمستقرة التي يعمل السوريون والدول المجاورة وإدارة ترامب على بنائها. إن التصعيد الإسرائيلي في سوريا، والذي يتزامن بشكلٍ مُحرج مع جهود الولايات المتحدة لرفع العقوبات وفرض سيطرة عسكرية موحدة على الأراضي السورية، يضع إدارة ترامب في مأزقٍ حرج. فمن خلال مناوراتها الأخيرة، أشارت إسرائيل إلى نيتها السيطرة على مصير سوريا، بغض النظر عن الضرر الذي قد يلحق بالاستراتيجية الأميركية".

وتابع الموقع، "مع كل قنبلة تُسقط على دمشق، لا تكتفي إسرائيل بمهاجمة البنية التحتية السورية فحسب، بل تُفكّك أيضًا الركائز الأساسية لنظام إقليمي مُحتمل لدول ذات سيادة، قائم على الاستقرار والتكامل، كاشفةً عن تباين جوهري يزداد تكلفةً على واشنطن، وعلى المنطقة ككل. إن الاختبار النهائي لإدارة ترامب هو ما إذا كانت قادرة على كبح جماح النهج العدواني لإسرائيل والسماح لرؤيتها الخاصة لسوريا موحدة ومستقرة بأن تتجذر".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban